إيلاف من نيويورك: خمسمئة يوم بالتمام والكمال أمضاها الرئيس الأميركي دونالد ترمب في سدة الحكم بالولايات المتحدة الأميركية، بعد تحقيقه انتصارًا انتخابيًا تاريخيًا على منافسته الديمقراطية، هيلاري كلينتون في الثامن من نوفمبر 2016.

ترمب الذي يتنقل بين البيت الأبيض، ومنتجع مار آلوغو في فلوريدا، ونادي بدمينستر في نيوجرسي، قدم نموذجا رئاسيا مختلفا إلى الشعب الأميركي، عماده حسابه على موقع تويتر حيث يطل الرئيس من خلاله على شعبه بنشر تغريدات منذ الصباح الباكر تتناول الشأن العام في البلاد وخارجها.

أحداث مثيرة

وحفلت الأيام الخمسمئة لترمب في قيادة اميركا بأحداث مثيرة، حقق الرئيس نجاحات داخلية وخارجية، وواجه صعوبات في العديد من الملفات، ولم يفلح في تطبيق عدد من الشعارات التي رفعها في الموسم الانتخابي.

أبرز إنجاز داخلي

ويأتي مشروع الإصلاح الضريبي الذي ابصر النور في عهد ترمب على رأس لائحة إنجازات الرئيس في الداخل، نظرًا للفائدة التي يعود بها على غالبية الشعب الأميركي على اختلاف انتماءاتهم الطبقية.

كما ان قيام الإدارة بإعادة النظر بالاتفاقيات التجارية، وفرض رسوم على البضائع الخارجية بما فيها واردات بلاده من الصلب والألومنيوم، يُراد منها بحسب وجهة نظر الرئيس الأميركي، تقوية صناعة الصلب في اميركا وتوفير فرص عمل كثيرة في هذا القطاع.

ونجح ترمب في إيصال نيل غورستش لعضوية المحكمة العليا في الولايات المتحدة، وانسحب من اتفاقية باريس المناخية، وشهدت أيامه الخمسمئة طفرة في نسبة التوظيف مع تدني مستوى البطالة.

الفشل الذريع

ورغم ان الرئيس الأميركي فشل حتى اللحظة في تأمين نفقات بناء الجدار الحدودي مع المكسيك، واطلاق ورشة اصلاح البنى التحتية نظرًا لربط الديمقراطيين هذه المشاريع الضخمة بقضية (داكا) او الأطفال الحالمين، إلا ان الفشل الذريع للإدارة الحالية يتمثل في العجز عن تطبيق ابرز بند رفعه ترمب في الانتخابات وتحدث عنه في كل مهرجاناته، والمقصود نظام الرعاية الصحية المعروف باسم أوباما كير الذي وعد الرئيس بإلغائه واستبداله فورًا، ولكن السناتور الجمهوري، جون ماكين اسقط الحلم بضربة قاضية منذ أشهر بعدما صوت ضد أحلام ترمب.

المستحيل أصبح ممكنًا

الأمر اللافت ان ترمب الذي رفع شعار أميركا أولا، نجح خارجياً بعدما قلب سياسة بلاده التي كانت قائمة منذ ولاية الرئيس السابق باراك أوباما، واذا ما استمرت الأمور على ما هي عليه في الأسبوع القادم، فإن المستحيل سيكون ممكنًا مع انعقاد قمة تاريخية بين الرئيس الأميركي، ورئيس كوريا الشمالية كيم جونغ اون.

محاصرة إيران

ويطمح ترمب الى تحقيق انجاز غير مسبوق عبر التوصل لاتفاق مع بيونغ يانغ ينص على تخليها عن السلاح النووي مقابل انفتاح واشنطن والمجتمع الدولي، كما سيحاول الرئيس الأميركي ضرب العلاقات بين نظام كيم جونغ اون وايران التي لم يتوانَ عن الانسحاب من الاتفاق النووي معها بعدما تعهد بالقيام بهذا الامر ابان الموسم الانتخابي، علما بأنه لا يمكن فصل موضوع انسحاب واشنطن من هذا الاتفاق عن عودة الحياة الى العلاقات الأميركية-الخليجية، بعدما مرت بمرحلة باردة في السنوات الثماني الماضية.

مخاوف وتحضيرات

وتجدر الإشارة إلى ان الإنجازات الداخلية والخارجية يعكر صفوها التحقيق الذي يقوده روبرت مولر في مسألة التدخل الروسي في الانتخابات الرئاسية وسط وجود مخاوف من إمكانية قيام المحقق الخاص بتفجير مفاجأة قبل فترة قصيرة من الانتخابات النصفية ما يهدد بقلب مزاج الشارع الأميركي رأسًا على عقب، علمًا بأن ترمب يعكف على التحضير لهذه الانتخابات من اجل ضمان استمرار سيطرة الجمهوريين على مجلسي الشيوخ والنواب.