الخوخة: سيطرت القوات الموالية للحكومة اليمنية والمدعومة من التحالف العسكري بقيادة السعودية على مطار الحديدة الاربعاء، فيما تعهد المتمردون الحوثيون بمواجهة تقدم هذه القوات في المدينة الاستراتيجية التي تضم ميناء رئيسا.

وقال العميد الركن الاماراتي عبد السلام الشحي، قائد قوات التحالف في الساحل الغربي لليمن "تم (...) تحرير مطار الحديدة".
أضاف بحسب ما نقلت عنه وكالة الانباء الاماراتية الرسمية "تم تطهير المطار بالكامل والسيطرة عليه".

وأكد مصدر عسكري في القوات الموالية للحكومة اليمنية لوكالة فرانس برس السيطرة على المطار، واعلن عن انتقال المواجهات الى شارع الكورنيش المؤدي الى ميناء الحديدة، على بعد نحو ثمانية كيلومترات. وبحسب المصدر العسكري، فان المتمردين الحوثيين تمركزوا وسط الاحياء الجنوبية والغربية في المدينة لمنع القوات الموالية للحكومة من التقدم نحو الميناء الاستراتيجي للمدينة الساحلية.

ومساء الاربعاء، تعهد زعيم المتمردين عبد الملك بدر الدين الحوثي بصد تقدم القوات الموالية للحكومة في مدينة الحديدة. وقال في كلمة بثتها قناة "المسيرة" المتحدثة باسم المتمردين "كل الخروقات الميدانية ستظل قابلة للمواجهة، ولن تتغير قناعتنا ولن تنكسر إرادتنا"، مجددا دعوته الى "الاستمرار في عملية التجنيد".

وفي عدن، العاصمة الموقتة للحكومة المعترف بها، قال الرئيس اليمني المعترف به دوليا عبد ربه منصور هادي في اجتماع للحكومة ان "العمليات في مختلف الجبهات ستسمر وصولاً الى العاصمة صنعاء واستعادة الدولة كاملة".

وكانت القوات الموالية للحكومة اليمنية دخلت الثلاثاء المطار الواقع في جنوب مدينة الحديدة بعد نحو اسبوع من المعارك عند أطرافه، في وقت بدت المدينة الاستراتيجية، وكأنها تستعد لحرب شوارع مع تراجع فرص التوصل الى تسوية تجنب المدينة المعارك.

وافادت مصادر طبية يمنية في محافظة الحديدة انه في الـ 48 ساعة الماضية، وصلت جثث 156 متمردا حوثيا الى مستشفيات المحافظة، بينما اصيب العشرات من المتمردين في معارك في محيط المطار وداخله. كما قتل 28 شخصا من القوات الموالية للحكومة.

وارتفع عدد القتلى منذ بدء الهجوم العسكري الاسبوع الماضي الى 348 شخصا. واعلنت الامارات، الشريك الرئيس في التحالف العسكري في اليمن والتي تقود القوات الموالية للحكومة في معارك الحديدة، في بداية الهجوم نحو مدينة الحديدة في 13 يونيو مقتل اربعة من جنودها، من دون ان تحدد ظروف مقتلهم.

وكتب وزير الخارجية الاماراتي انور قرقاش في تغريدة على حسابه على موقع تويتر باللغة الانكليزية الاربعاء "تحرير الحديدة هو بداية النهاية للحرب".

لا حل في الافق
وكانت الامارات جمعت ثلاث قوى غير متجانسة ضمن قوة واحدة تحت مسمى "المقاومة اليمنية" من أجل شن العملية في الساحل الغربي في اليمن باتجاه مدينة الحديدة. تضم هذه القوة "ألوية العمالقة" التي ينخرط فيها الاف المقاتلين الجنوبيين الذين كانوا في السابق عناصر في قوة النخبة في الجيش اليمني، و"المقاومة التهامية" التي تضم عسكريين من ابناء الحديدة موالين لسلطة الرئيس هادي. 

ثالث هذه القوى هي "المقاومة الوطنية" التي يقودها طارق محمد عبد الله صالح، نجل شقيق الرئيس السابق علي عبدالله صالح الذي قتل على ايدي الحوثيين، حلفائه السابقين، في ديسمبر 2017. وطارق صالح لا يعترف بسلطة الرئيس هادي.

والثلاثاء غادر مبعوث الامم المتحدة الى اليمن مارتن غريفيث العاصمة صنعاء بدون الادلاء بتصريح، في ختام محادثات مع المتمردين استمرت ثلاثة أيام سعى خلالها الى التوصل الى اتفاق حول مدينة الحديدة لتجنيبها الحرب.

دفعت أعمال العنف في محافظة الحديدة في غرب اليمن نحو 32 ألف شخص الى النزوح في يونيو الحالي، بحسب ما أعلنت الامم المتحدة، بينهم أكثر من ثلاثة آلاف شخص في مدينة الحديدة، مركز المحافظة. تضم المدينة ميناء رئيسا تدخل منه غالبية المساعدات والمواد التجارية والغذائية الموجهة الى ملايين السكان في البلد الذي يعاني من أزمة انسانية كبيرة ويهدد شبح المجاعة نحو 8 ملايين من سكانه.

لكن التحالف العسكري الذي يضم الامارات يرى فيه منطلقاً لعمليات عسكرية يشنّها الحوثيون على سفن في البحر الأحمر ولتهريب الصواريخ التي تطلق على السعودية. ويتهم التحالف ايران بتهريب الاسلحة الى المتمردين ودعمهم عسكريا، وهو ما تنفيه طهران.

ويدعو التحالف الى تسليم إدارة الميناء للامم المتحدة او للحكومة المعترف بها دوليا لوقف الهجوم. وتخشى الامم المتحدة ومنظمات دولية ان تؤدي الحرب في مدينة الحديدة الى وقف تدفق المساعدات.

وبحسب السلطات الفرنسية فإن رحالة فرنسيا يبحر على متن مركب شراعي اضطر للتوقف في ميناء الحديدة في 3 يونيو الجاري للتزود بالمؤن، ولا سيما المياه، ولكن "تعذّر عليه مذاك مغادرة هذا المرفأ" بسبب المعارك الدائرة. وتعاني أحياء في مدينة الحديدة منذ الثلاثاء من انقطاع المياه عنها، حسب ما أفادت منظمة "المجلس النروجي للاجئين" وشهود في المدينة.

وستمثل السيطرة على مدينة الحديدة التي يسكنها نحو 600 ألف شخص، في حال تحققت، أكبر انتصار عسكري لقوات السلطة المعترف بها دوليا في مواجهة المتمردين، منذ استعادة هذه القوات خمس محافظات من أيدي الحوثيين في 2015.