إيلاف من نيويورك: لا تزال إدارة الرئيس الأميركي، دونالد ترمب تبحر في رحلة اقناع كوريا الشمالية بالتخلي عن سلاحها النووي، والتفرغ لاعادة صياغة اتفاق جديد مع ايران بشروط مغايرة للاتفاق الأول.

وتركت التصريحات الكورية الشمالية الأخيرة حول المفاوضات مع إدارة الرئيس الأميركي، دونالد ترمب، تساؤلات كبيرة حول مصير العلاقة المستقبلية بين البلدين بعد القمة التاريخية التي جمعت ترمب بكيم جونغ اون.

تصريحات كورية غير ايجابية

المتفائلون بقمة سنغافورة، وجدوا انفسهم امام تصريحات كورية شمالية من شأنها عرقلة مشوار التفاوض بين واشنطن وبيونغ يانغ، فالأخيرة وعبر وزارة خارجيتها، انتقدت "آراء الأمريكيين بشأن كيفية نزع النووي"، معبرة "عن الأسف الشديد وعدم الرضى، عن سلوك وموقف الولايات المتحدة في المفاوضات"، وأشارت، "إلى أن الخطوات التي اتخذتها كوريا الشمالية في مسار نزع النووي وتطبيع العلاقات بين البلدين "غير متساوية أبدا".

اللهجة غير الإيجابية التي طغت على الكلام الكوري، جاءت عقب زيارة وزير الخارجية الأميركية، مايك بومبيو، الى بيونغ يانغ دون اللقاء هذه المرة بالرئيس كيم جونغ اون كما درجت العادة في الزيارتين الاخيرتين.

روحاني واوروبا

وبالتزامن مع تشكيك بيونغ يانغ من طريقة التعامل الأميركية، كان الرئيس الإيراني، حسن روحاني يضغط اكثر على الدول الأوروبية الموقعة للاتفاق النووي الذي انسحب منه ترمب، وقال في تصريحات صحفية، "اذا ارادت الدول الأوروبية إنقاذ الاتفاق النووي فإنها تحتاج إلى اتخاذ إجراءات عملية وقرارات معينة خلال الإطار الزمني".

وجاء كلام روحاني بعد يوم من اجتماع وزير الخارجية الإيراني جواد ظريف مع وزراء خارجية القوى الخمس الكبرى الموقعة على الاتفاق النووي (روسيا والصين وفرنسا وألمانيا وبريطانيا)، حيث أكدت هذه الدول حق طهران في تصدير نفطها.

امتحان ايران اسهل

الامتحان الإيراني لترمب قد يكون اسهل من امتحان كوريا الشمالية، ففي الوقت الذي تسعى طهران جاهدة على للحصول على موقف أوروبي ينقذ الاتفاق، علمت إيلاف ان دبلوماسيا فرنسيا رفيع المستوى اخبر من التقاهم أخيرا، ان موقف باريس من الاتفاق النووي سيأتي وفقا لمصلحة شركات بلاده بشكل كامل، ما يعني بأن المصلحة التجارية ستتحكم بالقرار، وجدير بالذكر ان التبادل التجاري بين الشركات الأوروبية بما فيها الفرنسية وبين واشنطن يصل الى اكثر من ثمانية عشر تريليون دولار، وتكاد التبادلات مع ايران اصل الى اربعمئة مليار.

وبدأت الشركات الفرنسية بالانسحاب من طهران، فبعد قرار مجموعة توتال انسحابها من مشروع ضخم لتطوير المرحلة 11 من حقل فارس الجنوبي للغاز، قررت مجموعة سي إم إيه سي جي إم ، الثالثة في العالم للشحن البحري في حاويات، الانسحاب من إيران بسبب العقوبات الأميركية، علما بأنها وقعت عام 2016 بروتوكول اتفاق مع شركة "خطوط الشحن البحري الإيرانية" لتبادل أو استئجار مساحات على السفن واستخدام الخطوط البحرية المشتركة والتعاون في استخدام المرافئ.

القرار ليس عند كيم فقط

وتختلف المعطيات بالنسبة لإدارة البيت الأبيض حيال الملف الكوري الشمالي، وتشكل الصين مقياسا لأي تطور في العلاقة بين واشنطن وبيونغ يانغ سلبي كان أم إيجابي، فمواقف كيم الإيجابية جاءت بعد المبادرات الحسنة لترمب تجاه الصين ومنها ما يتعلق بتخفيف العقوبات الأميركية التي لحقت بشركة الاتصالات العملاقة (ZTE)، وبالتالي فإن تصريحات خارجية كوريا الشمالية الأخيرة مرتبطة بشكل كبير بالتطورات التي حصلت في الساعات الأخيرة عقب فرض الإدارة الأميركية رسوما جديدة على الواردات الصينية واتهام بكين لترمب باطلاق اكبر حرب تجارية في التاريخ الاقتصادي، لذلك بات واضحا ان مفتاح كوريا الشمالية بيد الصين وحدها، فهي اول دولة استقبلت كيم جونغ اون في شهري اذار وايار الماضيين، ثم عاد وزارها بعد أسبوع من قمته التاريخية مع ترمب.