مدريد: تعهّد الحزب الاشتراكي في اسبانيا باجراء انتخابات جديدة في غضون "بضعة اشهر" اذا ما نجح في الاطاحة برئيس الوزراء المحافظ ماريانو راخوي في البرلمان بموجب مذكرة لحجب الثقة عن حكومته.

والجمعة قدّم الحزب الاشتراكي بزعامة بدور سانشيز، اكبر احزاب المعارضة الاسبانية، مذكرة الى البرلمان لحجب الثقة عن حكومة راخوي، بعدما ادين حزبه في قضية فساد.

لم يتم بعد تحديد موعد للتصويت على المذكرة، الا ان مدريد تتعاطى بجدية مع الامر، في حين يحدد الدستور موعد الاستحقاق الانتخابي المقبل بعد سنتين. وتأتي خطوة الاشتراكيين المفاجئة غداة إدانة المحكمة لحزب راخوي بتلقي تمويل غير شرعي في اطار قضية فساد كبرى.

وافادت صحيفة "لا رازون" المقربة من حزب الشعب الاشتراكي ان قيادة الحزب "لا تستبعد الحصول على العدد اللازم من الاصوات لاطاحة الحكومة".

يضم مجلس النواب الاسباني 350 مقعدا ويتم حجب الثقة عن الحكومة بالغالبية المطلقة، أي 176 نائبًا. وسيكون من الصعب تحقيق هذه الغالبية وسط انقسامات عميقة في صفوف المعارضة. والسبت كشف الاشتراكيون عن استراتيجيتهم.

وقالت المتحدثة باسم الحزب، وزيرة الثقافة السابقة كارمن كالفو، إنه اذا تمكن سانشيز من الحصول على الغالبية المطلقة في البرلمان لخلافة راخوي في رئاسة الحكومة، فان الحزب ينوي "الحكم للفترة التي يرتئيها، ثم يدعو الى انتخابات" بعد "بضعة اشهر".

يحتاج الاشتراكيون دعم حزب بوديموس اليساري المتطرف، الذي سبق أن دعا إلى حجب الثقة، اضافة إلى العديد من الاحزاب الصغيرة في المناطق، ومنها احزاب كاتالونية انفصالية تواجهت مع سانشيز في الاشهر القليلة الماضية على خلفية مساعيها الانفصالية.

في المقابل أعلن حزب "ثيودادانوس" (المواطنة) الوسطي والمناهض للاستقلال في كاتالونيا، والذي تقدّم على حزب الشعب الذي ينتمي اليه راخوي في بعض استطلاعات الرأي الحديثة، أنه سيعارض مذكرة حجب الثقة وسيدعو بدلًا من ذلك الى انتخابات مبكرة، وهو ما رفضه راخوي.