إيلاف من نيويورك: يجلس الرئيس الأميركي دونالد ترمب في البيت الأبيض، بينما يعمل المحقق الخاص في التدخل الروسي بالانتخابات الرئاسية، روبرت مولر على اسقاط رجال الرئيس واحدا تلو الآخر.

ترمب الذي دأب منذ ما قبل فوزه بالانتخابات على سؤال المرشحين المؤهلين لشغل مناصب رفيعة المستوى إن كان في منظمته أو حملته أو إدارته الحالية، عن الولاء الكامل، لم يتحرك حتى اللحظة على خط تطمين الشخصيات التي يركز مولر عليها في تحقيقاته، وأكثر من ذلك حط ترمب من قدر بعض المتهمين كجورج بابادوبولوس مستشار حملته، بعدما اتهمه بالكذب، وبأنه لم يكن صاحب منصب رفيع ابان الموسم الانتخابي.

 دفعوا ثمن عملهم مع حملة ترمب

ويبدو ان معظم المسؤولين الذين وجه أو سيوجه مولر لهم اتهامات، قد دفعوا ثمن عملهم الى جانب الرئيس الأميركي في حملته الانتخابية، فتحت عنوان التحقيقات في التدخل الروسي، كُشف النقاب عن قضايا مالية (غسيل أموال، وتهريب ضريبي) على وجه الخصوص تتعلق بهم، واصبح عدد منهم يواجهون عقوبة السجن لأشهر، والبعض الآخر لأعوام.

المساومة

المحقق الخاص المخول بالتحقيق بأي شبهة جنائية، وصاحب الصلاحيات غير المحدودة، وجد في ملفات مسؤولي ترمب المالية وعلاقاتهم الخارجية، فرصة لمساومتهم على تقديم ما يمتلكونه من معلومات عن التدخل الروسي والتواصل الخفي بين الحملة الانتخابية وموسكو، مقابل التساهل في توجيه الإتهامات.

تعاون فلين

وفي حين نجح مبدأ المساومة مع مايكل فلين، مستشار الأمن القومي السابق، الذي وجه إليه المحقق الخاص، اتهامات تتعلق بالكذب على محققي الأف بي آي فقط، مقابل التعاون مع مولر، وقطع العلاقات مع محامي البيت الأبيض، علما بأن جعبته ووفقا للتسريبات تعج بإتهامات من الوزن الثقيل، فإن بول مانافورت، مدير حملة ترمب السابق، لم يرفع الراية البيضاء بعد، ولا يزال يصر على مواجهة فريق التحقيق.

مانافورت لم يرفع الراية البيضاء

مانافورت الذي عمل في الحملة لأشهر معدودة بعد استقالة كوري ليفاندوفسكي، كان أول شخصية يوجه اليها مولر اتهامات تتعلق بالاحتيال المصرفي، وغسيل الأموال، وعدم تسجيل وكلاء أجانب في وزارة العدل، والتآمر على أميركا، كما واجه شريكه ومساعده ريكس غايتس اتهامات مماثلة من فريق التحقيق، لكنه اختار طريق التعاون لضمان أحكام مخففة.

استدراج مولر لغايتس وعقد اتفاق معه، لم يغير من موقف مانافورت، فكانت الضربة الثانية في الإعلان عن انخراط زوج ابنته السباق، جيفري يوهاي في التعاون مع المحققين، وكانت إيلاف قد أشارت في آواخر أكتوبر من العام الماضي، إلى أن صهر مانافورت يشكل هدفا للمحققين على خلفية عمله في حقل العقارات مع والد زوجته السابقة، مما طرح تساؤلات حول قدرة الرجل الذي يعتقد فريق التحقيق انه يمتلك معلومات مهمة عن التدخل الروسي، على الصمود بظل تعاون المقربين منه مع مولر، وعدم صدور أي إشارة من الرئيس الأميركي توحي بإمكانية قيامه بإصدار عفو عنه في نهاية المطاف.

كابوس المحقق الخاص

روجر ستون، احد أصدقاء الرئيس الأميركي، والذي عمل الى جانبه كمستشار سياسي لفترة طويلة، يعيش كابوس المحقق الخاص، وبحسب الاعلام الأميركي فإن أعماله المالية تستحوذ على اهتمام مولر الذي سبق له وان استدعى بعض المقربين من ستون الذي كان اول من بشّر بتسريبات ويكيليكس منصبا جوليان اسانج بمثابة البطل بالنسبة اليه، وإلى جانب صديق الرئيس يبرز أيضا في ملف التحقيقات اسم سام نونبرغ احد مستشاري ترمب السابقين.