إيلاف من لندن: لاحظ مراقبون أن إيران مصابة بالهلع في اليومين الأخيرين بسبب خشيتها من خطوات دولية وإقليمية لكف يدها هي وحلفائها لإبعادها عن سوريا، ومحتمل أن يكون القرار مطروحا أمام اجتماع ثلاثي أميركي روسي أردني يعقد في عمّان خلال الأسبوع الحالي، فضلا عن تفاهم روسي إسرائيلي بهذا الشأن.

وقال الأمين مجلس الأمن القومي الإيراني، علي شمخاني، إن المستشارين الإيرانيين سيواصلون دعمهم لسوريا، نافيا وجود أي مستشارين إيرانيين في جنوب سوريا، أو قيامهم بأي دور هناك.

وأعرب شمخاني في تصريح صحفي اليوم السبت، عن دعم طهران بقوة للجهود الروسية لإخراج الإرهابيين من المناطقة السورية المتاخمة للأردن. كما اعتبر ذلك خطوة إيجابية تصب في صالح استعادة الحكومة السورية المزيد من المناطق، التي كانت تحت سيطرة الإرهابيين.

وأكد المسؤول الأمني الإيراني أن الوجود الإيراني في سوريا يهدف لمحاربة الإرهاب، وجاء بطلب من الحكومة السورية، مضيفا أن إيران ستواصل تقديم دعمها الاستشاري لسوريا طالما بقيت الحكومة السورية تطالب بذلك.

قانوني
كما أوضح شمخاني أن الوجود الإيراني في سوريا قانوني وشرعي على عكس الوجود الأمريكي وبعض الدول الأخرى، مؤكدا أن إيران تعتبر أمن سوريا من أمنها القومي. واتهم المسؤول الإيراني إسرائيل بلعب دور مباشر في قتل المستشارين الإيرانيين في سوريا.

يذكر أن إيران ظلت تدعي عبر تقارير وبيانات سياسية وصحفية أنها "حررت سوريا" من داعش ومختلف الفصائل المعارضة السياسية.

تفاهم
يذكر أن وسائل إعلام إسرائيلية أكدت أن روسيا وإسرائيل، وبعد أشهر من الدبلوماسية، توصلتا إلى تفاهم يقضي بضرورة إبقاء إيران وحزب الله بعيدين عن الحدود الشمالية لإسرائيل مع سوريا.

ووفقا لتقرير أوردته صحيفة (جيروزاليم بوست) في عددها الصادر يوم الاثنين الماضي (28 أيار/ مايو 2018) ، فإن إسرائيل وروسيا اتفقتا على السماح للجيش السوري بإعادة السيطرة على جنوب سوريا حتى الحدود مع إسرائيل. ولن يُسمح لإيران وحزب الله بالمشاركة في هذه العملية، تقول الصحيفة.

توسع
وستحتفظ إسرائيل بقدرتها على التصدي للتوسع الإيراني في سوريا، كما كشف تقرير (جيروزاليم بوست)، مضيفا أنّ قوات الرئيس السوري بشار الأسد سيجري دعمها لاستعادة جنوب البلاد، وهي عملية ستشارك فيها إسرائيل وستتيح للأسد استعادة السيطرة على كافة سوريا.

وكانت كشفت صحيفة (التايمز) البريطانية أن روسيا وإسرائيل توصلتا إلى اتفاق استثنائي حول دور القوات الإيرانية في سوريا، مما يمهد الطريق لهجوم النظام السوري ضد واحدة من آخر المناطق المتبقية التي يسيطر عليها المسلحون المعارضون في جنوب البلاد.

وعلى صلة، كان مصدر مطلع أعلن في تصريح لوكالة "سبوتنيك" الروسية، يوم الجمعة، أن الاجتماع الثلاثي الروسي الأميركي الأردني حول منطقة خفض التصعيد الجنوبية في سوريا، سيعقد الأسبوع الحالي على مستوى نواب وزراء الخارجية.

يذكر أن الاتفاق حول اللقاء الثلاثي تم بعد مكالمة هاتفية جرت بين وزيري خارجية روسيا وأميركا يوم الأربعاء الماضي. ولم تستبعد المصادر أن يكون موضوع الوجود الإيراني مطروحا أما اللقاء.