اعتقلت الشرطة في اسطنبول عدنان أوكتار، "الداعية الإسلامي" الشهير والشخصية المثيرة للجدل مع حراسه وكل من له صلة به، بتهمة "تشكيل عصابة إجرامية تقوم على الاحتيال والاعتداءات الجنسية". واعتقل في حملة المداهمة هذه 235 من أتباعه.

بداياته

عُرف أوكتار (مواليد أنقرة، 1956)، من خلال برنامجه الديني المثير للجدل الذي كان يُبث على قناته التلفزيونية الدينية التركية " A9" ويناقش من خلاله القيم الإسلامية بوجود الخمور ونساء راقصات.

ودرس أوكتار الذي ينحدر من أسرة قوقازية الأصل، الفقه وحفظ القرآن في صغره. ثم درس الفلسفة فالفنون الجميلة في جامعة "معمار سنان" في اسطنبول.

وفي ثمانينات القرن الماضي، أثناء دراسته في الجامعة، وصف نفسه بالمفكر والمعادي للماسونية والشيوعية، وألّف كتاباً يدّعي فيه أن اليهود والماسونية متغلغلون في مؤسسات الدولة التركية بهدف هدم القيم الدينية والأخلاقية للشعب التركي.

عام 2006 ألّف كتاباً بعنوان "أطلس الخلق" تحت اسمه المستعار هارون يحيى، ادعى فيه أن "أصل الإرهاب العالمي يعود إلى نظرية داروين للتطور".

وبحسب الموقع الالكتروني لقناته التلفزيونية، فقد ألّف أوكتار أكثر من 300 كتاب، تُرجمت إلى 73 لغة. ويعتبر أوكتار نفسه قائداً وداعية له أتباعه ومؤيدوه في عموم تركيا ومعظمهم من النساء.

واستنكر المتدينون مراراً برنامجه التلفزيوني الذي اكتسب سمعة سيئة لديهم.

عدنان أوكتار و"قططه" في قبضة الشرطة التركية

غضب في تركيا بعد إقرار مؤسسة دينية بزواج الفتيات في سن التاسعة

برنامجه

كان "الداعية الإسلامي" ومن خلال برنامجه التلفزيوني يشرح مبادئ الشريعة الإسلامية والقيم التي يجب اتباعها، بحضور جمهور من الراقصات وفنانات إغراء شبه عاريات، خضع معظمهن لعمليات تجميل كما يبدو، واعتاد أن يطلق عليهن اسم "القطط الصغيرة"، اللواتي كنّ يغنين مع مجموعة من الشبان أطلق عليهم اسم "أسُوده". ويزعم أوكتار أن "الإسلام يحرم فقط إظهار حلمتي المرأة، وفرجها".

اعتقالات

أعتقل أوكتار أول مرة عام 1990، لمدة 19 شهراً بتهمة التحريض على ثورة دينية، قضى عشرة أشهر منها في مصحة نفسية. وبعد إطلاق سراحه، ازداد عدد مؤيديه بشكلٍ كبير، إلى درجة أن أتباعه أطلقوا عليه اسم "المهدي المنتظر".

وفي وقت سابق من هذا العام، قال رئيس هيئة الشؤون الدينية في تركيا، علي أرباش: " على الأرجح أن أوكتار مختل عقلياً"، وأدى ذلك وقتها إلى حرب كلامية بينه وبين الداعية التلفزيوني الذي رد عليه بقوله:" إن رواتب مؤسسة الشؤون الدينية يتم سدادها من ضرائب بيوت الدعارة في تركيا".

وكانت رئاسة الشؤون الدينية قدمت في فبراير/شباط من هذا العام شكوى ضده بتهمة المس بالقيم الدينية.

وفي الشهر نفسه، طالبت الهيئة السمعية البصرية التركية بوقف برنامج أوكتار عن البث أكثر من مرة، وتغريمه لخرقه قيم المساواة بين الرجل والمرأة والتقليل من شأن المرأة، إلى أن تم اعتقاله اليوم و 106 من النساء اللواتي يتبعنه.