تواصلت تظاهرات محافظة البصرة جنوب العراق لليوم الثالث على التوالي مع وصول وفد من التيار الصدري لبحث امكانية تهدئتها.

في وقت وصل فيه وفد رفيع من التيار الصدري الى محافظة البصرة أقصى جنوب العراق التي تشهد غلياناً شعبياً ضد الفساد وتردي الخدمات أمر رئيس الوزراء حيدر العبادي، بوضع جميع الاجهزة الامنية في حالة الاستنفار القصوى، الانذار "ج".

وقد نشرت مواقع ووكالات أخبار عراقية اليوم صورة التعميم الصادر من قيادة العمليات المشتركة (مركز العمليات المشترك)، يطلب من "القادة والآمرين في وزارتي الدفاع والداخلية وهيئة الحشد الشعبي، التواجد فورا على رأس قطاعاتهم". رداً على نفي مصدر أمني هذا التعميم.

وامتدت التظاهرات اليوم الى مناطق أخرى باتجاه بغداد التي شهدت خروج عشرات في منطقة الشعلة في جانب الكرخ ومن المتوقع أن تنتقل الى مدينة الصدر.

وقال مصدر أمني إن تظاهرات انطلقت اليوم السبت في محافظة بابل (92 كم جنوب بغداد)، مبيناً أن متظاهرين اقتحموا مكتبين لحزبي الدعوة والفضيلة جنوبي المحافظة.

وقال المصدر لوسائل إعلام محلية، إن "متظاهرين اقتحموا، صباح اليوم، مكتباً لحزب الدعوة ومكتباً لحزب الفضيلة في مدينة القاسم جنوبي بابل".

وأضاف المصدر أن "متظاهرين قطعوا جسر الهنود وشارع الإمام علي في مدينة الحلة مركز محافظة بابل".

وفي وقت عاد فيه مطار النجف الدولي للعمل بعد اقتحامه أمس من متظاهرين غاضبين، قال مغردون عراقيون من محافظة الناصرثة إن تظاهرة حاشدة إنطلقت عصر الجمعة حاشدة وسط ميدان الحبوبي مركز مدينة الناصرية للمطالبة بإصلاحات سياسية وخدمية شاملة ومحاسبة الفاسدين وسراق المال العام خلال السنوات الماضية.

وبعد مضي أكثر من ساعة على التجمهر توجه جمع كبير من المتظاهرين غالبيتهم من الشباب الى منزل محافظ ذي قار لتقع بعض الاشتباكات المتفرقة بين قوات مكافحة الشغب وبعض الشباب الذين حاولوا اقتحام منزل المحافظ أدت لسقوط إصابات طفيفة بين الطرفين.

اجتماع طارئ

وامام تردي الوضع الأمني عقد المجلس الوزاري للأمن الوطني العراقي، اليوم، اجتماعا طارئا برئاسة رئيس الحكومة، حيدر العبادي، لمناقشة تداعيات التظاهرات.

وذكر في بيان لمجلس الأمن الوطني اطلعت عليه إيلاف أن "الاجتماع سيناقض تداعيات ما حدث في بعض المناطق من تخريب"، مضيفاً أن "الحكومة العراقية ستتخذ إجراءات رادعة، ضد المندسين في التظاهرات التي شهدتها البلاد".

وكانت تظاهرات عديدة قد انطلقت أمس الجمعة، واقتحم مئات العراقيين المطار وأوقفوا الحركة الجوية، موسعين نطاق احتجاجات على ضعف الخدمات الحكومية والفساد، بعد مظاهرات في مدينة البصرة الجنوبية.

وكان رئيس الوزراء العراق عاد من رحلته الى بروكسل مباشرة الى البصرة واعداً المتظاهرين بتحسين الخدمات خلال فترة زمنية محددة، وحذر رئيس الوزراء ، أمن وجود عناصر مندسة في صفوف المتظاهرين بمدينة البصرة، في ظل تصاعد الاحتجاجات.

لكن نائب رئيس الجمهورية ورئيس ائتلاف الوطنية إياد علاوي قال، الجمعة، إن "انتفاضة محافظة البصرة ليست وليدة اللحظة إنما هي نتيجة تراكمية".

وبين علاوي في تغريدة على حسابه الخاص بموقع التواصل الاجتماعي ”تويتر" أن "انتفاضة البصرة الخدمية ليست وليدة اللحظة بل هي نتيجة تراكمية لسوء الإدارة والفشل في التعامل مع أبسط متطلبات أهلها من قبل الحكومات المحلية والاتحادية المتعاقبة".

وأضاف علاوي، أن البصرة ليست بحاجة لمسكنات، بل لحلول جذرية تضع حدا لمعاناة أهلها وفق برامج وخطط حقيقية ضمن توقيتات زمنية محددة، متسائلاً: "كيف يكتب للمريض شفاء إذا استخدمت في علاجه ذات الأدوات التي أدت لتردي وضعه الصحي؟".

تواصل التظاهرات

وتواصلت تظاهرات مدينة البصرة الحاشدة لليوم الثالث على التوالي حيث اقتحم عدد من المتظاهرين فندق البصرة الدولي (شيراتون) مطالبين بالاصلاحات ومعاقبة الفاسدين. وفي المنطقة الحدودية مع الكويت أغلق متظاهرون اليوم السبت منفذ سفوان الحدودي بين العراق والكويت. 

وذكر مصدر محلي لوسائل اعلام عراقية أن "مئات المتظاهرين تجمهروا امام البوابات الرئيسية لمنفذ سفوان الحدودي مع الكويت في محافظة البصرة ". 

وأشار الى أن إدارة المنفذ قررت اغلاق المنفذ لحين انتهاء التظاهرة ومعرفة مطالب المتظاهرين ". وأضاف أن مئات المتظاهرين تجمعوا امام حقل مجنون النفطي شرق محافظة البصرة للمطالبة بتوفير درجات وظيفية لأبناء المدينة.

متابعون عراقيون قالوا لـ"إيلاف" إن استمرار التظاهرات ووصولها الى العاصمة بغداد مرهون ببروز قيادة لها وتمخضها عن حركة اجتماعية مدنية يمكنها فرض مطالبها على السلطة الحاكمة.

يذكر أن محافظة البصرة تعتبر الأغنى من بين المحافظات العراقية من حيث الاحتياطي النفطي، وتشكل صادرات النفط من البصرة أكثر من 65% من عائدات العراق، ومن شأن أي تعثر في الإنتاج أن يلحق ضررا شديدا بالاقتصاد.