ادنبره: تستقبل المملكة المتحدة الرئيس الاميركي دونالد ترمب، الذي قرر زيارة بريطانيا الاسبوع المقبل، بكرنفال من الاحتجاجات المنددة بتدخله العسكري في الشرق الاوسط وسياساته الخارجية والعنصرية.

وتشهد المملكة المتحدة بكاملها من إنكلترا إلى اسكتلندا الأسبوع المقبل تظاهرات عدة ضد دونالد ترمب ستواكب زيارة الرئيس الأميركي لهذا البلد، تعبيرا عن رفض العديد من البريطانيين له.
منظمو الاحتجاجات
ويرغب المنظمون بجعل هذا التحرك الذي أطلقوا عليه تسمية "كرنفال الاحتجاجات"، أكبر تجمع يحشدون له منذ التظاهرات المناهضة للتدخل العسكري الأميركي البريطاني في العراق عام 2003.

ويصل ترمب الخميس إلى المملكة المتحدة في زيارة تم تأجيلها مرات عديدة خشية من التظاهرات المناهضة له.

فرار ترمب من التظاهرات
ويعقد الرئيس الأميركي لقاءات مع رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي والملكة اليزابيث الثانية لكن ليس في لندن حيث لن يمضي إلا القليل من وقت. 

ولم يتم الاعلان رسميا عن أن ترمب يتجنب الاحتكاك بالتظاهرات إلا أن شبه هروبه من العاصمة البريطانية يثير الكثير من التكهنات.

وصرّح العضو في ائتلاف "ستوب ذي وور" (أوقفوا الحرب) كريس ناينهام أن في كل الأحوال "نعتقد أنه ستكون هناك تظاهرات هائلة ضد ترمب أينما ذهب".

وأضاف "الاحتجاج ضد ترمب سيكون احتفالا حقيقيا بالتنوع الذي نحبّه في المملكة المتحدة، وسيرسل إشارة قوية فحواها أن رسالته (التي تحمل) كراهية وانقساما ليس مرحّبا بها في هذا البلد".

انتقادات واسعة
في الواقع، يزور الرئيس الأميركي دولة توجه فيها إليه انتقادات كثيرة لسياسة الهجرة التي يعتمدها، ولتدخله في الشؤون العامة البريطانية، عندما أعاد مثلا على تويتر نشر مقاطع فيديو ضد المسلمين وزعتها مجموعة بريطانية من اليمين المتطرف.

وقال ناينهام "هناك الكثير من الأسباب للتظاهر ضد ترمب" مشيرا إلى "سلوكه تجاه النساء" أو "عنصريته تجاه المسلمين".

وسيتجمع المتظاهرون الخميس في محيط قصر بلينهايم وهو منزل ريفي فخم قرب أكسفورد، حيث سيشارك الرئيس الأميركي في عشاء. 

وسيتظاهر عدد كبير من المحتجين قرب من وينفيلد هاوس أيضا، مقر إقامة السفير الأميركي لدى لندن حيث سيمضي ترمب وزوجته ميلانيا الليلة.

ومن المفترض أن ترتفع شعارات مناهضة لترمب قرب تشيكيرز، المقر الريفي لإقامة رؤساء الوزراء الواقع على بعد 70 كيلومترا شمال غرب لندن، حيث سيلتقي ماي.

ترمب يرتدي حفاضا
وستبلغ الاحتجاجات ذروتها في لندن مع مسيرة مرتقبة تصل حتى ساحة ترافلغار يشارك فيها متظاهرون من جميع أنحاء البلاد.

من جهتهم دعا المنظمون المشاركين ليجلبوا معهم "لافتات ومكبرات صوت وكل ما هو ضروري لإطلاق الثورة"، وذلك بهدف تجييش الجماهير.

كما سيحلق في سماء العاصمة البريطانية بالون مسيّر ضخم يُظهر ترمب يرتدي حفاضا.

بلدية لندن
وقد وقع رئيس بلدية لندن صادق خان الذي كانت لديه اختلافات في الآراء مع ترمب، إذن تثبيت البالون على ارتفاع 30 مترا بين الساعة 09,30 (08,30 ت غ) و11,30 (10,30 ت غ)، قرب البرلمان.

وندد الزعيم السابق لحزب الاستقلال البريطاني (يوكيب) المناهض للوحدة الاوروبية نايجل فاراج وهو من أبرز مؤيدي ترمب، بهذه المبادرة معتبرا أنها "أكبر إهانة على الإطلاق وجّهت إلى رئيس أميركي يمارس مهامه".

بدوره اعتبر النائب العمالي ديفيد لامي أن ترمب "يستحق ذلك"، مذكرا بإعادة نشر الرئيس الأميركي لمقاطع الفيديو المناهضة للمسلمين.

وسينتقل البالون إلى اسكتلندا حيث سيمضي الرئيس الأميركي عطلة نهاية الأسبوع. وقد أعلن أيضا عن تظاهرة في غلاسكو (غرب) الجمعة، قبل مسيرة مرتقبة السبت في ادنبره (شرق)، عاصمة المنطقة الشمالية.

ويبدو المتظاهرون مستعدين للذهاب إلى ملعبي الغولف اللذين يملكهما ترمب في اسكتلندا في حال قرر التوجه إليهما.

الحزب العمالي الاسكتلندي
وصرّح العضو في الحزب العمالي الاسكتلندي ريتشارد ليونارد وهو محرض كبير ضد ترمب، "إنه (ترمب) معاد للنساء وللإسلام وناكر للتغيير المناخي ومناهض للنقابات، تدخلاته في مجال السياسة الخارجية كانت صادمة، ومن الواضح أنه رئيس عنصري".

وأضاف "لا أعتقد أنه يجب فرش السجاد الأحمر لشخص لديه أفكار بغيضة إلى هذا الحدّ".