لا يزال مصير 2300 طفل تم فصلهم عن عائلاتهم على الحدود بين الولايات المتحدة والمكسيك مجهولًا الجمعة، بعد يومين من إصدار ترمب مرسومًا ينهي فصل عائلات المهاجرين غير الشرعيين، في وقت اتهم الديموقراطيين باختلاق قصص "زائفة" عن معاناتهم لتحقيق مكاسب انتخابية. 

إيلاف من واشنطن: بينما استسلم الرئيس الأميركي للغضب الدولي بشأن فصل العائلات، لم تتمكن الوكالات الحكومية من تحديد مصير الأطفال الذين تم إرسالهم إلى مخيمات وغيرها من المنشآت في أنحاء البلاد، ريثما توجه السلطات اتهامات لذويهم بشأن ارتكاب مخالفات تتعلق بالهجرة. 

ورغم تراجعه بشأن مسألة فصل الأطفال عن ذويهم، إلا أن الرئيس أصر على التزامه بسياسة "عدم التساهل" الهادفة إلى منع تدفق المهاجرين من أميركا الوسطى. 

وقال عبر "تويتر": "علينا الحفاظ على حدود جنوبية قوية. لا يمكننا السماح للمهاجرين غير الشرعيين باجتياح بلادنا في وقت يروي الديموقراطيون قصصهم الزائفة عن الحزن والأسى على أمل أن تساعدهم في الانتخابات". 

واتهم الديموقراطيين بـ"الخداع"، فيما حض النواب من الحزب الجمهوري على "التوقف عن إضاعة وقتهم بمسألة الهجرة" إلى ما بعد انتخابات منتصف الولاية الرئاسية في نوفمبر. 

تأتي تصريحات الرئيس غداة فشل الجمهوريين المنقسمين في الكونغرس في تمرير قانون كان سيتم بموجبه إصلاح القوانين المتعلقة بالمهاجرين غير الشرعيين واقتراح آخر تم تأجيل التصويت عليه حتى الأسبوع المقبل. 

وفي وقت سعت ميلانيا ترمب إلى التعبير عن اهتمامها بالملف من خلال زيارة مفاجئة لأطفال مهاجرين على الحدود الخميس، بقيت الإدراة الأميركية محاصرة بالشهادات المستمرة من عائلات غير قادرة على العثور على أطفالها وسط غياب المنظومة اللازمة للم شملهم.

تحت الحصار 
وصباح الجمعة، تظاهر محتجون خارج منزل وزيرة الأمن الداخلي كريستن نيلسن بعد يومين من إعلان ترمب أن وزارتها ستتولى ملف العائلات على الحدود. ورفعوا لافتات كتب عليها "خاطفة الأطفال" بأحرف كبيرة إلى جانب صور نيلسن التي تعرّضت لانتقادات شديدة. 

وبدأت السلطات لم شمل بعض العائلات. لكن لم يتضح إن كانت عمليات لم الشمل هي لـ700 طفل أُخذوا من ذويهم بين أكتوبر وأبريل أو لـ2300 طفل تم فصلهم عن عائلاتهم منذ بدأت ملاحقة المهاجرين غير الشرعيين قانونيًا في مطلع مايو. 

بين الذين لم يعلموا بعد مصائر أطفالهم سيندي مدريد من السلفادور التي لقنت ابنتها البالغة من العمر ست سنوات رقم هاتف شقيقتها المقيمة في الولايات المتحدة قبل عبورهما الحدود وفصل العائلة. وكان صوت الطفلة التي رددت الرقم بين أصوات الأطفال التي تضمنها تسجيل يعتقد أنه تم تسريبه من داخل مركز احتجاز زاد من حدة المعارضة لعمليات الفصل. لكن منذ ذلك الحين، لم يحصل الأهالي على كثير من المعلومات بشأن الكيفية التي سيتمكنون من خلالها رؤية أطفالهم مجددًا. 

لا نرى في العودة خيارًا
ويواجه الجمهوريون الذين يحظون بالغالبية في الكونغرس ضغوطًا متزايدة للتعامل مع مسألة الهجرة غير الشرعية، لكن النواب فشلوا الخميس في تمرير أي من قانونين في مؤشر إلى شدة الانقسامات التي تشهدها صفوف الحزب. 

وعبّر عشرات الآلاف من كل من غواتيمالا وهندوراس والسلفادور وأجزاء من المكسيك التي تعاني جميعها من الفقر والعنف الحدود الأميركية منذ العام الماضي، حيث قدموا طلبات لجوء. لكن حملة السلطات الأمنية لم تردعهم. 

وقال خوسيه أبل مينديز (28 عامًا) الذي سافر من السلفادور مع زوجته وأطفالهما البالغة أعمارهم عشرة شهور وست وعشر سنوات لوكالة فرانس برس قرب الحدود "لا نرى في العودة إلى حيث أتينا خيارًا". وتنتظر عائلة مينديز المسؤولين الأميركيين للسماح لها بتقديم طلب رسمي للجوء منذ أسبوعين، وهي مدة انتظار طويلة تدفع الكثيرين إلى عبور الحدود بشكل غير شرعي، وفق ما يقول ناشطون. 

وقال ويلدر لوبيز من هندوراس الذي كان يتحين كذلك الوقت المناسب للعبور في بلدة تيجوانا "أخاطر في محاولة للحصول على حياة أفضل". وبدت الحكومة مستعدة لسيناريو استمرار تدفق المهاجرين. 

وأفادت وزارة الدفاع أنها تجهز 20 ألف سرير موقت في قواعد عسكرية لإبقاء الأطفال الذين يعبرون الحدود وهم غير مصحوبين ببالغين. ويتم حاليًا احتجاز نحو عشرة آلاف طفل غير مصحوبين ببالغين، إضافة إلى أولئك الذين تم فصلهم عن ذويهم على الحدود.