لندن: تجددت الحرب الكلامية بين الرئيس الاميركي دونالد ترمب الذي بدأ الخميس زيارة الى بريطانيا، وأول رئيس بلدية مسلم لمدينة لندن لتشمل الارهاب والجريمة واللياقة الاجتماعية. 

وقال ترمب ان رئيس البلدية صديق خان "قام بعمل سيء جدا فيما يتعلق بالارهاب" رابطا بين الهجرة وعمليات طعن أوقعت قتلى في لندن، في مستهل زيارته التي تستمر أربعة أيام الى بريطانيا.

وقال ترمب في مقابلة مع صحيفة "ذا صن" البريطانية الصادرة الجمعة "لديكم رئيس بلدية قام بعمل فظيع في لندن".

وهذه آخر صلية في الحرب التي بدأت عندما انتقد خان، وهو ابن سائق حافلة هاجر من باكستان في الستينات، الحظر الذي فرضه ترمب على القادمين من عدد من الدول المسلمة.

ورد خان الجمعة بالقول ان الارهاب مشكلة عالمية طالت ايضا مدنا اوروبية اخرى.

وقال لاذاعة بي.بي.سي "الملفت هو أن ترمب لا ينتقد رؤساء بلديات تلك المدن، بل ينتقدني أنا".

واضاف ان تصريحات ترمب التي يربط فيها الهجرة بالجريمة في انكلترا "غير معقولة".

وسخر الرئيس من خان في حزيران/يونيو العام الماضي في اعقاب سلسلة من الهجمات الارهابية في لندن.

وقام ترمب بالتشويش على رسالة لخان قال فيها لاهالي لندن انه "لا يوجد سبب للقلق" من التواجد المكثف للشرطة فكتب على تويتر "7 قتلى على الاقل و48 جريحا في الهجوم الارهابي، ورئيس بلدية لندن يقول +لا يوجد سبب للقلق!".

حينها انتقد خان ترمب وقال انه "غير ملمّ" بالأمور والجمعة أثنى على "العلاقة الخاصة" بين بريطانيا والولايات المتحدة.

وردا على سؤال بشأن ما اذا كان الجدل المستجد سيزعزع تلك العلاقة، قال "المسؤولية تقع على الطرفين، ولن أكتب تغريدات عن الرئيس ترمب ولن أقول اشياء بغيضة عنه".

- الطفل الغاضب -
اضاف خان "اعتقد ان رئيسة وزرائنا يجب ان تتحلى بالجرأة لتخاطب الرئيس الاميركي على قدم المساواة، والامر يعود له ليقول ما يريد عني. لن أرد على تعليقات الرئيس ترمب".

ينتمي خان لحزب العمال المعارض. ورئيس البلدية السابق هو المحافظ بوريس جونسون الذي استقال من منصب وزير الخارجية احتجاجا على خطة ماي لبريكست.

وفي مقابلته مع صحيفة "صن" اتهم ترمب ماي بمخالفة رغبات الناخبين البريطانيين بالخطة، وفي نفس الوقت اشاد بجونسون كرئيس حكومة بديل.

وفي حين أن جونسون وترمب متقاربان سياسيا، سمح خان هذا الاسبوع لمتظاهرين باطلاق بالون عملاق على علو ستة امتار بلون برتقالي لافت، يمثل طفلا يضع حفاضات وله ملامح ترمب فوق ساحة البرلمان في لندن الجمعة.

واثار هجوم ترمب على خطة ماي المتعلقة ببريكست، تنديدا من كافة الاطياف السياسية. لكن الرئيس قال لصحيفة صن ان خان نفسه "لم يكرم حكومة هي بغاية الاهمية".

وقال "ربما الان لا يعجبه الرئيس الحالي لكني أمثل الولايات المتحدة" مشددا على ان "ملايين" البريطانيين يؤيدون مواقفه المتشددة حيال الهجرة.

ولرئيس بلدية لندن سلطة على الشرطة والنقل في العاصمة التي يسكنها 8 ملايين شخص، لكنه لا يتمتع بسلطة على سياسات الهجرة التي تضعها وزارة الداخلية.

والاذن الذي اعطاه خان لإطلاق بالون "الطفل الغاضب" اثار غضب مؤيدي ترمب في بريطانيا مثل نايجل فاراج بطل بريكست الذي وصف ذلك "بالاهانة".

وتصاعدت الحرب الكلامية مع اعلان النائب العمالي ديفيد لامي ان مشكلة ترمب الحقيقية مع خان لا تتعلق بسياساته انما بديانته.

وغرد مستخدما وسم "أوقفوا ترمب" قائلا "يكره اختيار لندن رئيس بلدية مسلماً. الرئيس عنصري. لا يستحق ان يلتقي ملكتنا اليوم".