إيلاف من نيويورك: اثار مؤتمر المعارضة الإيرانية السنوي في باريس ضجة كبيرة هذا العام اثر الاحداث التي رافقته والمعلومات عن احباط أجهزة امن أوروبية لعملية تفجير كانت تعد لإستهدافه، وأيضا حجم ونوع المشاركة الأميركية.

وبعد أسابيع من اعلان الرئيس الأميركي انسحاب بلاده من الاتفاق النووي مع طهران، شهد مؤتمر المعارضة حضور شخصيات بارزة مقربة من دونالد ترمب، كرودي جولياني محاميه الخاص وخط الدفاع الأول بوجه تحقيقات روبرت مولر، وحليفه الوثيق رئيس مجلس النواب السابق، نيوت غينغريتش، بالإضافة الى مسؤولين في الحزبين الديمقراطي والجمهوري.

مشاركة مميزة هذا العام

مستشار ترمب لشؤون السياسة الخارجية ابان حملته الانتخابية، د.وليد فارس، والذي حضر المؤتمر بصفة مراقب قال لـ"ايلاف"، "ان مؤتمرات المعارضة الإيرانية توسعت في السنوات الأخيرة، ولكن مؤتمر هذا العام حمل مشاركة أميركية مميزة، وأوروبية أيضا، بالإضافة الى حضور عربي شعبي".

ورأى،" ان ما حدث في باريس يشير الى ان المعارضة بدأت تحظى بتعاطف اكبر، وان المشاركة الكثيفة لربما تكون ناتجة عن انسحاب ترمب من الاتفاق، والشعور الذي ساد بأن دعم معارضي النظام الإيراني سيكون اكبر".

 مواقف لافتة للديمقراطيين

وفي حين أشار مستشار ترمب السابق، "إلى ان مشاركة الديمقراطيين والجمهوريين في مهرجان المعارضة الإيراني قديم وبدأت منذ سنوات"، أكد انه لا بد من التوقف عند كلام مسؤولين ديمقراطيين بارزين، كسناتور نيوجرسي السابق روبرت توريسيلي، وأيضا سفراء وحكام ينتمون الى الحزب الديمقراطي، حيث اكدوا انهم ورغم الخلافات الداخلية مع إدارة ترمب غير انهم يؤيدون خطوة الانسحاب من الاتفاق النووي، وهذه التصريحات تعد مكسبا للمعارضة الإيرانية في واشنطن.

 رسالة البيت الابيض

هل مشاركة رموز محسوبة على الرئيس الأميركية جاءت بالتنسيق مع البيت الأبيض؟، سؤال رد عليه فارس قائلا،" لا يوجد معلومات رسمية تفيد بان حضور هذه الشخصيات كان منسقا بشكل دقيق مع الإدارة، ولكن من غير المعقول مثلا ان يكون رودي جولياني محامي ترمب الخاص حاليا، قدم الى باريس والقى كلمة قوية في المؤتمر دون مراجعة البيت الأبيض، ما يعني فعليا بأن الإدارة لا تمانع مشاركة هذه الشخصيات، ويُراد من وراء هذه الخطوة توجيه رسالة الأوروبيين وحلفاء واشنطن بان اميركا جادة في اكمال الضغط على ايران حتى تقوم الأخيرة بإصلاح الأداء السياسي الذي تتبعه في المنطقة".

متى الإعتراف الرسمي؟

وعن إمكانية مباشرة الإدارة بدعم المعارضة، إعتبر فارس، " ان هذا الامر لا يزال مطروحا فحتى اللحظة ليس هناك اعتراف رسمي بالمعارضة سواء القسم الذي تقوده السيدة مريم رجوي في باريس او ابن الشاه في اميركا، ولكن هناك مؤشرات من خلال المشاركة الأميركية ان هناك نوايا للتصعيد تبدأ اقتصاديا بموضوع العقوبات وقطع استيراد النفط الايراني، وربما نذهب الى تصعيد اكبر يتمثل في استخدام ترمب ورقة استقبال المعارضة في الخارجية او البيت الأبيض".

 فرضيات وقوف ايران خلف العملية الفاشلة

ماذا عن عملية التفجير التي احبطتها اجهزة امنية أوروبية، وهل كان هناك فعلا نية لاستهداف المشاركين، مستشار ترمب السابق، قال في هذا السياق، " من الناحية المادية فإن السلطات الأمنية في عدة بلدان أوروبية اكدت احباطها لعمل إرهابي، ورغم استبعاد بعض المحللين قيام طهران بتنفيذ هكذا عملية وعلى الأراضي الأوروبية في الوقت الذي تحاول في كسب رضى الاوربيين للبقاء في الاتفاق النوي، غير ان هناك فرضيات عديدة قد تكون دفعت بايران الى تفجير المؤتمر، كتنفيذ العملية الإرهابية واتهام اخرين بها، او ضرب المعارضة الخارجية لضعضعتها بعدما أصبحت تحت ضغط المعارضة الداخلية، ويمكن أيضا ان تكون قد وصلت الى مكان ارادت من خلاله توجيه رسائل الى المجتمع الدولي وأميركا".

المواجهة المباشرة

وأضاف، "هناك خطا استراتيجي ارتكبته ايران سواء نجحت عمليتها او فشلت كما هو الواقع الان، فقد ادرك الاوروبيون ان ايران جاهزة لتنفيذ عمليات إرهابية في الخارج بعد التصعيد الاقتصادي، كما انها تقوم باطلاق التهديدات باغلاق مضيق هرمس وهذا ما سيضعها في مواجهة مباشرة مع اميركا ودول الخليج، ومن الممكن ان يباشر نظام طهران بتنفيذ تهديده بحال وصلت الازمة الداخلية الى نقطة اللاعودة".