بعد الحديث عن نشر قوات عسكرية في مناطق شرق شمال سوريا ضمن توجّهات أميركية للانسحاب العسكري من سوريا وإحلال دول عربية حليفة مكانها، أي تغييرات جذرية تواجه لبنان وما سيكون موقفه من الأمر؟

بيروت: تشير بعض المعلومات عن نشر قوات عسكرية في مناطق شرق شمال سوريا ضمن توجّهات أميركية للانسحاب العسكري من سوريا وإحلال دول عربية حليفة مكانها، فكيف سيتعامل لبنان مع هذه الأزمة المستجدة؟ وهل سيتمكن من البقاء على الحياد؟ وكيف سينأى بنفسه عن قرار عربي جامع؟.

يؤكد الكاتب والإعلامي عادل مالك في حديثه لـ"إيلاف" أن هذا التساؤل يطرح ما يجري على الساحة السورية على الصعيدين اللوجستي عسكريًا والسياسي على صعيد الأبعاد لما يجري في سوريا والتداعيات المتوقفة على الموضوع، وما يجري في سوريا، يضيف مالك، حلقة شبه أخيرة من فصول الحرب في سوريا، لكن عندما نضع الأمور في نصابها، نذكر ان بداية الحرب في سوريا، انطلقت من درعا ومع الحدود المجاورة لها، وها هي الأزمة تطوف في مجموعة أجزاء في سوريا، لترسو من جديد على درعا وأهمية هذا الموقع من الناحية الإستراتيجية، وبالتالي الحلول السياسية التي بدأ الحديث عنها بدأت تأخذ أبعادًا أساسية وجدية.

ويلفت مالك إلى الأبعاد الإقليمية والدولية لكل ما يجري في سوريا، حيث نحن في بدايات نهايات هذه الحرب، التي كتب لها سناريو آخر، ولكن هذا السيناريو لم يكتب له النجاح وفق من أعد له من مجموعة معينة من التغييرات الجذرية في تركيبة الدول العربية، نعني هنا الدور الإيراني في سوريا، والدور التركي فيها أيضًا، وبالتالي مع وجود العملاقين الأميركي والروسي وفي ظل عهد رئيس أميركا المتطرف اليميني دونالد ترمب، نشهد مع أميركا وروسيا عملية مد وجذر وهذا ما سيرتب على ما يجري من حلول وحيث سنشهد السيناريو الأخير حول الخريطة السورية الجديدة.

لبنان

في ظل كل تلك الأمور لبنان إلى أين أمنيًا؟ يجيب مالك بطبيعة الحال لبنان يتأثر بمحيطه فكيف إذا كان هذا المحيط الجار الأقرب له عنينا سوريا، ويلفت مالك إلى أنه ما يجري حاليًا له انعكاسات واضحة على الداخل اللبناني، سلبًا أو إيجابًا، إذا ما كتب للبنان، أن يشارك "الحرب الجديدة في سوريا"، أي حرب "إعادة بناء سوريا"، والمرحلة الحالية تفيد المعلومات ان الجيش السوري وحليفه الجيش الروسي وجّها الكثير من الاتهامات الى المقاتلين، ودعا بعضهم الى الإستسلام وإلا سيواجهون عواقب وخيمة، هذا الأمر رسا على استسلام بعض الفصائل العسكرية المقاتلة، ووافقت هذه الفصائل على تسليم نفسها من دون أسلحتها، ونقل المدنيين في هذه المنطقة.

النأي بالنفس

ويلفت مالك إلى أن النأي بالنفس شعارًا فضفاضيًا، قد يؤدي إلى إعلان لبنان منطقة محايدة عن الدفاع في سوريا، ولكن ما يجري في سوريا لا يمكن إلا أن ينعكس على لبنان سواء لجهة التجاذب الإقليمي أو على الصعيد اللبناني الداخلي الذي ينقسم بين تيارين واضحين، تيار أول ينادي بأنه حان الوقت للتعاطي مع النظام في سوريا حيث أن العلاقات لا تزال قائمة مع سوريا، وتيار آخر يتعاطف مع وجود أطراف عربية محددة لا تؤمن بضرورة استثئناف العلاقات مع سوريا.

ويبقى الأمل بحسب مالك بوجود ذكاء لبناني معين بانتهاج سياسة جديدة كي يستفيد لبنان من أي متغيرات جذرية لدى الموافقة على ستاتيكو معين بالنسبة للوضع السوري، بخاصة لجهة الرئيس الروسي الذي يعمل بكل جهد على قطف ثمار تدخله العسكري في سوريا.

الجيش العربي

ولدى سؤاله بالنسبة للجيش العربي الذي ذكرنا أنه سيحل مكان الجيش الأميركي هل سيكون لبنان جزءًا منه أم سينأى بنفسه عن هذا الموضوع أيضًا؟ يؤكد مالك أن التغيير مطلوب ولكنه ليس وشيكًا على ما يبدو من الناحية السياسية، لكن علينا أن نأخذ الشعار التالي ونطبقه على ما يجري، في ما مضى في عصر حقبة السبعينات كان يقال إن المنطقة العربية لا يمكن أن تكون بدون مصر، بالنسبة للقوة التي كانت تمتلكها مصر، أما اليوم فلا يمكن التوصل إلى أي دباجة معينة لسوريا ضمن المعطيات التي تؤكد حتى اللحظة أن سوريا لن تعود كما كانت كما قبل، والسؤال الكبير بحسب مالك أنه كيف سيتمكن لبنان من التأقلم مع هذه التطورات الجذرية في المنطقة وكيف يجب على لبنان الرسمي ألا يغرق في أزمة النازحين السوريين؟ وما هو مؤكد أن لبنان مقبل على تغييرات جذرية، في ما يتعلق بالوضع القائم في سوريا.