الرباط: أطلق نشطاء مغاربة على مواقع التواصل الإجتماعي نداء لعدم استعمال السيارات لمدة 24 ساعة، بدءا من صباح اليوم الأحد، كخطوة تصعيدية ضد كل شركات المحروقات، احتجاجا على ارتفاع سعر الوقود خلال الفترة الأخيرة. 

وتنضاف الحملة الأخيرة التي أطلقها نشطاء على موقع «يويتيوب» و «واتس اب» من خلال فيديوهات تؤكد على المغاربة عدم استعمال السيارات لمدة 24 ساعة، لحملة المقاطعة التي انطلقت منذ 20 أبريل الماضي، و استهدفت 3 ماركات تجارية (محطات توزيع الوقود إفريقيا، شركة سنترال دانون، وماء سيدي علي المعدني). 

وكان نشطاء هددوا بمقاطعة مواد استهلاكية تخص أنواع أخرى من الحليب و الماء المعدني و محطات لتوزيع الوقود في حال لم تخف ض من أسعارها هي الأخرى، كمرحلة ثانية من التصعيد ضد ارتفاع الأسعار التي ألهبت جيوبهم. 

وشكلت المقاطعة التي خاضها عدد من المغاربة أهم حدث عرفته البلاد خلال الشهرين الأخيرين، حيث كانت لها تداعيات كبيرة، أسقطت قياديين، منهم وزير الشؤون العامة و الحكامة لحسن الداودي الذي طلب إعفاءه عقب خروجه في وقفة احتجاجية خاضها عمال شركة سنترال دانون الفرنسية أمام مجلس النواب، الأربعاء الماضي، بضغط من الأمانة العامة لحزب العدالة و التنمية، بالإضافة إلى مسؤول بذات الشركة كان قد وصف المقاطعين بـ "الخونة" قبل أن يقدم اعتذارا رسميا ويتم الإستغناء عنه من قبل شركة سنترال. 

وعبر نشطاء في مواقع التواصل الإجتماعي عن سعادتهم لرحيل وزير الشؤون العامة و الحكامة، « في انتظار إعفاء وزراء آخرين » على حد تعبير العديد منهم، في حين علق آخرون بلهجة لا تخلو من سخرية كما جرت به العادة في مثل هذه المواقف عن أسفهم لرحيل وزير كان يضفي الكثير من « المرح و الدعابة بفضل خرجاته غير المحسوبة » ، معتبرين أن حملة المقاطعة من دون أشخاص شكلوا جوهرها فقدت الكثير من روح النكتة التي صاحبتها في جميع مراحلها منذ انطلاقها. 

وكان رئيس الحكومة سعد الدين العثماني وجه نداءا للمغاربة من أجل توقيف المقاطعة، التي كانت لها تداعيات كبيرة تضرر منها العديد من الفلاحين الذين استغنت شركة سنترال دانون عن الكثير منهم، وهو ما انعكس سلبا على أوضاعهم، مما أثار انتقاد الكثيرين، الذين عابوا على رئيس الحكومة موقفه، الذي كان يفترض فيه أن يجد حلا لإرتفاع الأسعار بدل توجيه نداء للمواطنين المتضررين بتوقيف المقاطعة.