إيلاف من نيويورك: يحمل سياسيو أميركا مسؤولية قرارات الرئيس الاميركي دونالد ترمب المثيرة للجدل، إلى كبير مستشاريه ستيفان ميلر، الذي يتعرض لانتقادات واسعة ودعوات لطرده من البيت الابيض منذ أقل من عام، ويتهم المسؤولون ميلر، بدفع رئيس بلاده لتطبيق سياسة كارثية تتعلق بالقادمين من الخارج.

اصدر الرئيس الأميركي، دونالد ترمب امرا تنفيذيا قضى بإنهاء سياسة فصل الأطفال عن ذويهم على الحدود الجنوبية مع المكسيك، فتنصل أركانه من تحمل مسؤولية السياسة التي حصدت انتقادات عنيفة في الولايات المتحدة.

قرار غير مقصود

وفي الوقت الذي اعلن رافع راية مكافحة الهجرة غير الشرعية، وزير العدل جيف سيشنز، ان فكرة فصل الأطفال عن ذويهم لم تكن جيدة، وأوحى بأن الأمر غير مقصود، وان الإدارة لم تكن في الواقع تهدف الى تطبيق سياسة الفصل، وتُرك ستيفان ميلر وحيدا في مواجهة الأعاصير بوصفه العقل المدبر لهذه السياسة، وغيره من السياسات المثيرة للجدل.

هدف للحزبين

وأصبح كبير مستشاري ترمب في البيت الأبيض، وكاتب خطاباته ابان الحملة الانتخابية، هدفا للديمقراطيين والجمهوريين، فغاب هذا الأسبوع بشكل شبه كامل عن الأنظار وسجل حضورا يتيما اثناء مرافقته للرئيس الأميركي الى مبنى الكابيتول هيل. 

مرشد ترمب

وبلا ادنى شك، فإن منتقدي ميلر يطالبون الرئيس بطرده، بعد تصاعد وتيرة الهجوم عليه، واتهامه بإرشاد ترمب الى مسار كارثي عبر السياسات التي يدفع باتجاه تطبيقها وتتعلق معظمها بالقادمين من الخارج.

دعوات لطرده

وهذه ليست المرة الأولى التي يطالب فيها سياسيون اميركيون بطرد ميلر، فمنذ اقل من عام خرجت أصوات تطال الرئيس بإخراج مستشاره عقب حادثة تشارلوتسفيل في فرجينيا، ولكن اللافت هذه المرة مطالبة شخصيات جمهورية ترمب بالتخلص منه.

ونقلت بوليتيكو عن عضو جمهوري في الكونغرس قوله، "قاد ميلر الرئيس نحو مسار انتهى بكارثة"، كما غمز المسؤول الجمهوري من قناة دفع ميلر باتجاه تطبيق حظر دخول مواطني دول مسلمة الى البلاد، والتي اثارت معارك قضائية لاحقة.

من جهته دعا النائب الجمهوري عن ولاية كولورادو، مايك كوفمان، ترمب الى طرد ميلر، حيث قال في تغريدة له "يجب على الرئيس طرد ستيفن ميلر الآن"، معتبرا أن "ما حصل بأنه فوضى في مجال حقوق الإنسان، وعلى الرئيس طرد الأشخاص المسؤولين عن صنعها".

سياسات ميلر المدمرة

من جهتها، قالت النائبة الديمقراطية براميلا جايابال، "لا اعتقد ان الاميركيين يدركون أن شخصاً يبلغ من العمر 33 عاماً ولديه صلات بجماعات تفوق العرق الأبيض، هو في الواقع يصيغ السياسات التي ستدمر بلدنا وما ندافع عنه"، كما طالبت بطرده من منصبه، وقالت، "لا يجب ان يكون في البيت الأبيض".


نقاط قوته

ويبدو ان ميلر يعرف من اين تؤكل الكتف في البيت الأبيض، ودفع الرئيس الى تبني أفكاره، فهو بحسب جمهوري قريب من البيت الأبيض، يحاول دوما إظهار الولاء الشديد لترمب، وهذا امر يحبذه الأخير، كما انه يعمل لساعات طويلة تصل الى ثمانية عشر ساعة يوميا، وفي عطلة نهاية الأسبوع والاعياد أيضا، مبتعدا عن الحياة الاجتماعية.

كما يضع نفسه بتصرف الرئيس الاميركي على الدوام، ويخبره باستمرار إن وسائل الإعلام تعامله بطريقة غير عادلة.

ويصف خطاباته وقراراته بانها رائدة، وهذا من شأنها جعل ترمب الرئيس الأكثر تأثيراً على الإطلاق.