حث الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الحلفاء في حلف شمال الأطلسي (الناتو) على مضاعفة الإنفاق العسكري سنويا من 2 بالمائة إلى 4 بالمائة من الناتج المحلي الإجمالي.

وأكد البيت الأبيض أن ترامب أدلى بتصريحاته المتعلقة بزيادة الإنفاق العسكري لدول الناتو خلال قمة التحالف العسكري الغربي في بروكسل.

وشهدت القمة أيضا انتقادات حادة من الرئيس الأمريكي لألمانيا بسبب معدلات إنفاقها الدفاعي.

وقال الأمين العام لحلف الناتو ينس ستولتنبرغ، إن التركيز الرئيسي يجب على أن ينصب على أن يصل جميع أعضاء الناتو إلى معدل الإنفاق المستهدف حاليا وهو 2 بالمائة من الناتج المحلي الإجمالي.

حرب كلامية جديدة بين ترامب وميركل

صنداي تلغراف: ترامب قد يسحب قوات أمريكية من أوروبا

الناتو: من "النفوذ السوفيتي" الى "التوسع الروسي"

ورفض ستولتنبرغ الإجابة عن سؤال محدد حول تصريحات ترامب، لكنه قال للصحفيين :"أعتقد أنه يجب علينا أولاً الوصول إلى 2 بالمائة، والتركيز على ذلك الآن...الشيء الجيد هو أننا نتحرك نحو ذلك".

وأضاف الأمين العام حلف الناتو أنه على مدى عقود منذ نهاية الحرب الباردة، خفضت دول الناتو ميزانيات الدفاع بسبب تراجع التوترات، لكن الوضع الحالي يستلزم زيادتها في وقت تتصاعد فيه التوترات.

ودأب رؤساء الولايات المتحدة السابقون على حث أوروبا على تحمل المزيد من المسؤولية عن الدفاع عن أنفسهم وتخفيف العبء الذي يتحمله دافع الضرائب الأمريكي ، للحفاظ على التواجد العسكري الأمريكي في أوروبا بعد انتهاء الحرب الباردة بوقت طويل، لكن لم يقم أحد منهم بما فعله ترامب.

وتأكيدا لتعليقات ترامب، قالت المتحدثة باسم البيت الأبيض سارة ساندرز :"يريد الرئيس أن يرى حلفاءنا يشاركون أكثر في تحمل العبء، والوفاء بالحد الأدنى من التزاماتهم المعلنة بالفعل".

ويأتي اجتماع بروكسل قبل أقل من أسبوع من عقد أول قمة بين ترامب والرئيس الروسي فلاديمير بوتين، في هلسنكي، مما يعيد مخاوف حلفاء الولايات المتحدة من التقارب بين الرئيس الأمريكي ونظيره الروسي.

ما سبب الخلاف حول الانفاق؟

يتمثل الاعتراض الرئيسي لترامب في أن جميع الدول الأعضاء، باستثناء عدد صغير، لم ترفع بعد ميزانياتها الدفاعية للوصول إلى المستهدف بإنفاق ما لا يقل عن 2 بالمائة من ناتجها الاقتصادي السنوي من أجل الدفاع، بحلول عام 2024.

وبحسب البيانات فإن خمس دول فقط، من إجمالي 29 دولة عضوا في الناتو،حققت المستهدف هذا العام ورفعت إنفاقها الدفاعي، وهي (الولايات المتحدة واليونان وإستونيا وبريطانيا ولاتفيا).

قوات ألمانية
Getty Images
القوات الألمانية وبقية الجيوش الأوروبية غير قادرة على حماية أوروبا بمفردها دون الدعم الأمريكي

ومع ذلك ، فهناك دول أخرى اقتربت من الوصول للهدف، مثل بولندا وفرنسا.

وعقب الاجتماعات الأولى لقادة الناتو في القمة، خرج الأمين العام للحلف ليؤكد على أن دول الحلف متحدة أكثر منها منقسمة.

