نصر المجالي: قالت مصادر بريطانية إن رئيسة الحكومة تيريزا ماي تستعد اليوم الأربعاء لمحادثات لمواجهة حاسمة مع نظيرها الإسرائيلي بنيامين نتانياهو، لبحث مصير الاتفاق النووي الإيراني الذي تحاول بريطانيا مع دول أوروبية إنقاذه بإدخال تعديلات عليه. 

وتعتبر زيارة نتانياهو لبريطانيا المحطة الأخيرة لجولته التي شملت ألمانيا وفرنسا في مساع لإنهاء الاتفاق النووي، بينما تحاول بريطانيا وفرنسا وألمانيا إنقاذه، بإغراء إيران بتخفيف العقوبات في مقابل تخليها عن جهودها لتطوير أسلحة نووية على الرغم من انسحاب الرئيس الأميركي دونالد ترمب بشكل درامي من دعم الولايات المتحدة.

وكانت مصادر إسرائيلية، قالت إنه من المتوقع أن يجادل نتانياهو خلال المناقشات مع الزعماء الأوروبين الثلاثة بأن شروط الاتفاق قد انتهكت لأن إيران لم تكشف عن نطاق جهودها السابقة لتصبح قوة نووية.

مفاوضات متقدمة

وتأتي هذه الجولة الأوروبية في أوج الحديث عن مفاوضات متقدمة بين إسرائيل وروسيا، بشأن إبعاد القوات الإيرانية والمليشيات الموالية لإيران، وضمنها "حزب الله" اللبناني، عن جنوب غرب سورية.

وكانت إسرائيل وحلفاء أوروبيون أعربوا عن خشيتهم من أن إيران تحاول الحصول على قنبلة نووية، وأعلن نتانياهو، خلال الجلسة الأسبوعية الأخيرة للحكومة أنّه سيبلّغ كلاً من المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل، والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، ورئيسة الحكومة البريطانية تيريزا ماي، أنّ إسرائيل "لن تسمح لإيران بامتلاك الأسلحة النووية".

ولفت إلى أنّ هذا الموضوع، ومسألة الوجود العسكري الإيراني على الأراضي السورية، سيكونان القضيتين الرئيسيتين اللتين سيتم بحثهما في جولته الأوروبية.

كما أوضح نتانياهو، أنّه سيبلغ زعماء الدول الأوروبية المذكورين، بأنّ إسرائيل "ستحتفظ بحقها في حرية العمل ضد الوجود العسكري الإيراني، في أي جزء من سورية".

تغيير إيجابي

وأشار نتانياهو، إلى ما اعتبره "تغييراً إيجابياً"، في مواقف الدول الثلاث، من مسألة الوجود الإيراني في سورية، وملف الاتفاق النووي مع إيران، مؤكداً أنّه سيعرض أمام ميركل وماكرون وماي "المصالح الأمنية الضرورية لأمن إسرائيل".

وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي أعرب في وقت سابق عن تقديره للموقف البريطاني الذي دان إطلاق صواريخ إيرانية على إسرائيل ودعم حق إسرائيل بالدفاع عن نفسها.

وأجرى نتانياهو في الأسبوع الماضي مساء الخميس مع رئيسة الوزراء البريطانية مكالمة هاتفية تناولت "العدوان الإيراني" وآخر التطورات الإقليمية والأوضاع بسوريا. 

وجاء في بيان أصدرته لندن أن الجانبين اتفقا على ضرورة عمل الأسرة الدولية على منع انتشار نفوذ طهران في الشرق الأوسط وزعزعتها للاستقرار فيه. وأضاف البيان أنه يترتب على روسيا استخدام نفوذها في سوريا للحيلولة دون حملات إيرانية إضافية.