من دون مفاجآت، جاءت نتائج انتخابات المجلس الوطني للصحافة بالمغرب التي جرت الجمعة، مطابقة للتوقعات، حيث اكتسحت لائحة "حرية مهنية نزاهة" التي يرأسها الزميل حميد ساعدني النتائج، وبفارق كبير عن لائحتي "الوفاء والمسؤولية" و"التغيير"، بقيادة الصحافيين عبد الصمد بن شريف، وعلي بوزردة، على التوالي.

إيلاف من الرابط: كشفت النتائج شبه النهائية تفوقًا واضحًا للائحة "حرية مهنية نزاهة" التي تدعمها النقابة الوطنية للصحافة المغربية، وتضم في عضويتها رئيس النقابة عبد الله البقالي وسلفه يونس مجاهد، إضافة إلى مريم الودغيري وعبد القادر حجاجي وربيعة مالك والمختار عماري، الذين سيمثلون الصحافيين في المجلس الوطني للصحافة.

على مستوى المقاعد السبعة بالمجلس الوطني للصحافة المخصصة لناشري الصحف الورقية والالكترونية، تصدرت النتائج فاطمة الزهراء الورياغلي (فينانس نيوز) 39 صوتًا، يليها نور الدين مفتاح ناشر أسبوعية "الأيام" بـ34 صوت، النتائج، متبوعًا بمحتات الرقاص مدير نشر صحيفة "البيان" بـ29 صوتًا، ومحمد حجام (ملفات تادلة) 28 صوتًا، وعبد المنعم دلمي، مدير نشر صحيفة "الصباح" 26، ثم محمد السلهامي (ماروك إيبدو) 26، وعبد الحق بخات (جريدة طنجة) 25 صوتًا.

وسجل عبد الله البقالي، رئيس النقابة الوطنية للصحافة المغربية، في لقاء احتضنه مقر النقابة مساء الجمعة، جمعه بعدد من الصحافيين أن العملية الانتخابية لم تعرف "أي تدخل، ونتمنى تعميم ذلك على تجربة الانتخابات السياسية".

وعبّر البقالي في كلمة بالمناسبة عن إدانته لما سمّاها "خروقات مدير "لاماب" (وكالة الأنباء) خليل الهاشمي الإدريسي، وترشحه في لائحة الناشرين، بالرغم من أنه مدير مؤسسة عمومية"، منوهًا في الآن عينه، بعمل لجنة الإشراف على الانتخابات.

زاد البقالي مهاجمًا وكالة المغرب العربي للأنباء وتعاطيها مع انتخابات المجلس الوطني للصحافة، حيث قال: "نسجل أن "لاماب" اشتغلت لفائدة طرف ضد طرف آخر، ونحمّل المسؤولية لرئيس الحكومة سعد الدين العثماني بصفته رئيس مجلس إدارة الوكالة، ونشدد على أن تصرفات مديرها لا تخيفنا ولا ترهبنا ونجدد رفضنا لسلوكاته"، حسب تعبيره.

واتهم نقيب الصحافيين المغاربة مدير وكالة المغرب العربي للأنباء بـ"منع الصحافيين العاملين في الوكالة من المشاركة والتصويت، خاصة مكتب الجنوب والرباط".

وأكد البقالي أن أعضاء اللائحة التي حظيت بثقة غالبية الصحافيين المغاربة ومثلهم بالمجلس الوطني للصحافة "مستعدون للخضوع للمساءلة بخصوص عملنا في المجلس الوطني للصحافة"، وأضاف "سنفتح حوارًا مع الصحافيين لأخذ آرائهم في طريقة عملنا داخل مؤسسة المجلس الوطني للصحافة".

يهدف المجلس الوطني للصحافة إلى تطوير حرية الصحافة والنشر والعمل على الارتقاء بالقطاع في المغرب، إضافة إلى تطوير الحكامة الذاتية لقطاع الصحافة والنشر بكيفية مستقلة وعلى أسس ديمقراطية.

ومن المهام التي سيضطلع بها المجلس الوطني للصحافة أيضًا، التنظيم الذاتي لقطاع الصحافة والنشر، ومنح بطاقة الصحافة المهنية وممارسة دور الوساطة والتحكيم في النزاعات القائمة بين المهنيين، فضلًا عن النظر في القضايا التأديبية التي تهم المؤسسات الصحفية والصحافيين المهنيين الذين أخلوا بواجباتهم المهنية وميثاق أخلاقيات المهنة والنظام الداخلي للمجلس.

يضم المجلس الوطني للصحافة 21 عضوًا، منهم سبعة صحافيين وسبعة ناشرين، وسبعة أعضاء آخرين، هم ممثل عن المجلس الأعلى للسلطة القضائية، وممثل عن المجلس الوطني لحقوق الإنسان، وممثل عن المجلس الوطني للغات والثقافة المغربية، فضلًا عن ممثل عن جمعية هيئات المحامين بالمغرب، وممثل عن اتحاد كتاب المغرب، وناشر سابق تعيّنه هيئة الناشرين الأكثر تمثيلية وصحافي شرفي تعيّنه نقابة الصحافيين الأكثر تمثيلية، إضافة إلى تعيين الحكومة مندوبًا لها لدى المجلس يعهد إليه بمهمة التنسيق بين المجلس والإدارة، ويحضر اجتماعات المجلس بصفة استشارية.

كما ينص القانون المؤسس للمجلس الوطني للصحافة على السعي إلى تحقيق مبدأ المناصفة في تشكيلته، ويشترط على المرشحين للعضوية في المجلس بالنسبة إلى فئة الصحافيين المهنيين وفئة ناشري الصحف أن يتوافروا على الأقدمية في الممارسة المهنية وألا تقل عن 15 سنة، ولم تصدر في حقهم عقوبات تأديبية أو مقررات قضائية مكتسبة لقوة الشيء المقضي به من أجل ارتكاب أفعال لها علاقة بمجال اختصاص المجلس، وحدد القانون مدة انتداب أعضاء المجلس في أربع 4 سنوات، قابلة للتجديد لمرة موالية واحدة.