سلا: شهدت مدينة سلا (قرب الرباط) ليلة امس افتتاح فعاليات الدورة الثالثة عشر لمهرجان الحضرة النسوية (النسائية) السلاوية (نسبة لسلا)، والذي تنظمه جمعية 2 مارس للتنمية الاجتماعية والثقافية، بشراكة مع مجلس مقاطعة لمريسة بالمدينة، من 8 إلى 11 يونيو الحالي، تحت شعار"الحضرة النسوية السلاوية: فن وطني أصيل".

جانب من الحضور

وتميز حفل الافتتاح بمشاركة المجموعة الصوتية للجمعية التي قامت بأداء أغان دينية، في مدح الرسول الكريم، فضلا عن أداء فرقتي سعاد الغرسي و خديجة حداد للحضرة السلاوية، أناشيد و أمداح نبوية، تفاعل معها الجمهور الحاضر بالتصفيق والزغاريد.

وقالت لطيفة العلوي، مديرة المهرجان لـ"إيلاف المغرب" إن الهدف من هذه التظاهرة الروحية هو التعريف بالحضرة النسائية و أصولها التي تعود لسجلماسة، حيث كانت مجموعة من الشريفات العلويات يرددنها ليتركن أثرهن عبر الأجيال، إضافة إلى الحفاظ على هذا الموروث الأصيل في مناسبة تعد متنفسا حقيقيا لسكان مدينة سلا في شهر رمضان، من خلال الإقبال على ليال خاصة بالأمداح.

و حول جديد الدورة الحالية، ذكرت العلوي"ستشهد تنظيم ندوات فكرية وعلمية يؤطرها أساتذة جامعيون بهدف التعريف بالحضرة، فضلا عن فقرات متنوعة للفن العيساوي والحضرة النسائية، بمشاركة المجموعة الصوتية لجمعية 2 مارس، على أمل أن يصبح المهرجان وطنيا في السنوات المقبلة، في أفق انفتاحه أكثر على الفرق الوطنية من مختلف أنحاء المملكة".

و اعتبرت العلوي أن تنظيم مثل هذه التظاهرات الثقافية والفنية يساهم في تسليط الضوء على مدينة سلا، كقطب فني، و العمل على تنشيطها على غرار باقي المدن المغربية.

و تميز حفل الافتتاح بتكريم إحدى رائدات الحضرة النسائية بسلا ، تاج الملوك العلوي، التي أدت بعضا من أناشيد الحضرة، و كذا الاحتفاء بطفلات المدينة في جو بهيج، يحاكي طقوس الأعراس المغربية، على أن يتم تنظيم احتفالية كبيرة لعدد أكبر منهن، في حفل الاختتام، الذي يصادف ليلة القدر.

و تعني كلمة الحضرة الإنشاد و الذكر أو الإنشاد بلسان الحال، و هو مصطلح إسلامي صوفي، يشمل كلام شيوخ التصوف، وينهل من التراث الكناوي و الحمدوشي و العيساوي. و هو تراث لا يقتصر على الرجال من منشدين ومادحين، لكن نجد فيه أيضا العنصر النسائي حاضرا بقوة.