نصر المجالي: تتواصل الاتصالات بين روسيا والأردن والولايات المتحدة حول منطقة خفض التوتر في جنوب سوريا، وأعلن ممثل الرئيس الروسي في الشرق الأوسط ونائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف أن هناك اتفاقا لعقد اجتماع ثلاثي. 

ولم يذكر بوغدانوف موعدا للاجتماع، وقال: "كلما كان الاجتماع أسرع، كان ذلك أفضل"، ويُعتقد أن المفاوضات ستتناول في جزء منها مسألة خروج القوات الإيرانية من جنوب سوريا أولاً.

ومن جهتها، أكدت مصادر رسمية أردنية وجود مفاوضات أميركية روسية تجري في عمان، وقالت إن الأردن "ينسق" مع كل الأطراف الدولية والإقليمية للوصول إلى مرحلة وقف إطلاق النار في سورية إقامة منطقة آمنة في الجنوب السوري، المحاذي للمملكة.

وشددت المصادر، حسب صحيفة (الغد) على دعم الأردن لكل الجهود الدولية والإقليمية "التي تضمن حماية حدودنا وتضمن مصالحنا"، موضحة أن "الأردن منخرط في المباحثات مع روسيا والولايات المتحدة ومختلف الأطراف لتحديد طبيعة المنطقة الآمنة في الجنوب السوري وتشكيلة القوات التي ستتواجد فيها وتحرسها وتضمن وقف إطلاق النار فيها".

تلميحات بوتين

يذكر أن الرئيس الرئيس الروسي فلاديمير بوتين كان لمح مع وزير خارجيته سيرغي لافروف قبل أيام، إلى انسحاب القوات الأجنبية من سوريا، وقال بوتين إن اتفاقية أستانا تؤكد سحب القوات الأجنبية من مناطق خفض التوتر، مضيفا: "قوات الجمهورية العربية السورية هي الوحيدة التي يجب أن تكون على حدود سوريا مع إسرائيل".

وعلى هامش تلك التصريحات تسربت معلومات من موسكو، تؤكد عزم روسيا على إخراج القوات الإيرانية من سوريا، تزامنا مع إصرار إسرائيل على ضرورة إبعاد القوات الإيرانية وحليفتها من المليشيات الشيعية المتحالفة معها عن الحدود الإسرائيلية السورية.

برزت إلى السطح نذر أزمة متصاعدة بين روسيا ونظام طهران حول الوجود الإيراني على الأراضي السورية، حيث تعتبر موسكو هذا التواجد عائقا أساسيا أمام الحل السياسي في سوريا.

وكان المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، بهرام قاسمي، رد على تصريحات بوتين ولافروف بالقول: "لا أحد يستطيع إخراج إيران من سوريا". وأضاف أن "الذين يجب أن يخرجوا من سوريا هم الذين دخلوها من دون إذن حكومتها". 

لقاء بوتين - نتانياهو 

يشار إلى أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو وفلاديمير بوتين عقدا جلسة محادثات غي موكو يوم 9 مايو على هامش الاحتفالات بعيد النصر حيث تمت مناقشة الموقف من إيران وسوريا.

وكان نتانياهو صرح أن زيارته لا تهدف فقط إلى الاحتفال بعيد النصر إلى جانب الرئيس الروسي، إنما والتعبير عن قلقه من "محاولات إيران تعزيز مواقعها في سوريا"، بالقرب من الحدود الإسرائيلية مباشرة. حيث هذا الأمر يثير الآن مخاوف لدى إسرائيل أكثر من برنامج طهران النووي. 

وشدد نتانياهو أثناء اجتماع حكومته، قبيل توجهه إلى موسكو على أن إسرائيل "عازمة على إيقاف العدوان الإيراني".