لندن: بعد توقيع وزيرا الخارجية الأمريكي مايك بومبيو والتركي مولود جاويش أوغلو على خريطة طريق بخصوص مدينة منبج في شمال سوريا أعلنت القيادة العامة لوحدات "حماية الشعب" الكردية سحب قواتها من المدينة، ولفتت إلى أنهم "مدربين ومستشارين عسكريين".

وأوضحت في بيان، حصلت " ايلاف " على نسخة منه، أنه "في إطار استراتيجيتنا العامة في وحدات حماية الشعب (YPG ) لمحاربة و ملاحقة الإرهاب تلقينا دعوة من مجلس منبج العسكري للقيام بحملة عسكرية لتحرير مدينة منبج من قبضة تنظيم داعش الإرهابي في الربع الأول من العام 2016 ".

وأضافت " بناء على هذا النداء وفي اطار تفاهم مع قوى الدولية و الاقليمية بما فيها تركيا قامت قواتنا بالتنسيق مع التحالف الدولي للاستجابة لنداء أهلنا في منبج، و بدأت الحملة التحريرية في الأول من حزيران عام 2016 حيث استمرت الحملة لأكثر من شهرين تكللت بالنصر ودحر الإرهاب من المدينة و أجزاء كبيرة من ريفها بعد ان قدمت قواتنا خيرة مقاتليها في حربها ضد الإرهاب، و تكللت هذه التضحيات ببيان تحرير مدينة منبج في 15 / 8 / 2016".

وتابعت في البيان "بعد أن تم تحرير المدينة واستتب فيها الأمن والسلام، أعلنت قواتنا تسليم زمام الأمور في منبج لمجلسها العسكري بتاريخ 16 / 11 /2016 ، والذي كان عليه أن يضطلع بالحماية و الدفاع عن المدينة، حيث قامت قواتنا بالانسحاب منها، عبر بيان رسمي علني، تخلله عرض عسكري أمام شاشات التلفزة و وسائل الإعلام كافة".

وأشار البيان أنه "بناء على طلب مجلس منبج العسكري بقيت مجموعة من المدربين العسكريين من قواتنا في منبج بصفة مستشارين عسكريين لتقديم العون للمجلس العسكري في مجال التدريب، وذلك بالتنسيق والتشاور مع التحالف الدولي، حيث استمر عملهم منذ ذلك الحين حتى ساعته".

وأعلنت قوات حماية الشعب أنه "الآن و بعد مضي أكثر من سنتين من عملهم المستمر، ووصول مجلس منبج العسكري إلى الاكتفاء الذاتي، في مجالات التدريب قررت القيادة العامة لوحدات حماية الشعب ( YPG ) سحب مستشاريها العسكريين من المدينة."

وأكدت وحدات حماية الشعب ( YPG ) للرأي العام ولأهلنا في منبج، بأن تضحياتنا هناك كانت جزءا من واجبنا لتحريرهم من براثن الإرهاب الداعشي الذي كان يشكل خطرا على البشرية جمعاء، واستكمالنا لمهمتنا وهي رسالتنا للعالم أجمع، بأننا ماضون قدما في ملاحقة الإرهاب ودحره ونشر السلام والطمأنينة في المناطق المحررة".

وشددت أخيرا "بأن قوات حماية الشعب ستلبي النداء فيما إذا اقتضت الحاجة أن نقدم الدعم والعون لأهلنا في منبج عندما يقتضي الأمر ذلك"..

وكان بكر بوزداج المتحدث باسم الحكومة التركية قال أمس الاثنين في ختام اجتماع للحكومة عقد بعد لقاء بين وزيري الخارجية التركي والأمريكي: " إن تركيا والولايات المتحدة اتفقتا على وسيلة وجدول زمني لانسحاب المسلحين الأكراد من مدينة منبج السورية".

واعتبر بوزداج أن "لتركيا الحق في شن عمليات ضد المسلحين الأكراد في منطقة قنديل بشمال العراق في أي وقت إذا اقتضت الحاجة".

وكانت الولايات المتحدة الأمريكية وتركيا قد أعلنا التوصل إلى "خارطة طريق مشتركة" تتعلق بمدينة منبج السورية التي تخضع حاليا لقوات سوريا الديمقراطية المدعومة من واشنطن، وذلك بعد لقاء جمع وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو مع نظيره الأميركي مايك بومبيو في واشنطن.

وقال بيان مشترك إن الوزيرين ناقشا أيضا مستقبل التعاون بين بلديهما في سوريا والخطوات التي يتعين اتخاذها لضمان الاستقرار والأمن في منبج. 

وأكدا على "التزام بلديهما بمعالجة مخاوفهما المشتركة " بروح الشراكة والتحالف " وبوصفهما "عضوين في حلف شمال الأطلسي "، وذلك دون شرح تفاصيل الوثيقة.

وشدد الوزيران، بحسب البيان ذاته، على تمسك الولايات المتحدة وتركيا بتنفيذ جميع نقاط الخطة الجديدة، مشيرين إلى أنهما بحثا مستقبل التعاون بين بلديهما في سوريا والخطوات الواجب اتخاذها من أجل إرساء الأمن والاستقرار في منبج.

وأتفق الوزيران على عقد اجتماعات جديدة بغية حل القضايا الثنائية.

وأكد جاويش أوغلو، أثناء مؤتمر صحفي، على وجود مدة محددة لتطبيق خارطة الطريق، وهو أقل من ستة أشهر، مؤكدا "أن العسكريين الأتراك والأمريكيين سوف يتولون تأمين منبج بعد خروج "قوات سوريا الديمقراطية"، أكبر حليف للولايات المتحدة على الأرض في سوريا والتي تشكل "وحدات حماية الشعب" الكردية عمودها الفقري، مع عودة المشردين من أبناء المنطقة إلى منازلهم" وهو ما كان موضع نقاش سابق حول من يتولى تأمينها .

وقال جاويش أوغلو، بحسب وسائل اعلام تركية، إن خريطة الطريق المتفق عليها قد تستخدم أيضا في المناطق السورية الأخرى، واصفا إياها بخطوة هامة نحو وضع حد للخلافات القائمة بين أنقرة وواشنطن.

ووصف جاويش أوغلو، أثناء اجتماع عقده مع رجال أعمال أتراك وأمريكيين، مفاوضاته مع نظيره الأمريكي بأنها كانت "مثمرة وناجحة جدا"، مؤكدا إحراز تقدم ملموس فيها.

وأعرب عن أمله في وقوف الولايات المتحدة إلى جانب بلاده في محاربة "حزب العمال الكردستاني" و"وحدات حماية الشعب" الكردية ومنظمة الداعية التركي المقيم في أمريكا فتح الله غولن، وهو الذي تعتبره أنقرة العقل المدبر في محاولة الانقلاب الفاشلة التي شهدتها البلاد منتصف يوليو 2016.

واكدت وكالة "الأناضول" التركية بهذا الخصوص أن المباحثات بين وزيري الخارجية التركي والأمريكي تناولت على وجه الخصوص تسليم غولن إلى أنقرة.