تجددت دعوات ناشطين عراقين للتظاهر اليوم في ساحة التحرير في بغداد تحت شعار (نداء 88) وسط تحذيرات حكومية.

عبد الرحمن الماجدي من أمستردام: تواصلت دعوات ناشطين شباب للتظاهر وسطة تحذيرات حكومية ونفي ناشطين وأحزاب ارتباطهم بـحركة (نداء 88).

فقد نفى قادة في الحركات الاحتجاجية يوم أمس الجمعة معرفتهم او صلتهم بما يعرف بحركة "نداء 88" التي بدأت بالتظاهر والترويج عن نفسها والدعوة لإعلان ثورة.

وطالب بيان لقيادة عمليات بغداد بضرورة استحصال الموافقات الرسمية من وزارة الداخلية وفق القانون.

وحذر البيان "أي تظاهر غير مرخص يعد مخالفاً للقانون ويتسبب بعرقلة السير وتعطيل عمل الدوائر الحكومية وشبه الحكومية والخدمية والحياة العامة للمواطنيين، مؤكد ان قيادة عمليات بغداد ستتخذ الإجراءات القانونية اللازمة حيال ذلك".

وكانت دعوات للتظاهر يوم أمس اجمعة واليوم السبت انتشرت عبر موقع التواصل الاجتماعي تحت هاشتاغ #نداء_88 للتظاهر اليوم السبت في ساحة التحرير وسط العاصمة بغداد تحت اسم "نداء ٨٨".

وقال ناشطون عراقيون إن اسم "نداء 88" يعكس عدد النداءات التي اطلقتها الحركة سابقاً للتعاطف مع حالات انسنية أو اعتراضات على احزاب سياسية أو رأي في الانتخابات والتحالفات، وسبب شهرة هذا النداء لأنه يدعو للتظاهر في العاصمة بغداد.

ونسب بعض المعترضين على الحركة تسميتها الى الحرب العراقية الايرانية التي انتهت العام 1988.

وأظهرت مقاطع فيديو على موقع التواصل الاجتماعي فايسبوك عشرات من الشباب والشابات العراقيين متجمعين في ساحة التحرير ببغداد يهتفون ضد الوضع السياسي الحالي وتردي الخدمات ويهتفون مطالبين بالثورة على الأحزاب والساسة العراقيين الحاليين الذين يتهمونهم بالفشل والارتباط بالاجنبي. حسب وصفهم.

من جهته نفى ائتلاف دولة القانون الذي يتزعمه نائب الرئيس العراقي ورئيس الوزراء السابق نوري المالكي أي صلة له بحركة "نداء 88" التي نشر بعض ناشطيها صوراً للمالكي على موقع فايسبوك، وحذر بيان لدولة القانون من استخدام صورة وشعارات دولة القانون فيها.

ورأى موقع (آفاق) القريب من ائتلاف دولة القانون "أن (نداء 88) حركة تدعو للثورة واسقاط المؤسسات الحكومية والعملية السياسية وتحويل نظام الحكم الى رئاسي ولديهم نشاط على مواقع التواصل الاجتماعي ودعوا الى تظاهرة اليوم الساعة الرابعة في ساحة التحرير ولحد الان الحركة بدون ملامح ولا هويه ولكن هناك بعض الملاحظات عليها". 

ورأى الموقع أن الحركة تضم مجاميع مندسة تعمل على اقلاق الراي العام وخلق صراع شيعي شيعي حسب وصفه.

وقال عراقيون لـ"إيلاف" إن القوات الامنية قطعت المنافذ والطرق والمؤدية الى ساحة التحرير في بغداد. ودعا ناشطون شباب للتظاهر أيضاً في ساحات في محافظات عراقية أخرى مثل بابل وكربلاء والنجف والبصرة.

يذكر أن ساحة التحرير وساحات في محافظات عراقية أخرى شهدت العديد من التظاهرات ضد الواقع السياسي العراقي لكن لم يكتب لها النجاح بسبب عدم انضمام أنصار أحزاب أو تيارات سياسية لها. كما حدث مع تظاهرات عامي 2015 و2016 التي دعمها التيار الصدر وشارك بها ووجها زعيمه مقتدى الصدر حيث تطورت الى اعتصام فاقتحام للمنطقة الخضراء ومجلس النواب نهاية نيسان 2016.

ويخشى متابعون عراقيون أن تكون الاتهامات الموجهة لحركة (نداء 88) بارتباطها بحزب البعث المنحل وسفارات خليجية تمهيداً لقمعها واعتقال ناشطيها.

يذكر أن الانتخبات البرلمانية العراقية التي جرت منتصف الشهر الماضي شهدت طعوناً واتهامات بالتزوير ولم تتم المصادقة على الننتائج النهاية بعد انتظاراً لقرار المحكمة الاتحادية بإعادة العد والفرز يديوياً لما نسبته 5% من نتائج الانتخابات التي جرت الكترونيا لأول مرة في العراق.

وقد تصدر تحالف سائرون نتائج الانتخابات العراقية الأخيرة بـ54 مقعداً، وحلّ تحالف الفتح بزعامة العبادي في الترتيب الثالث بـ 42 مقعداً وبينهما تحالف الفتح بزعامة هادي العامري القريب من طهران والقيادي في الحشد الشعبي الذي حلّ ثانياً بـ 47 مقعداً ونال ائتلاف دولة القانون بزعامة المالكي بـ 26 مقعداً.

ويتوجب على تكليف المرشح لرئاسة الوزراء أن ترشحه الكتلة الأكبر في البرلمان وينال موافقة 165 نائباً من عدد نواب البرلمان البالغ عددهم 329 نائباً. ولم ترشح حتى الآن أي كتلة سياسية عراقية، رسمياً، أي مرشح لها لرئاسة الوزراء.