أسامة مهدي: قتل واصيب اربعة عراقيين خلال تظاهرة حاشدة للعاطلين عن العمل اليوم في مدينة البصرة الجنوبية وسط تناقض في الروايات بين المتظاهرين والاجهزة الامنية حول اسباب سقوط هؤلاء الضحايا، فيما شكلت وزارة الداخلية لجنة للتحقيق في الحادث.

قتل شاب عمره 25 عاما واصيب ثلاثة اخرون من محتجين عاطلين عن العمل سقوط خلال تظاهرة لهم في منطقة باهلة التابعة لقضاء المدينة شمال المحافظة اثر تعرضهم لإطلاق نار من قبل قوات الشرطة المكلفة بحماية الحقول النفطية هناك.

وخرج المئات من المواطنين في منطقة باهلة شمال البصرة اليوم في تظاهرة للمطالبة بتعيين العاطلين عن العمل والاهتمام بالواقع الخدمي في الشركات النفطية والوزارات الامنية في قضاء المدينة حيث قطعوا الطريق المؤدي الى حقل غرب القرنة والرميلة منذ ساعات الفجر الاولى.

رواية المتظاهرين

قال الناطق الاعلامي باسم المتظاهرين محسن الباهلي في تصريح صحافي ان الشرطة اقتحمت موقع التظاهرة في منطقة باهلة واطلقت الرصاص الحي العشوائي على المتظاهرين ما ادى الى مقتل الشاب وإصابة الثلاثة الاخرين والذين نقلوا على اثرها الى المستشفى. واشار الى ان المتظاهرين انسحبوا من موقع التظاهرة بعد حادثة الاقتحام" مشيرا الى ان "الجرحى كانوا خارج الموقع".

.. ورواية أخرى للامن

من جهتها، قالت قيادة عمليات البصرة ان الشخص الذي قتل اليوم في المدينة بالاضافة الى المصابين الاخرين كانوا من ضمن مجموعة مسلحة عمدت الى قطع الطريق المؤدي الى الشركات النفطية العاملة في شمال المحافظة.

وقال قائد العمليات الفريق الركن جميل الشمري في تصريح صحافي ان "مجموعة من المسلحين قطعوا الطريق المؤدي الى مواقع الشركات النفطية ومنعوا الموظفين من الوصول الى مقار عملهم حيث وصلت قوة امنية مشتركة الى المكان لمعالجة الامر فيما بادرت تلك المجموعة باطلاق النار من اسلحة خفيفة ومتوسطة على القوات الامنية التي بادلتها الاطلاق دفاعا عن نفسها على حد قوله.

واضاف ان القتيل والمصابين الذين وقعوا كانوا من ضمن المجموعة المسلحة ولم يكونوا من ضمن المتظاهرين، مؤكدا وقوع اصابات كذلك في صفوف قوات شرطة النفط.

واشار الى ان تحقيقاً تم فتحه في هذه التداعيات لمعرفة المتسببين باخراج المتظاهرين ومنع الموظفين من الوصول الى اعمالهم. متهما اشخاصا حكوميين في ناحية الامام الصادق شمال المحافظة بالوقوف وراء هذه التداعيات. 

الداخلية تحقق

ومن جهتها اعلنت وزارة الداخلية عن تشكيل لجنة للتحقيق في حادث البصرة وانجاز عملها بشكل سريع لمحاسبة المسؤولين عنه.

وقال الناطق باسم الوزارة اللواء سعد معن في بيان تابعته "إيلاف" إنه "في اطار التوجيهات المركزية الدقيقة التي يحرص وزير الداخلية على تعميمها لجميع مفاصل وزارة الداخلية والتي تنحصر في اهمية احترام المواطن وعدم التجاوز المطلق عليه واللجوء الى القانون فيصلاً في القضايا المختلفة وخاصة التي يقع فيها احتكاك بين المواطن ورجل الامن مع حرص الوزير على عدم تعريض حياة المواطنين العراقيين للخطر فقد امر وزير الداخلية قاسم الاعرجي بتشكيل لجنة تحقيقه برئاسة الفريق المهندس محمد بدر ناصر وكيل الوزارة لشؤون الامن الاتحادي للتحقيق في قضية المتظاهرين في محافظة البصرة.

واضاف انه سيتم عرض النتائج بشكل سريع امام انظار الاعرجي "من اجل العمل على احقاق الحق ومحاسبة المقصر" على حد قوله.

عاصمة العراق الاقتصادية تعاني البطالة

يذكر ان اتفاقا بين وزارة النفط والشركات النفطية يقضي بتشغيل 80 بالمائة من ابناء المحافظة في هذه الشركات لكنه يبدو ان هذا الاتفاق لا ينفذ ما ترك شباب المحافظة التي تعد عاصمة العراق الاقتصادية يعانون البطالة اثر وقف التعيينات في معظم المؤسسات الحكومية منذ ثلاثة أعوام برغم انها تضم أضخم الحقول النفطية في البلاد فضلاً عن خمسة موانئ تجارية نشطة ومنفذ حدودي بري مع إيران وآخر مع الكويت.

وتبلغ نسبة البطالة بين العراقيين رسميا 12 بالمائة حيث تشكل شريحة العمر دون 24 عاما نسبة 60 بالمائة من سكان العراق ما يجعل معدلات البطالة أعلى مرتين بين الشباب.