إيلاف من نيويورك: على وقع التظاهرات التي شهدتها العاصمة واشنطن، أعلن الرئيس الاميركي دونالد ترمب عن اسم مرشحه لخلافة القاضي انتوني كينيدي في المحكمة العليا بالولايات المتحدة.

ترمب رشح القاضي، بيرت كافانوغ لعضوية اعلى سلطة قضائية في اميركا، وسلم زعيم الأكثرية الجمهورية، ميتش ماكونيل مسؤولية تثبيت تعيين مرشحه بشكل رسمي في مجلس الشيوخ.

ارتياح المحافظين

وفي حين تظاهر العشرات من معارضي ترمب في واشنطن احتجاجا على خطوته، لاقى خيار الرئيس الأميركي استحسان المحافظين الذين عبروا عن تململهم من أداء ترمب في الفترة الأخيرة خصوصا في ملف الهجرة عبر الحدود الجنوبية.

عدو لكلينتون

كافانوغ البالغ من العمر 53 عاما، يعد من القضاة المحافظين، سبق له وان عمل في إدارة الرئيس السابق جورج بوش الابن، ويُنظر اليه على انه عدو قديم للرئيس السابق بيل كلينتون، بسبب الدور الكبير الذي لعبه في فريق المحقق كينيث ستار الذي أوصى بإقالة كلينتون في تسعينيات القرن الماضي.

رأيه غير واضح في القضية الجدلية

ورغم اعتباره من الشخصيات المنتمية الى التيار المحافظ، غير ان رأي القاضي كافانوغ تجاه قرار–رو ضد وايد- غير واضح حتى الآن، ومن المتوقع ان تتركز أسئلة الديمقراطيين في جلسات الاستماع على الخطوات التي سيقدم عليها حيال قضية الإجهاض، ومن المؤكد ان ترمب نفسه يدرك ان هذه القضية حساسة جدا في المجتمع الأميركي وبالتالي فإن الغاء قرار رو ضد وايد قد يسبب ازمة داخلية كبيرة، كما ان الرئيس الأميركي لا يعد شخصية محافظة كنائبه مايك بينس، وبناء على هذه المعطيات قد يتم الاحتكام في نهاية المطاف الى الولايات لتقرر شرعية الإجهاض من عدمه.

خيار ممتاز

وأشاد قادة الحزب الجمهوري بخيار ترمب للمحكمة العليا، وقال رئيس مجلس النواب، بول رايان، "ان كافانوغ خيارا ممتاز"، وابرز، "التزام القاضي المرشح لعضوية المحكمة العليا بالحريات الدينية".

زعيم الأكثرية ميتش ماكونيل الذي اشارت تقارير صحيفة إلى محاولته اقناع ترمب بتسمية ريموند كاثليدج او توماس هارديمان لهذا المنصب، باعتبار ان كافانوغ قد يثير حساسية بسبب سجله ضد بيل كلينتون، اعتبر ان مرشح ترمب، "فاز باحترام أقرانه ويحظى بتقدير كبير في المجتمع القانوني".

بوش الابن يرحب

كما تلقى ترشيح ترمب لكافانوغ دعم الرئيس السابق، جورج بوش الابن، وسناتور يوتاه الذي كان مرشحا لهذا المنصب ايضا، مايك لي الذي وصفه بالقاضي الذكي والعادل، بالإضافة الى عدد كبير من أعضاء مجلس الشيوخ والنواب الجمهوريين

الديمقراطيون يعلنون الحرب

وبالمقابل شجب مسؤولو الحزب الديمقراطي خيار ترمب، واعلن السناتور تشاك شومر، معارضته ترشيح كافانوغ لخلافة كينيدي، معتبرا ان "الوقت قد حان لمحاربة القاضي المرشح"، وايدت زعيم الديمقراطيين في مجلس النواب، نانسي بيلوسي كلام شومر، ووصفت خيار الرئيس بأنه "اعتداء واضح ومهين" على الرعاية الصحية وحقوق الإجهاض.

وتعهد بيرني ساندرز، بالسعي الى منع مرشح ترمب من الوصول الى المحكمة العليا، بينما ربط عدد من الديمقراطيين في مجلس الشيوخ خطوة ترمب بالخوف من المحقق الخاص روبرت مولر.

خطة شومر

ويأمل الديمقراطيون وزعيمهم تشاك شومر في عرقلة تثبيت مرشح ترمب عبر اقناع سوزان كولينز، وليزا موركوفسكي بحجب الثقة عن كافانوغ في مجلس الشيوخ، ولكن مساعي زعيم الأقلية قد تصطدم برغبة زملاء له في الحفاظ على مقاعدهم في الانتخابات القادمة بظل ترشحهم في ولايات محسوبة على الرئيس الأميركي، وبالتالي التصويت لخيار الأخير في محاولة لاستقطاب أصوات مؤيديه.