نصر المجالي: تزامنا مع تقارير تتكلم عن موجة نزوح جديدة من درعا باتجاه شمال الأردن، أكد رئيس الوزراء الأردني الدكتور عمر الرزاز أن المملكة لن تستقبل أي لاجئين جددا من سوريا تحت أي ظرف.

وقال الرزاز في تصريحات صحفية بعد لقاء مجلس النواب، اليوم الثلاثاء، إن الأردن استقبل لاجئين باعلى من قدرته ولن يتمكن من استقبال المزيد.

واضاف ان الحدود الأردنية محكمة السيطرة بفضل الجيش الأردني والقوات المسلحة. واشار الى انه لا بد من حل سياسي للأزمة السورية.

وقالت متحدثة باسم مكتب تنسيق الشؤون الانسانية التابع للأمم المتحدة إن نحو 45 ألف شخص نزحوا جراء التصعيد العسكري المستمر منذ أسبوع في محافظة درعا في جنوب سوريا.

ونقلت (أ ف ب) عن ليندا توم وهي متحدثة باسم المكتب في دمشق، قولها: "شهدنا خلال الأيام القليلة الماضية على فرار عدد كبير جداً من الأشخاص بسبب استمرار أعمال العنف، والقصف والقتال في هذه المنطقة'، مضيفة 'لم نر من قبل نزوحاً ضخماً بهذا الشكل في درعا".

قصف بدعم روسي

ومنذ أسبوع، تكثف قوات النظام السوري بدعم روسي قصفها على محافظة درعا وتحديدا ريفها الشرقي والشمالي الشرقي حيث تدور اشتباكات عنيفة في منطقة تكتسب أهمية من ناحية موقعها الجغرافي الحدودي مع اسرائيل والأردن، عدا عن قربها من دمشق.

وأوضحت توم أن النازحين يفرون بشكل أساسي من ريف درعا الشرقي، ويتوجهون بغالبيتهم إلى المنطقة الحدودية مع الأردن جنوباً.

وحذرت الأمم المتحدة سابقاً من تداعيات التصعيد على نحو 750 الف شخص في مناطق سيطرة الفصائل المعارضة في المنطقة الجنوبية التي تشمل محافظات درعا والقنيطرة والسويداء. وقد أعلن الأردن قبل يومين عدم قدرته على استيعاب موجة لجوء جديدة.

تشريد وتهجير

وتسبب النزاع السوري منذ اندلاعه في العام 2011 بتشريد وتهجير أكثر من نصف السوريين داخل البلاد وخارجها، ونزح نحو ست ملايين منهم داخلياً وفر أكثر من خمسة ملايين إلى خارج سوريا.

وخلال الأيام القليلة الماضية، سارع الأردن إلى إجراء اتصالات مكثفة مع الولايات المتحدة وروسيا شريكتها في اتفاق خفض التصعيد جنوبي سوريا الذي يشهد عمليات عسكرية لقوات النظام السوري دفعت آلاف المدنيين للنزوح باتجاه حدود الأردن.

تحذير 

وقال وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي في تغريدة على حسابه على (تويتر) إن هدف التنسيق هو الحفاظ على اتفاق خفض التصعيد ووقف إطلاق النار الذي تم بموجبه.

ولفت إلى أن عمان تتابع التطورات الميدانية جنوبي سوريا، مؤكدا أن بلاده تعمل للحؤول دون تفجر العنف، وشدد على ضرورة احترام اتفاق خفض التصعيد، مشيرا إلى أن حدود بلاده ومصالحها محمية.

وجاءت تصريحات الوزير الأردني بينما تواصل قوات النظام السوري منذ ثلاثة أيام قصف بلدات في ريف درعا الشرقي، مما أسفر عن نزوح نحو 23 ألفا توجهوا نحو مناطق أكثر أمنا قرب الحدود السورية الأردنية. 

هجمات 

وتأتي هجمات النظام السوري التي تثير مخاوف من موجة نزوح للمدنيين السوريين في درعا نحو الأردن، رغم تحذير واشنطن مجددا من عواقب وخيمة لانتهاك منطقة خفض التصعيد بالجنوب السوري من قبل النظام وحلفائه.

كما حذرت الأمم المتحدة من أن هجوم قوات النظام يهدد 750 ألف شخص في المحافظة التي تسيطر المعارضة المسلحة على نحو 70% منها، وفي نفس الوقت حذر الاتحاد الأوروبي من عواقب إنسانية مدمرة لذلك الهجوم.