لندن: لا يتم اختيار المدن لعقد لقاءات أو قمم دولية اعتباطياً، حيث يلتقي قادة البلدان الكبيرة، الأمر الذي يدعو لاستعدادات أمنية واسعة، لذا يقع الاختيار على أفضل المدن لناحية الأمان، وغالبا ما تكون عزلة موقعها أحدى مميزاتها التي تستقطب القادة لعقد لقاءاتهم.

كانت منطقة شارليفوي في مقاطعة كيبيك الكندية قبل أن يهبط عليها قادة البلدان الصناعية الكبرى، وجهة سياحية بعيدة لا يمكن الوصول اليها إلا على طريق سريع ذي ممر واحد يكون في أحيان كثيرة محفوفاً بالمخاطر.

وتقل كثافة شارليفوي السكانية عن المتوسط العام المنخفض اصلا للكثافة السكانية في كندا.

شارليفوي تستقطب القمم

ولم يأت اختيار شارليفوي اعتباطاً. فان عزلتها قد تكون أثمن ما لديها حين يتعلق الأمر بعقد قمة لقادة البلدان الصناعية السبعة. 

وفي حقبة الاحتجاجات الجماهيرية الواسعة تتمثل أفضلية شارليفوي الأمنية في صعوبة وصول المحتجين اليها. 

اللقاءات السابقة

ويلاحظ مراقبون ان تقليد عقد مثل هذه اللقاءات بالغة الأهمية في مناطق نائية من الصعب الوصول اليها تقليد جديد نسبياً. فان أول قمة عقدتها مجموعة الستة الكبار، قبل انضمام كندا، كانت في احدى ضواحي باريس عام 1975.

واستضافت كندا التي انضمت الى المجموعة عام 1976 قمم السبعة الكبار في اوتاوا عام 1981 وتورونتو عام 1988 وهاليفاكس عام 1995. وقُبلت عضوية روسيا في عام 1998.

"معركة سياتل"

ولكن كل شيء تغير بعد ما أصبح معروفا باسم "معركة سياتل" عندما تظاهر نحو 60 الف شخص عام 1999 خلال عقد اجتماع منظمة التجارة العالمية في المدينة الأميركية واشتبكوا ما قوات الشرطة ايذاناً بانطلاق الحركة المناهضة للعولمة. 

قمم مجموعة الثماني التي استضافتها كندا منذ معركة سياتل عُقدت في كاناناسكيس بمقاطعة البرتا وموسكاكو بمقاطعة اونتاريا وهما منطقتان منعزلتان مثل مكان القمة الحالية شارليفوي يمكن السيطرة على منافذهما بإحكام.

وفي شارليفوي أُقيمت منطقة حمراء تقصر الدخول على السكان والمشاركين في القمة فقط. وخارجها توجد "المنطقة البيضاء" حيث يستطيع المتظاهرون أن يحتشدوا على بعد كليومترين من مكان عقد القمة. وستكلف القمة والاجتماعات المرتبطة بها دافعي الضرائب الكنديين أكثر من 600 مليون دولار.

ويمكن القول ان القمم التي عُقدت في مدن كبيرة لقنت قادة البلدان الصناعية درساً أجبرهم على البحث عن أماكن معزولة لقطع الطريق على الاحتجاجات.

ورغم خروج تظاهرات محدودة في مدينة كيبيك ستي احتجاجاً على القمة الحالية فان الوجود الكثيف لقوات الشرطة والمسافة البعيدة بين عاصمة كيبيك وشارليفوي ضمنت أن تكون أي اضطرابات داخل القاعة بين القادة المجتمعين أنفسهم، كما في القمة الحالية حيث بدا فيها الخلاف واضحاً بين ترامب من جهة والقادة الآخرين من الجهة الأخرى بسبب الرسوم الجمركية الكبيرة التي فرضتها الولايات المتحدة على صادرات حليفاتها.

الرياض تستقبل مجموعة الـ20

على النقيض من قمم مجموعة السبع التي أصبحت تُعقد في مناطق معزولة خلال السنوات الأخيرة فان قمة مجموعة العشرين ستُعقد عام 2020 في العاصمة السعودية الرياض وهي مدينة شهدت توسعاً عمرانياً كبيراً في الفترة الماضية.

اعدت "ايلاف" هذا التقرير بتصرف عن "الغارديان". الأصل منشور على الرابط التالي
https://www.theguardian.com/world/2018/jun/09/g7-summit-canada-remote-locations