أعاد مجلس الشورى الإيراني (البرلمان) في اجتماعه يوم الاربعاء، انتخاب السياسي والبرلماني المخضرم علي لاريجاني رئيسا له، متفوقا على منافسه محمد رضا عارف في الجولة الثانية من التصويت.

وفي الجولة الأولى من التصويت على المرشحين لاريجاني ومحمد رضا عارف وحميد رضا حاجي بابائي، حصل عارف على 114 صوتا ولاريجاني على 101 صوت وحاجي بابائي على 54 صوتا، حيث لم يستطع اي من المرشحين الحصول على الاغلبية المطلقة.

واستنادا للنظام الداخلي للمجلس، صار لزاما اجراء جولة اقتراع ثانية، حيث أعلن حاجي بابائي انسحابه لصالح لاريجاني، وهو الامر الذي لقي اعتراضا من قبل بعض النواب لمخالفة ذلك مع النظام الداخلي حسب اعتقادهم، إلا ان لاريجاني أكد أن هذا الامر لا مخالفة فيه.

اقتراع ثان

وفي مرحلة الاقتراع الثانية تم انتخاب لاريجاني بـ 147 صوتا فيما حصل عارف على 123 صوتا وكانت هنالك 9 اصوات باطلة، من اجمالي عدد الاصوات البالغة 279.

وخاض النواب مسعود بزشكيان وعلي مطهري وهادي قوامي وعبدالرضا مصري التنافس على تولي منصبي نائبي رئيس البرلمان، حيث اسفرت عملية الاقتراع عن اعادة انتخاب مسعود بزشكيان نائبا اول بـ 157 صوتا وعلي مطهري بـ 143 صوتا نائبا ثاني للرئيس، فيما نال عبدالرضا مصري 134 صوتا وهادي قوامي 81 صوتا.

ومن بين 22 مرشحا لسكرتارية الهيئة الرئاسية تم انتخاب 6 منهم وهم: محمد علي وكيلي وسيد امير حسين قاضي زادة وعلي اصغر يوسف نجاد وعلي رضا رحيمي واحمد امير آبادي فراهاني واكبر رنجبر زادة.

ومن بين 13 مرشحا لمنصب المراقب تم انتخاب ثلاثة منهم وهم: اسدالله عباسي وبهروز نعمتي ومحمد آشوري تازياني.

وزن عائلي 

يذكر أن لاريجاني المولود في النجف 1957، ينتمي إلی عائلة لها ثقلها السياسي والديني في إيران، فشقيقه صادق لاريجاني هو رئيس السلطة القضائية في إيران، وشقيقه الأكبر محمد جواد لاريجاني يشغل منصب أمين عام لجنة حقوق الإنسان، بينما شقيقه الثالث الدكتور باقر لاريجاني، يشغل منصب رئيس وحدة أبحاث الغدد الصماء، ويعمل شقيقه الرابع فاضل لاريجاني موظفًا بوزارة الشؤون الخارجية الإيرانية.

وكان لاريجاني ترشح لأو مرة في الانتخابات البرلمانية في مارس العام 2008 وفاز عن دائرة قم. وفي مايو 2008، أنتخب لرئاسة البرلمان. ثم أعيد انتخابه لرئاسة البرلمان في الدورة المقبلة عام 2012.

وفی عام 2016 وافق المجلس مرة أخری على إعادة انتخابه للرئاسة بعد حصوله على معظم أصوات النواب. وحصل لاريجاني على 173 صوتا من أصل 281 نائبا، شاركوا في عملية الاقتراع.

مسؤوليات عليا

وتولى لاريجاني مسؤوليات عليا في إيران، حيث كان قائداً في الحرس الثوري خلال الحرب العراقية الإيرانية، ثم عُين كنائب وزير العمل والشؤون الاجتماعية في فترة 1981-1989 ، وفي عهد حكومة الرئيس أكبر هاشمي رفسنجاني تولی منصب نائب وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات.

وفي عام 1994 ، ترأس هيئة الإذاعة والتليفزيون بعد ترشيحه من المرشد الأعلى علي خامنئي لتنفيذ سياسة الحد من تأثير الثقافة الأجنبية على الشباب الإيراني عن طريق عدم إذاعة البرامج المستوردة. 

وقضى عشر سنوات في هذا المنصب حتى عام 2004، وفي أغسطس 2004 أصبح لاريجاني المستشار الأمني ​​للمرشد الأعلى.

ثم ترشح لإنتخابات الرئاسية عام 2005 وهو كان يعد من أبرز المرشحين من التيار المحافظين المعتدلين، لكن الفوز كان من نصيب محمود أحمدي نجاد، وحل لاريجاني فيها المرتبة السادسة، متحصلًا على 5.94 في المائة من الأصوات.

وبعد فوز نجاد، أصبح لاريجاني أمينا عاما للمجلس الأعلى للأمن القومي، ليحل محل حسن روحاني، وأنيطت له مهمة الإشراف على المفاوضات، حول القضايا الرئيسية للسياسة الخارجية وأبرزها البرنامج النووي الإيراني.

وأدار لاريجاني لشهور المفاوضات على درجة كبيرة من الحساسية مع خافيير سولانا، الذي كان ممثل الاتحاد الأوروبي حينها. لكنه قدم استقالته في خريف 2007.