لندن: طورت شركة بريطانية ابتكارا حربيا جديدا، يتمثل بطائرة تملك قدرات ذاتية آلية، تمكنها من الاقلاع باتجاه منطقة القتال واختيار الاهداف المناسبة لتنفيذ عملية هجوم بصواريخ، والعودة إلى قاعدتها بمفردها مستخدمة منظومات الذكاء الاصطناعي.

يعمل مهندسو شركة بي أي إي سيستمز البريطانية للصناعات الجوية والفضائية على تطوير طائرة حربية شبحية مسيرة.

تارانيس

وهذه الطائرة التي أُطلق عليها اسم تارانيس بحجم مقاتلة نفاثة صغيرة لكن لها شكل جناح طائر.

ويمكن تشغيلها كغالبية الطائرات العسكرية المسيرة، بيد طيار يجلس في غرفة مراقبة على الأرض.

الذكاء الاصطناعي

ولكن تارانيس يمكن ان تُترك للعمل بمفردها مستخدمة منظومات تعمل بتكنولوجيا الذكاء الاصطناعي. 

وتستطيع الطائرة بهذه القدرات الذاتية الآلية أن تقلع وتجد طريقها الى منطقة القتال وتختار اهدافها وتهاجمها بصواريخ ثم تعود وتهبط في قاعدتها.

من دون طيار

ولن تكون هناك حاجة الى طيار على الأرض إلا لمتابعة ما يجري وتولي قيادة الطائرة من مكانه حين تكون هناك مشكلة. 

تكلفة التصنيع

وللاستغناء عن وجود طيار داخل الطائرة وما يحتاجه من منظومات لقيادة مقاتلة أفضليات عديدة في مقدمتها الكلفة. فحجم النسخة المأهولة من طائرة تارانيس إذا أُنتجت سيكون ضعف نسختها المسيرة وسعرها ضعف سعر النسخة المسيرة. 

ومن المتوقع ان يكون سعر الطائرة الشبحية المسيرة التي تعمل شركة بي أي إي سيستمز على تطويرها الآن نحو 244 مليون دولار وهو سعر رخيص بالنسبة لنموذج تجريبي أولي.

أغلى منظومة سلاح

ومن جهتهم يقول خبراء ان طائرة اف 35 التي شاركت في انتاجها عشرة بلدان بقيادة شركة لوكهيد مارتن الاميركية أغلى منظومة سلاح في التاريخ كلف تطويرها زهاء 50 مليار دولار ويبلغ سعر الواحدة منها نحو 100 مليون دولار.

ولا يوجد خطة لإنتاج طائرة تارانيس في الوقت الحاضر، فقد بُنيت لاستكشاف ما تستطيع الطائرة المسيرة أن تنجزه.

وبعد سلسلة من التحليقات التجريبية اصبح مهندسو شركة بي أي إي سيستمز مستعدين لتطبيق ما تعلموه من دروس على تصاميمهم لطائرة قتالية يمكن ان تقلع في غضون عشر سنوات أو نحو ذلك.

مستقبل الطيارين

ولا يعني استخدام الطائرات الحربية المسيرة بأعداد كبيرة في القوات الجوية الاستغناء عن الطيارين، بل سيعمل كثير منهم للإشراف عليها من الأرض فيما سيقود آخرون طائرات في الجو لأن الطائرات ذات القيادة الذاتية والطائرة المأهولة ستعمل معاً في المستقبل، كما قال مايكل كريستي رئيس قسم الاستراتيجية الجوية في شركة بي أي إي سيستمز.

وتدرس بلدان عدة فكرة تحليق طائرات مأهولة ترافقها طائرات مسيرة بينها اليابان والصين الى جانب الولايات المتحدة وبريطانيا. 

وتضفي رؤية مجموعة من الطائرات المسيرة التي يسيّرها عقل بشري واحد معنى جديداً بالكامل على رتبة "قائد سرب". 

معلومات هائلة في "خوذة"

كما انها تتطلب تكنولوجيا جديدة بعضها متوفر في طائرة أف ـ 35. فهذه الطائرة منظومة معلومات هائلة لا يستطيع بشر ان يستوعب ما فيها من بيانات تقدمها حساسات في الطائرة. ولذلك لا تعطي كومبيوترات الطائرة إلا ما يحتاجه الطيار من هذه المعلومات عند الضرورة.

ويعني هذا الكم من المعلومات ان الطيارين العسكريين سيعتمدون على خوذهم في المستقبل أكثر من اعتمادهم عليها اليوم.

وطورت شركة بي أي إي سيستمز منظومة تجريبية تستعيض عن كل الأجهزة وأدوات السيطرة المادية في قمرة الطيار بأجهزة وأدوات افتراضية، تُعرض على خوذة الطيار حيث يستطيع ان يستخدمها كما يستخدم الأجهزة الملموسة.

ويعني هذا انه عندما تنشأ الحاجة الى تحديث منظومات الطائرة فان عملية التحديث تجري في خوذة الطيار وليس في الطائرة نفسها.

بلدان اخرى

وحاليا تدرس اميركا وروسيا وبلدان أخرى امكانية استخدام طائرات عسكرية غير مأهولة للنقل وتزويد طائرات اخرى بالوقود في الجو. 

ويمكن ان تدخل الأتمتة الكاملة في طائرات الشحن المدنية ايضاً. وسيكون بمقدور فريق من الطيارين المتمرسين في مركز سيطرة أرضي، ان يراقب اسطولا من الطائرات المدنية. وما إذا كان هذا كافياً لطمأنة المسافرين حتى إذا اسفر عن تخفيض تكاليف السفر الجوي فانه أمر علينا ان ننتظر بعض الوقت لمعرفته. 

اعدت "ايلاف" هذا التقرير بتصرف عن "الايكونومست". الأصل منشور على الرابط التالي
https://www.economist.com/news/science-and-technology/21745526-welcome-wingbot-tomorrows-squadron-leaders-will-be-accompanied-drones?frsc=dg%7Ce