لندن: باءت محاولات النظام السوري للتقدم في الجنوب السوري بالفشل، بعدما دمرت فصائل المعارضة السورية اليات النظام في المنطقة، وكبدته خسائر بشرية وعسكرية، وذلك بحسب مصادر مطلعة على تطورات الميدان السوري. 

وأكدت مصادر عسكرية فشل جميع محاولات النظام السوري وحلفائه بالتقدم اليوم بسبب صواريخ “التاو” التي تستخدمها فصائل المعارضة السورية، والتي نجحت في تدمير الدبابات والآليات التي حاولت التوغل في منطقة جنوب سوريا، في حين تستمر المفاوضات التي توقفت في وقت سابق بين ممثلي روسيا والجيش الحر وسط معوقات كبيرة لتسليم المناطق دون قتال وسلاح ثقيل .

الجيش الحر
وتصدت فصائل الجيش السوري الحر، لهجوم مكثف لقوات النظام مدعومة بميلشيات إيرانية على محور القاعدة الجوية بالقرب من بلدة كحيل بريف درعا الشرقي.

وأكدت مصادر متطابقة "أن الفصائل تصدت بنجاح لمحاولات تقدم لقوات النظام على محاور تل السمن ومحور التابلين في محيط مدينة طفس وكبدتهم خسائر في العتاد والأرواح".

وكان انفجارا عنيفا، استهدف أمس منطقة مستودعات عسكرية ضمن مناطق سيطرة قوات النظام السوري وحلفائها.

وسبق هذا الانفجار سلسلة انفجارات أخرى، استهدفت مستودعات أسلحة لقوات النظام في مناطق ومطارات سورية عدة.

وفيما اكتفى خالد المحاميد نائب رئيس الهيئة السورية للمفاوضات بالقول لـ"إيلاف" أن من "يفرض الشروط هو الطرف الأقوى"، اتهم سوريون على مواقع التواصل الاجتماعي بعض أعضاء الهيئة بالصمت بل بالمساهمة في تمرير الصفقة الروسية لاحتواء فصائل الجنوب .

ضغوط دولية 

وتردد أن هناك ضغوط دولية على الفصائل في درعا من أجل المشاركة في عملية التفاوض مع روسيا وتسليم مناطق سيطرتها، تمهيدا لإنشاء فيلق عسكري للمعارضة يعمل تحت سيطرة روسيا وخاصة بعد التخلي الأمريكي التام عن المعارضة والرسالة الأخيرة التي حملتها السفارة الأمريكية في عمّان للجيش الحر ، والتي طلبت بأن تفعل الفصائل أي شيء تراه مناسبا لها ولعائلاتها وهو ما يعني أن واشنطن لن تفعل شيئا بالمطلق .

من جهته أوضح العقيد الركن في الجيش السوري الحر فاتح حسون لـ"إيلاف" "الضغوطات التي تجري تنوعت بشكل كبير ومن عدة جهات، روسية بالقصف الشديد والحملة العسكرية، وأميركية بالتخلي، واقليمية بمنع دخول المهجرين، وأممية بتجاهل المساعدة ، وأمنية باختراقات صفوف الثوار".

وأضاف أنه "لا يمكن للحل العسكري أن يؤتي ثماره المرة في ظل وجود إرادة القتال والثبات لدى الثوار، والتفاف الحاضنة الشعبية حولهم، والاستمرار بها سيؤدي لكارثة إنسانية تؤثر على السوريين بالمقام الأول ثم الدول المجاورة بالمقام الثاني، وما يحدث من "تهجير قسري" قد لا يعدو أن يكون تحضير لبند من بنود ما يسمى "صفقة العصر "، وسيكون ثبات ثوار درعا وحفاظهم على مناطقهم هو إنقاذ للجميع".

سيناريو موسكو

هذا ويبقى السيناريو المطروح حاليا هو تشكيل فرقة عسكرية في المنطقة الجنوبية تتبع مباشرة إلى الضباط الروس المشرفين على الفيلق الخامس.

وبناء على نص الاتفاق ستسلم فصائل الجبهة الجنوبية كل آلياتها الثقيلة ومستودعات السلاح ويبقى السلاح الخفيف بيد مقاتلي الجيش الحر الذين وافقوا على المصالحة لينضموا إلى الفرقة الجديدة المزمع تشكيلها.

ويرى البعض ان روسيا تتجه لتسمية أحمد العودة قائدا للتشكيل الجديد، وهو حاليا قائد في الجيش السوري الحر و مهندس في قوات النظام سبق أن انشق أثناء خدمته العسكرية برتبة ملازم مجند.

وطلبت روسيا من المفاوضين تسليم قوائم المقاتلين في الجبهة الجنوبية وهم حوالي 60 ألف مقاتل منضوي في فصائل الجبهة الجنوبية، كلهم مطلوبين أمنياً وهذا الطلب يعرقل أيضا المفاوضات بين الطرفين .

وكشف عضو المجلس العسكري في الجيش السوري الحر، أيمن العاسمي، في تصريحات صحافية إن الفصائل العسكرية في المنطقة الجنوبية تتعرض لضغوط دولية عن طريق بعض القيادات للعودة إلى المفاوضات كل مرة بشروط استسلام.

تنازلات صورية
وأشار الى "أن الروس يقدمون في كل مرة نوعاً من التنازلات الصورية"، وأكد أن ما يجري الآن لا يسمى تفاوضاً، فغرفة عمليات المنطقة الجنوبية قبلت الذهاب هذه المرة للتفاوض على عدم تسليم السلاح بالمطلق، فيما سيكون موضوع معبر نصيب قابلاً للنقاش.

واعتبر أن “إغلاق الحدود دليل على أنه يتم استخدام العامل الإنساني للتأثير على قرار المواجهة من عدمه لدى فصائل الجيش الحر”.

من جانبه كشف مكتب التوثيق في محافظة درعا مقتل ما يقارب 311 شخص من بينهم 218 مدنيا و93 من عناصر الجيش السوري الحر على يد النظام وميليشياته جنوبي سوريا.

ووثق المكتب ارتكاب قوات النظام وروسيا أكثر من 6 مجازر بحق المدنيين في عموم محافظة درعا منذ بداية الحملة العسكرية في الشهر الماضي.