كشفت دولة الإمارات العربية المتحدة اليوم أن أول رائد فضاء إماراتي سينطلق في رحلة إلى محطة الفضاء الدولية يوم 5 أبريل المقبل، ويرافقه فريق مكون من رائد الفضاء الروسي أوليغ سكريبوشكا ورائدة الفضاء الأميركية شانون ووكر.

إيلاف من دبي: يعد إرسال أول رائد فضاء إماراتي إلى الفضاء خطوة تاريخية تؤذن ببداية مرحلة جديدة تكتمل فيها رؤية الإمارات للفضاء، وذلك استكمالًا للجهود الكبيرة التي قامت بها الإمارات استعدادًا لتبوء مكانة متقدمة في هذا المضمار خلال السنوات القليلة المقبلة.

وكانت دولة الإمارات ممثلة في مركز محمد بن راشد للفضاء وقعت أخيرًا مع جمهورية روسيا الاتحادية، ممثلة في وكالة الفضاء الروسية "روسكوسموس"، اتفاقية تعاون لإرسال أول رائد فضاء إماراتي للمشاركة في الأبحاث العلمية ضمن بعثة فضاء روسية إلى محطة الفضاء الدولية على متن مركبة "سويوز إم إس" الفضائية.

وغرّد الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس دولة الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، على حسابه الرسمي في موقع التواصل الاجتماعي "تويتر" عند توقيع الاتفاقية، قائلًا: "وقعت دولة الإمارات اتفاقية تاريخية لإرسال أول رائد فضاء إماراتي خلال الأشهر المقبلة لمحطة الفضاء الدولية.. ابن الإمارات قادر على معانقة الفضاء.. ورؤيتنا التي بدأناها منذ 12 عامًا لتطوير قطاع الفضاء الوطني بدأت تؤتي ثمارها".

مسبار المريخ
أضاف "رؤية الإمارات للفضاء بدأت تكتمل عبر تصنيع مسبار المريخ، وإنجاز أول مجمع لتصنيع الأقمار الصناعية بالكامل وطنيًا، وتدريب رواد فضاء إماراتيين، وامتلاك منظومة علمية وبحثية متكاملة.. سنحتفل في 2021 بخمسين عامًا على دولتنا وسنهدي إنجازنا إلى الأجيال المقبلة لتبدأ أحلامهم دائمًا من السماء".

مهمات فضائية
هذا وتتمتع دولة الإمارات العربية المتحدة بأعلى مستويات العزم والإصرار على تحقيق رؤيتها بأن تكون ضمن الدول الرائدة في مجال الفضاء بحلول عام 2021. لذلك فإن المهمات الفضائية التابعة لوكالة الإمارات للفضاء ستساهم في تطوير العلوم والتكنولوجيا والابتكار في مجالات الفضاء المختلفة، التي ستقود الدولة إلى لعب دور مهم في السباق الفضائي وتطوير الكوادر الإماراتية، بالتعاون مع الشراكات العالمية والمحلية للوصول إلى ما يحقق صلاح البشرية.

تمثل مهمة الإمارات لاستكشاف المريخ مثالًا قويًا عن المهمات الإماراتية التي تندرج ضمن خطط بناء قطاع فضائي مستدام.

الشيخ زايد والفضاء
إن اهتمام الإمارات بعلوم الفضاء والفلك ليس وليد اللحظة، بل يرجع إلى سبعينيات القرن الماضي، عندما التقى الراحل الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان مع فريق وكالة ناسا، المسؤول عن رحلة أبولو إلى القمر، حيث كان هذا اللقاء حافزًا لتوجيه اهتمام الإمارات بالفضاء منذ ثلاثة عقود، ما أدى إلى ولادة قطاع وطني للفضاء مع تأسيس شركة الثريا للاتصالات في أبريل 1997، وشركة الياه للاتصالات الفضائية "ياه سات" بعد عشر سنوات في عام 2007.

وقبل وقت قصير من تأسيس "ياه سات"، أنشأ الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم مؤسسة الإمارات للعلوم والتقنية المتقدمة، التي تهدف إلى تعزيز علوم الفضاء والأبحاث العلمية في دولة الإمارات العربية والمنطقة. وعملت المؤسسة منذ فبراير 2006 وحتى أبريل 2015 قبل دمج المؤسسة مع "مركز محمد بن راشد للفضاء".

أبحاث الفضاء
وفي عام 2014، جرى تأسيس وكالة الإمارات للفضاء بموجب مرسوم بقانون اتحادي، وتهدف إلى تطوير قطاع الفضاء في الدولة، حيث تتولى الوكالة هذا المسؤولية عبر إقامة الشراكات والبرامج الأكاديمية والاستثمارات في مشاريع الأبحاث والتطوير والمبادرات التجارية، ودفع عجلة أبحاث علوم الفضاء واستكشافه.

مسبار الأمل.. سباق عالمي
دخلت دولة الإمارات بشكل رسمي السباق العالمي لاستكشاف الفضاء الخارجي، عبر مرسوم الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة بإنشاء وكالة الإمارات للفضاء، وبدء العمل على مشروع إرسال أول مسبار عربي وإسلامي إلى كوكب المريخ، أطلق عليه اسم "مسبار الأمل". لتكون الدولة بذلك الإمارات واحدة من بين تسع دول فقط تطمح إلى استكشاف هذا الكوكب.

سينطلق المسبار في مهمته عام 2020، ومن المخطط أن يصل إلى المريخ بحلول عام 2021، تزامنًا مع ذكرى مرور خمسين عامًا على قيام اتحاد دولة الإمارات العربية المتحدة. 

ويجري التخطيط والإدارة والتنفيذ لمشروع المسبار على يد فريق إماراتي يعتمد أفراده على مهاراتهم واجتهادهم لاكتساب جميع المعارف ذات الصلة بعلوم استكشاف الفضاء وتطبيقها، إذ تشرف وكالة الإمارات للفضاء على المشروع وتموّله بالكامل، في حين يطوّر مركز محمد بن راشد للفضاء المسبار بالتعاون مع شركاء دوليين.