لندن: أجرت بي بي سي بالتعاون مع مؤسسة يوغوف وأكاديميين استطلاعًا شمل أكثر من 20 ألف شخص هدفه أن يحدد كيف ينظر البريطانيون إلى هويتهم. 

واظهر الاستطلاع علاقة البريطانيين القوية بمناطقهم الجغرافية في تحديد هويتهم حيث قال 80 في المئة من المقيمين في انكلترا انهم انكليز. لكنه وجد نسبة مماثلة هي 82 في المئة يعتبرون أنفسهم بريطانيين قبل كل شيء. 

وقالت نسبة صغيرة من المشاركين في الاستفتاء انهم انكليز وليسوا بريطانيين أو بالعكس. وعموماً كانت الهويتان البريطانية والانكليزية متداخلتين في تحديد الهوية. فهما فرعان في خيط وطني واحد. 

قومية انكليزية

وكان البعض أشار إلى أنّ الهوية البريطانية يخنقها صعود القومية الانكليزية ولكن نتائج الاستطلاع لا تسند هذا الرأي بل أكدت ان الهوية البريطانية انتماء قوي بين جميع الأجيال، نسبة القائلين بالانتماء اليها انتماء قوياً واحدة (83 في المئة) بين الذين اعمارهم 18 24 سنة والذين اعمارهم 50 64 سنة على السواء. 

وكانت الهوية بريطانية سمة وطنية قوية بين جميع الفئات تقريباً بصرف النظر عن السياسة والتعليم والطبقة والمنطقة الجغرافية. ولكن الانتماء إلى الهوية الانكليزية اتسم بالتفاوت. 

فالاعتزاز بالهوية الانكليزية أضعف بين الشباب (45 في المئة) وأقوى بين كبار السن (72 في المئة)، كما أظهر الاستطلاع على النقيض من مقاطعة ويلز حيث قوة الهوية الويلزية تنحسر مع التقدم في العمر. وفي اسكتلندا قال أكثر من 80 في المئة من سائر الفئات العمرية ان لديهم شعوراً قوياً بالهوية الاسكتلندية. 

في انكلترا اظهر الاستطلاع ان المحافظين أقوى ميلا للقول انهم فخورون بهويتهم الانكليزية (77 في المئة) من مؤيدي حزب العمال (45 في المئة) والديمقراطيين الأحرار (42 في المئة). 

وبين الذين صوتوا لصالح الخروج من الاتحاد الأوروبي في الاستفتاء على بريكسيت بلغت نسبة الاعتزاز بالهوية الانكيزية 75 في المئة مقابل 44 في المئة بين الذين صوتوا مع البقاء في الاتحاد الأوروبي. 

ويرتبط أعمق انقسام على الهوية الانكليزية بالاصول الاثنية. وفي حين ان 61 في المئة من الأشخاص الذين يعتبرون انفسهم من البيض اعربوا عن اعتزازهم بهويتهم الانكليزية فان هذه النسبة تنخفض إلى 32 في المئة فقط بين الأقليات الاثنية. ولكن الشعور بالهوية البريطانية قوي بين 75 في المئة من السود وافراد الأقليات الاثنية. 

هوية استبعادية؟

وتبدو الهوية الانكليزية استبعادية بعكس الهوية البريطانية التي تبدو جامعة. وبين الذين يقولون انهم انكليز قال ثلث فقط إن التنوع العرقي والاثني لبريطانيا جزء مهم من هويتهم في حين ترتفع النسبة إلى الثلثين بين الذين يعتبرون أنفسهم بريطانيين. 

وأظهر الاستطلاع أن أكبر العوامل المساهمة في الهوية الانكليزية هي المنطقة الجغرافية وماضي البلد. وأقوى صورة لانكلترا هي صورة بلد ذي طبيعة ريفية خلابة قبل الثورة الصناعية سكانه من المواطنين المهذبين والأفاضل. وينظر البريطانيون عموماً إلى أنّكلترا على انها محافظة وتقليدية وليست ليبرالية تتطلع إلى المستقبل. 

وهناك إشارة قوية تنم عن حنين إلى الماضي بين الأشخاص الذين يؤكدون انتماءهم إلى الهوية الانكليزية. ويزيد عدد سكان انكلترا الذين يعتقدون انها كانت "أفضل في السابق" ثلاث مرات تقريباً على عدد سكانها الذين يعتقدون ان أفضل سنوات انكلترا ما زالت أمامها وليست وراءها. 

وعلى النقيض من ذلك فان نسبة كبيرة جداً من سكان اسكتلندا وويلز وايرلندا الشمالية يعتقدون أن أفضل سنوات هذه الاقاليم ما زالت أمامها.

ومن نتائج الاستطلاع الأخرى ان تقليد انكلترا المسيحي مهم بين حوال نصف مؤيدي بريكسيت بالمقارنة مع 29 في المئة فقط بين مؤيدي البقاء في الاتحاد الأوروبي. 

حرج

ولكن ليس الجميع يشعرون بالارتياح إلى تسمية انفسهم انكليزاً. إذا قال 80 في المئة انهم يعتبرون الهوية الانكليزية جزء مهما من هويتهم البريطانية ولكن أقل من 60 في المئة يعتبرونها مصدر فخر واعتزاز. 
ويرى البعض انها عكس ذلك. 

وبين الخريجين والشباب ومؤيدي العمال والديمقراطيين الأحرار والبقاء في الاتحاد الأوروبي وسكان لندن ومانشستر وليفربول قال نحو 10 في المئة انهم يشعرون بالحرج من تسميتهم انكليزاً. 

ومع ذلك يبقى تداخل الهويتين الانكليزية والبريطانية جزء مهماً من نظرة سكان انكلترا إلى أنفسهم. وبالنسبة لكثير منهم تبدو الهويتان مترادفتين تقريباً تعكسان ولاء وحباً مقيماً لانكلترا وتاريخها وقيمها. 

باختصار إن الانتماء إلى الهوية الانكليزية أكثر من قول حقيقة واقعة عن مكان الولادة أو الجنسبة. انه موقف وحالة ذهنية. 

أعدت "إيلاف" هذا التقرير بتصرف عن "بي بي سي". الأصل منشور على الرابط التالي:

https://www.bbc.co.uk/news/uk-44306737