الامم المتحدة: أعرب مبعوث الامم المتحدة الى اليمن مارتن غريفيث خلال اجتماع لمجلس الامن الدولي الإثنين عن أمله في أن تستأنف في يوليو المقبل مفاوضات السلام بين اطراف النزاع في هذا البلد، كما افاد دبلوماسيون.

وأوضح دبلوماسيون لوكالة فرانس برس طالبين عدم نشر اسمائهم إن غريفيث أبلغ أعضاء المجلس الـ15 خلال جلسة مغلقة أن "كل الأطراف ملتزمون" استئناف الحوار السياسي.

وقال أحد هؤلاء الدبلوماسيين إنه "نتيجة لذلك، هناك نية باستئناف المفاوضات سريعا جدا، وسيكون أمرا مثاليا ان تعقد جولة اولى في يوليو". ومفاوضات السلام بين الحكومة اليمنية والمتمردين الحوثيين متوقفة منذ حوالى سنتين.

بدوره قال مساعد السفير الروسي لدى الامم المتحدة ديمتري بوليانسكي للصحافيين إن "الحل السياسي يبقى الطريق الوحيد" لانهاء الدائر في اليمن.

ورفض بوليانسكي الذي تتولى بلاده الرئاسة الدورية لمجلس الامن خلال يونيو الجاري الادلاء بأي تفاصيل بشأن إطار مفاوضات السلام المرتقبة.

من جهته قال دبلوماسي ثان لفرانس برس طالبا بدوره عدم نشر اسمه ان المفاوضات ستعقد "في اطار احترام سيادة واستقلال" اليمن، مع "التزام الاطراف الحفاظ على علاقات ودية" ورفضهم أن "يتم استخدام الأراضي اليمنية لشن هجمات".

وأضاف إنه سيتم إشراك "المجتمع المدني" في هذه المفاوضات وستكون هناك حصة "لا تقل عن 30% للنساء"، سواء في المفاوضات او في الحكومة المفترض ان تنبثق عنها لاحقا.

وأوضح الدبلوماسي أن المفاوضات سترمي الى "إرساء عملية انتقال سياسي ترتكز الى سيادة" اليمن، كما سيتم الاتفاق على "ترتيبات امنية" و"مراجعة دستورية" وتحديد مسار انتخابي واجراء "مصالحة وطنية".

ولفت الى انه "سيتم أيضا تشكيل مجلس عسكري وطني" ستكون اولى مهامه الاشراف على "اعادة انتشار المجموعات المسلحة".

وبحسب المصدر نفسه فإن غريفيث يعتبر ان هناك حاليا "فرصا" لانتزاع تنازلات من أطراف النزاع، مع اعترافه في الوقت نفسه بأن المعارك الدائرة في مدينة الحديدة تصعّب هذه المهمة.

وعقد مجلس الامن جلسته المغلقة بعدما أكّدت الامارات، الشريك الرئيس في التحالف العسكري في اليمن، ان الهجوم باتجاه ميناء الحديدة لن يتوقف الا اذا انسحب المتمردون من المدينة من دون شرط. وتتسابق التطورات العسكرية مع جهود غريفيث للتوصل الى تسوية، في مسعى وصفته أبوظبي بـ"الفرصة الاخيرة".

وفي اليوم السادس من الهجوم، شهد محيط مطار الحديدة الواقع في جنوب المدينة المطلة على البحر الاحمر اشتباكات متقطعة جديدة قتل فيها 25 من الطرفين، بحسب مصادر عسكرية، بينما تعهد المتمردون بالتصعيد العسكري في مقابل استمرار عملية الحديدة.

وكانت القوات الموالية للحكومة بدأت الاربعاء بمساندة قوات اماراتية هجوما واسعا تحت مسمى "النصر الذهبي" بهدف اقتحام مدينة الحديدة، في أكبر عملية تشنها هذه القوات ضد المتمردين الحوثيين منذ نحو ثلاث سنوات.

وتضم مدينة الحديدة ميناء رئيسا تدخل منه غالبية المساعدات والمواد التجارية والغذائية الموجهة الى ملايين السكان في البلد الذي يعاني من أزمة انسانية كبيرة ويهدد شبح المجاعة نحو 8 ملايين من سكانه.

لكن التحالف العسكري الذي تقوده السعودية ويضم الامارات، يرى فيه منطلقاً لعمليات عسكرية يشنّها الحوثيون على سفن في البحر الأحمر ولتهريب الصواريخ التي تطلق على السعودية. ويتهم التحالف ايران بتهريب الاسلحة الى المتمردين ودعمهم عسكريا، وهو ما تنفيه طهران.