وقال ستولتنبرغ في مؤتمر صحفي :"أجرينا مناقشات، ولدينا خلافات، ولكن الأهم من ذلك أن لدينا قرارات تدفع بهذا التحالف إلى الأمام وتزيد من قوتنا".

وأصدر جميع أعضاء الناتو بيانا أكدوا خلاله تجديد التزامهم بزيادة الإنفاق العسكري.

كما أدان البيان ما وصفه بـ"العدوان الروسي"، بما في ذلك ضم شبه جزيرة القرم، واستخدام غاز الأعصاب في جنوب إنجلترا و "التدخل في الانتخابات".

ويقول جيمس كوك، مراسل بي بي سي في القمة، إن السؤال المطروح هو: هل سيتناول الرئيس ترامب هذه المخاوف مباشرة مع الرئيس بوتين أثناء لقائهما؟

ويضيف مراسلنا أن بعض الدبلوماسيين الأوروبيين يشعرون بالقلق من أنه لن يفعل ذلك، مع وجود شكوك في أن التزام ترامب بالمؤسسات المتعددة الأطراف التي تدعم النظام العالمي الليبرالي ليس عميقا.

ماذا قال ترامب عن ألمانيا؟

ترامب وبوتين في أول قمة لهما قريباً

اشتبك ترامب مع المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل قبل القمة.

واتهم الرئيس الأمريكي ألمانيا بإنفاق "أكثر قليلا من 1بالمائة" من ناتجها الاقتصادي على الدفاع مقارنة بإنفاق الولايات المتحدة 4.2 بالمائة.

وتنفق ألمانيا 1.24 بالمائة فقط من الناتج المحلي الإجمالي على الدفاع والولايات المتحدة بنسبة 3.5 بالمائة ، وفقا لتقديرات الناتو الأخيرة.

وقال الرئيس الأمريكي أيضا :"ألمانيا خاضعة لسيطرة روسيا تماما لأنها ستحصل على 60 إلى 70 بالمائة من طاقتها من روسيا، بالإضافة إلى خط أنابيب جديد، وأعتقد أن هذا ليس مناسبا إنه أمر سيئ للغاية بالنسبة لحلف الناتو".

وتشير أرقام الاتحاد الأوروبي إلى أن ألمانيا تستورد حوالي من 50 إلى 75 بالمائة من الغاز من روسيا، لكن الغاز يشكل أقل من 20 بالمائة من مزيج الطاقة التي تستخدمها ألمانيا في الإنتاج.

وأدلى ترامب بتصريحات تصالحية أكثر، يوم الأربعاء، بعد لقاء ميركل على هامش قمة بروكسل، وأعلنا مناقشة الإنفاق على الدفاع والتجارة.

وقال ترامب: "لدينا علاقة جيدة للغاية مع المستشارة، ولدينا علاقة هائلة مع ألمانيا".

لكنه كرر في وقت لاحق انتقاده لألمانيا والحلفاء الآخرين في تغريدة، قال فيها "هل سيكون جيدا أن تدفع ألمانيا مليارات الدولارات لروسيا من أجل الغاز والطاقة؟ ولماذا أوفت خمس دول فقط في الناتو بالتزاماتها الدفاعية؟ الولايات المتحدة تدفع لحماية أوروبا، وتخسر المليارات في التجارة".

وقد ردت ميركل بمقارنة الاستقلال الألماني الآن مع الوقت الذي نشأت فيه في ألمانيا الشرقية السابقة، وكانت مجرد تابع للاتحاد السوفيتي آنذاك.

وقالت ميركل للصحفيين: "أنا سعيد للغاية لأننا اليوم متحدين في الحرية كجمهورية ألمانيا الاتحادية. وبسبب ذلك يمكننا القول إننا نستطيع أن نضع سياساتنا المستقلة ونقوم باتخاذ قرارات مستقلة".