روما: تنتظر سفينة لايف لاين الانسانية المهددة بالحجز من ايطاليا، السبت في المياه الدولية بالبحر المتوسط حلا دبلوماسيا وتموينا لـ 230 مهاجرا على متنها، وذلك عشية قمة اوروبية مصغرة مخصصة لملف الهجرة.

وبعد مغامرة سفينة اكواريوس ومهاجريها الـ 629 التي رفضت كل من مالطا وايطاليا استقبالها قبل ان تسمح لها اسبانيا بالرسو، باتت سفينة لايف لاين رمزا للصراع بين الدول الاوروبية بشأن التكفل بالمهاجرين الذين يتم انقاذهم في البحر المتوسط.

وعشية القمة الاوروبية أعرب الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون السبت عن تأييده لفرض عقوبات مالية على الدول الاعضاء في الاتحاد الاوروبي التي ترفض استقبال مهاجرين.

وندد وزير الداخلية الايطالي وزعيم حزب الرابطة (يمين متشدد) ماتيو سالفيني السبت بـ"عجرفة" الرئيس الفرنسي، داعيا اياه الى "الاقلاع عن الاهانات واظهار كرمه بالوقائع وفتح الموانئ الفرنسية الكثيرة والتوقف عن ابعاد نساء واطفال ورجال الى فينتيميلي"، عند الحدود الفرنسية الايطالية.

وبعد ثلاثة اسابيع من تولي الحكومة الجديدة لمهامها في ايطاليا والتي وعدت بوقف تدفق المهاجرين، استبعدت روما امكانية استقبال السفينة في موانئها وقالت انها تريد التثبت من السفينة وجنسيتها.

وكتب وزير الداخلية الايطالي عبر فيسبوك "لايف لاين سفينة غير قانونية تقل 239 مهاجرا على متنها وهي في المياه المالطية" مضيفا "الوصول الى ايطاليا مستحيل واريد ان انتهي من ممارسات التهريب والمافيا".

وقال ممثل منظمة لايف لاين المنظمة غير الحكومية في المانيا اكسيل شتير "ننتظر حلا دبلوماسيا والمباحثات جارية مع مختلف الدول".

واضاف انه يتوقع ان تتم عملية تموين الاحد من مالطا "لجلب اغطية وادوية واغذية" مؤكدا ان السفينة ستبقى في المياه الدولية في انتظار مخرج.

وتتهم روما المنظمة بانها انتهكت القانون الدولي بنقلها مهاجرين في حين كان حرس السواحل الليبيين بصدد التدخل. وهددت بمصادرة السفينة اضافة الى سفينة اخرى (سيفوشس) التي تستخدمها منظمة غير حكومية المانية اخرى هي سي آي.

ويؤكد شتير الذي يقول انه يخشى "وضعا مماثلا لاكواريوس" ان "كافة الوثائق نظامية وقانونية" مشيرا الى انه لا يمكنه فهم تلك الاتهامات الايطالية.

لكن رئيس الوزراء الهولندي مارك روتي اكد الجمعة ان لايف لاين "ليست سفينة هولندية وليست مدرجة في السجل البحري الهولندي".

عقوبات مالية 
في خضم هذا الوضع المربك اعلن مجهز السفن الدنماركي مايرسك لاين السبت ان احد ناقلات الحاويات التابعة له انقذت 113 مهاجرا قبالة السواحل الايطالية في حين تم انقاذ 769 مهاجرا قبالة السواحل الاسبانية في ثلاث عمليات لاجهزة الانقاذ في البحر.

وقال اكسل شتاير ان حاملة الحاويات الكسندر مايرسك وسفينة لايف لاين قد تلتقيان في المياه الاقليمية قبالة مالطا.

كما تم انقاذ نحو 200 مهاجر ولقي خمسة مصرعهم قبالة ليبيا، بحسب البحرية الليبية.

ومع ان عدد المهاجرين الذين يغامرون بعبور المتوسط تراجع الى النصف منذ بداية 2018 مقارنة بالفترة ذاتها من 2017، بحسب منظمة الهجرة الدولية، فان عمليات الابحار انطلاقا من السواحل الليبية تضاعفت في الاسابيع الاخيرة بسبب تحسن الاحوال الجوية.

وستكون مسألة استقبال المهاجرين في صلب القمة المصغرة الاحد ببروكسل. وهي تهدف الى التحضير لقمة اوروبية في 28 و29 حزيران/يونيو ستكون مخصصة بشكل كبير لملف الهجرة، واعلنت دول مجموعة فيشغراد (بولندا والمجر وتشيكيا وسلوفاكيا) مقاطعة القمة المصغرة وهي دول تدعم التشدد ازاء المهاجرين.

وبعد ان تحدثت عن مقاطعة اكدت ايطاليا في النهاية مشاركتها لكنها تنوي "اسماع صوتها" فيها، بحسب سالفيني.

وأعرب الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون السبت عن تأييده لفرض عقوبات مالية على الدول الاعضاء في الاتحاد الاوروبي التي ترفض استقبال مهاجرين.

وصرح ماكرون في مؤتمر صحافي مع رئيس الوزراء الاسباني بيدرو سانشيز انه "لم يعد من المقبول ان تكون هناك دول تستفيد الى حد كبير من التكافل الاوروبي وتشهر أنانيتها القومية عندما يتعلق الامر بموضوع الهجرة".

وأوضح ماكرون "أؤيد ان يتم فرض عقوبات في حال عدم التضامن ... وان يتم فرض شروط حول هذا الموضوع لتمويل مساعدات هيكلية"، مضيفا "أؤيد وجود آليات تأخذ ذلك في الاعتبار وهو نقاش سيتم في الوقت المناسب".

كما اعرب ماكرون وسانشيز عن تأييدهما لبناء مراكز استقبال مغلقة في دول الوصول الاوروبية لدراسة الحالات ومنح اللجوء للذين يستحقونه وامكان اعادة الاخرين الى مسقط رأسهم.

واستدعت تصريحات ماكرون رد فعل غاضب من الحكومة الايطالية.

وأعلن لويجي دي مايو ماتيو نائب رئيس الوزراء الايطالي وزعيم حركة خمس نجوم عبر فيسبوك ان "تصريحات ماكرون بان ايطاليا الا تواجه ازمة هجرة تؤكد انه بعيد كل البعد عن الواقع. من الواضح ان الحكومات الايطالية السابقة ابلغته بعدم وجود مشكلة".

وقالت المنظمة الاوروبية "اس او اس المتوسط" السبت إن "الاتحاد الاوروبي يجب ان يضع حماية الاشخاص المنكوبين امام اي اعتبارات سياسية اخرى".

وتجعل الخلافات من غير المرجح التوصل الى توافق اوروبي. وكانت ميركل اشارت الى انه لن يكون هناك اي اتفاق نهاية حزيران/يونيو في حين قالت باريس ان ذلك سيكون "صعب" التحقق.