احتفل سكان مدينة الموصل العراقية الشمالية وسط دمار واسع لمدينتهم بالذكرى الأولى لتحررهم من سيطرة تنظيم داعش الارهابي فيما اعتبر العبادي احتلالها مثل مسألة وجود وبقاء للعراق بينما تشير تقارير إلى أن المدينة تحتاج إلى 874 مليون دولار لإصلاح البنية التحتية الأساسية وحدها وحيث ان 54 الفا من منازلها مازال مدمرا.

وقال رئيس الوزراء القائد العام للقوات المسلحة العراقية حيدر العبادي ان تحرير الموصل فتح الباب واسعا امام عودة اهلها الى منازلهم وحياتهم الطبيعية بعد عناء النزوح فهي اليوم تنفض غبار الحرب ومخلفات الظلاميين وتنهض من جديد واضاف في رسالة الى العراقيين لمناسبة مرور عام على تحرر ثاني مدن العراق سكانا من سيطرة تنظيم داعش وتابعتها "أيلاف" الثلاثاء "نستذكر اليوم و بكل فخر واعتزاز الذكرى الاولى لتحرير الموصل العزيزة، تلك الملحمة الخالدة التي اثلجت صدور شعبنا وقصمت ظهر داعش الارهابي الذي استباح الموصل في غفلة من الزمن".

وأضاف " لقد كتب مقاتلونا الشجعان وبكل صنوفهم سطور هذه الملحمة الخالدة بالدماء والتضحيات الجسام التي فتحت ابواب الاستقرار والأمن في البلاد في مرحلة صعبة وتحدٍ كبير قاتل فيه رجال القوات المسلحة من الجيش والشرطة الاتحادية والمحلية وجهاز مكافحة الارهاب ورجال الحشد الشعبي والبيشمركة وجميع الخيرين جنبا الى جنب لان التهديد كان مسألة وجود وبقاء وتمخض عن كل هذا وحدة شعب وعودة حياة اراد لها الدواعش ان تموت لكننا هزمناهم وانتصرنا بالحياة على هذه الشرذمة المجرمة بتضحيات الشهداء والجرحى وبصبر العراقيين".

وشدد العبادي على ان تحرير الموصل "فتح الباب واسعا امام عودة اهلها الى منازلهم وحياتهم الطبيعية بعد عناء النزوح وهاهي اليوم تنفض غبار الحرب ومخلفات الظلاميين وتنهض من جديد ليسجل العراقيون في سفر التأريخ انهم التحموا بجسد الوحدة وقاتلوا تحت راية العراق الواحد فنجحوا أبهروا العالم بهذا النجاح واسسوا لسور منيع يحصن مدنهم من الدخلاء ومن يريد السوء بهذا البلد".

وقال "اننا بوحدتنا ايضا سنتمكن من القضاء على ما تبقى من العصابات وخلاياها المجرمة وتعقبها حتى خارج الحدود حيث يسطر أبطال العراق من القوات المسلحة والجهد الاستخباري البطولات و يلاحقونهم لتخليص البلد من شرورهم نهائيا ".

واشار الى ان "مرحلة البناء والاعمار والاستقرار للمناطق المحررة وكل مناطق العراق بدات بخطواتها الاولى وكما عهدناكم بالنصر وتحرير الارض وتحقق فاننا الان وضعنا الخطط والاستراتيجيات الكاملة لاعمار وبناء البلد وبدا تنفيذها وستكون واضحة امام ابناء بلدنا بالرغم من كل الصعوبات التي تجاوزناها سابقا ايام تحرير الارض وسنتجاوزها أيضا في مرحلة البناء والاعمار بوحدتنا لينعم ابناء هذا البلد بعراق موحد مستقر قوي ينعم بخيراته".

احتفالات بالتحرير وسط دمار

واحتفل الموصليون اليوم بالذكرى الاولى لتحرير مدينتهم من سيطرة تنظيم داعش الذي احتلها في العاشر من حزيران يونيو عام 2014 حيث كبرت مساجد المدينة ودقت اجراس كنائسها وتجمع المئات من المواطنين في ساحة الاحتفالات بايسر المدينة للتعبير عن فرحهم بهذا اليوم وسط دبكات شعبية ومظاهر الفرح. 

وجاءت هذه الذكرى في وقت حذر المجلس النرويجي لمساعدة اللاجئين من استمرار معاناة أهالي مدينة الموصل التي طالها الحصار والدمار قبل خروج تنظيم داعش منها.

وبحسب إحصاءات رقمية للمجلس لا يزال حوالي 54،000 منزل في الموصل والمناطق المحيطة به مدمراً، كما لا يزال 383،934 شخصاً، أي 63،989 عائلة، نازحين من المدينة، فضلا عن أن أكثر من 80 في المئة من الشباب في الموصل عاطلون عن العمل .. موضحا أن المدينة تحتاج إلى 874 مليون دولار أميركي لإصلاح البنية التحتية الأساسية.

وقال تقرير للمجلس اطلعت عليه "إيلاف" إنه وبعد مضي عامٍ على استعادة مدينة الموصل من أيدي تنظيم الدولة لا يزال هناك أكثر من 380,000 شخص من سكان مدينة الموصل بلا منزل، وأحياؤهم عبارة عما يصل إلى 8 ملايين طن من الحطام.

و قال مدير المجلس النرويجي للاجئين في العراق وولفغانغ غريسمان ان "ما أشادت به السلطات العراقية والمجتمع الدولي كنصر قبل عام لم يؤدِّ إلى الراحة من البؤس الشديد الذي يعاني منه العديد من عراقيي الموصل .. مر عام وما زال السكان ينتظرون العودة إلى حياتهم الطبيعية ولكن المجتمع الدولي لا يساعد بما فيه الكفاية".

ولا يزال حوالي 90 في المئة من الجانب الغربي من مدينة الموصل مدمراً حيث أن 62 مدرسة تهدمت بالكامل و207 بشكل جزئي. كما أبلغ ثلث سكان الموصل النازحين المجلس النرويجي للاجئين بأنهم قد يواجهون الطرد من المكان الذي يلتمسون الحماية والمأوى فيه لأنهم لا يستطيعون دفع الإيجار.
وأضاف غريسمان "لسوء الحظ شهدنا على مدار العام الماضي دعماً شكلياً للغاية من قبل المجتمع الدولي للنازحين العراقيين. ليس من المنطق أن تعاني الأسر الآن بسبب غياب الدعم الدولي بعد أن عانت لسنوات تحت حكم تنظيم داعش فبدون الدعم المالي، سيظل العراق يعاني من عدم الاستقرار واليأس".

وساهم المجلس النرويجي للاجئين في إعادة فتح 21 مدرسة وإعادة بناء مئات المنازل وتقديم المساعدة القانونية للعائلات النازحة. وأوضح غريسمان إن هذه المساعدة تعتبر نقطة في البحر، ولكنها مثال ملموس لما يجب القيام به في الوقت الذي يكافح فيه العراقيون يومياً للبقاء على قيد الحياة. لن نكون قادرين على المساعدة ما لم تستمر الحكومات المانحة في تمويل عملية إعادة الإعمار وتضميد جرح العراق".

وكان القائد العام للقوات المسلحة حيدر العبادي اعلن من الموصل في مثل هذا اليوم من عام 2017 تحرير الموصل بالكامل وانهاء دولة الخرافة.