ياوندي: حكمت محكمة عسكرية في الكاميرون الجمعة على قيادي في الحراك الانفصالي في الاقليم الشمالي الغربي، إحدى المنطقتين الناطقتين بالانكليزية في هذا البلد، حيث اكثرية السكان ينطقون بالفرنسية، بالسجن لمدة 15 عاما، بعدما دانته بتهم عدة بينها "الارهاب".

وأفاد مراسل وكالة فرانس برس أن المحكمة العسكرية في ياوندي دانت الصحافي الاذاعي مانشو بيبيكسي الملقب "بي بي سي" بتهم "الارهاب والعداء للوطن والانفصال والثورة والتمرد".

حكمت المحكمة أيضًا على خمسة نشطاء آخرين بالسجن لفترات تتراوح بين 10 و15 سنة، في حين برّأت متهماً سادساً. وكان بيبيكسي من بين نشطاء عدة اعتقلوا في يناير الماضي بعد اندلاع تظاهرات مناهضة للحكومة في المنطقتين الرئيستين الناطقتين بالإنكليزية، وهما الاقليم الشمالي الغربي والاقليم الجنوبي الغربي.

إضافة الى عقوبة السجن، حكمت المحكمة على المدانين الستة بغرامة مالية مشتركة قدرها 268 مليون فرنك أفريقي (398 ألف يورو) كما ألزمتهم دفع الرسوم والنفقات القانونية.

وقال المحامي كلود أسيرا، أحد وكلاء الدفاع عن المتهمين إن "الحكم مبالغ به وغير مجد لأنه لن يحل مشكلة" الاقلية الناطقة بالإنكليزية في البلاد، مشيرًا الى ان فريق الدفاع سيستأنف الحكم. والمنطقتان الناطقتان بالانكليزية انضمتا الى بقية انحاء البلاد الناطقة بالفرنسية بعد استقلال الكاميرون عام 1960.

وتشهد هاتان المنطقتان اللتان يقطنهما خُمس عدد سكان الكاميرون البالغ 23 مليون نسمة توترا متصاعدا منذ ان اعلن الانفصاليون انشاء جمهورية "امبازونيا" المستقلة في اكتوبر من العام الماضي. 

لهذا البلد في غرب افريقيا تاريخ استعماري حافل شهد انتقاله من الحكم الالماني الى الفرنسي فالبريطاني. وتشكو الاقلية الناطقة بالانكليزية من التهميش من قبل النخبة الناطقة بالفرنسية.

وكانت الولايات المتحدة اتهمت حكومة الكاميرون بتنفيذ عمليات "اغتيال محددة الاهداف" في المناطق التي تشهد اضطرابات، كما اتهمت الانفصاليين المسلحين من الاقلية الناطقة بالانكليزية "بقتل دركيين" و"خطف موظفين". وبحسب "مجموعة الازمات الدولية" فقد قتل 120 مدنيا على الاقل و43 عسكريا منذ اندلع التمرد الانفصالي في نهاية 2016. اما حصيلة القتلى في صفوف الانفصاليين فغير معروفة.