تصدر خروج انجلترا من نصف نهائي كأس العالم عناوين جميع الصحف البريطانية الصادرة الخميس، وكست صور مشجعي كرة القدم في بريطانيا وقد علت وجوههم الحزن صفحات متعددة من الصحف. ومن بين القضايا العربية والشرق أوسطية التي تناولتها الصحف انتقاد الرئيس الأمريكي للناتو بشأن سوريا، وتضرر الاقتصاد التركي مع توقع خفض الرئيس التركي رجب طيب إردوغان الفائدة.

البداية من صحيفة التايمز، التي جاءت افتتاحيتها بعنوان "لعب القوى: دونالد ترامب ينتقد حلفاءه في الناتو لعدم الإنفاق بما يكفي على الدفاع ولكن هدفه الحقيقي قد يكون صفقة كبرى مع بوتين بشأن سوريا".

وتقول الصحيفة إن ترمب بدأ زيارته أمس لدول الناتو بهجوم حاد على ألمانيا، قائلا إنها "أسيرة روسيا" بسبب خط الأنابيب الذي ينقل الغاز الروسي إلى البلاد. وقال ترامب إنه "من غير اللائق" أن تحمي الولايات المتحدة ألمانيا بينما تدفع ألمانيا مليارات الدولارات لروسيا.

وتضيف الصحيفة إن هجوم ترامب على ثاني أكبر اقتصاد في أوروبا تسبب في الحرج لينس ستولتنبرغ، الأمين العام لحلف الناتو، وأوضح العلاقة المتوترة بين واشنطن وحلفائها وأوضح عزم الولايات المتحدة أن يدفع حلفاؤها المزيد من الأموال مقابل الدفاع.

وتقول الصحيفة إن ترامب لم يخف قط عدم اكتراثه بالناتو وضيقه بأعضائه الذين يعتبرهم عبءاً ماليا. وتضيف أن الكثير من أعضاء الحلف يشعرون بالفعل بالقلق إزاء إنفاقهم على الدفاع وأن الكثير منهم أمامه الكثير للوفاء بتعدهم أمام قمة الحلف في ويلز برفع إنفاقهم على الدفاع إلى 2 في المئة من إجمالي الناتج المحلي.

وترى الصحيفة أن انتقادات ترامب للناتو قد تكون ناجمة عن رغبته في استباق أي انتقادات قد يعربون عنها بشأن لقائه القريب مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين. وتضيف أن ترامب بدا "استفزازيا تقريبا" بتكراره لرغبته في علاقات أفضل مع روسيا في وقت يقلق فيه الغرب من سلوكه.

وتقول الصحيفة إنه في الشهر الماضي دعا ترامب لعودة روسيا لمجموعة الدول السبع، ولدى وصوله إلى أوروبا قال إن لقاءه مع بوتين في هلسنكي سيكون أيسر جزء في الجولة.

وترى الصحيفة أنه يحق لأوروبا القلق ولكن في حدود المعقول، فمن المستبعد أن يتمكن بوتن من أن يقنع ترامب بإلغاء مناورات الولايات المتحدة مع حلفائها أو بالتسبب في إفلاس الناتو بخفض مساهمة بلاده.

ولكن الصحيفة ترى أن الأمر المحتمل هو أمر بدأ الترويج له على مدى عام على الأقل، وهو نوع من "الصفقة الكبرى" التي تسقط بموجبها الولايات المتحدة العقوبات المفروضة على روسيا بسبب شبه جزيرة القرم، في مقابل وقف روسيا تحصين القوات الإيرانية في سوريا. وتقول الصحيفة إن هذا المخطط تدفع به بشدة كل من السعودية والإمارات وإسرائيل.

حلم الثورة يوشك على الاندحار

جندي في الجيش السوري الحكومي في درعا
Reuters
جندي في الجيش السوري الحكومي في درعا

ونواصل مع الشأن السوري، وتقرير في صحيفة ديلي تلغراف لجوزيف إنسور وجوزيف حبوش من بيروت بعنوان "طفل الثورة في سوريا يخشى اقتراب النهاية". وتقول الصحيفة إن نص رسالة وصلت من مقاتل في الجيش السوري الحر "انتهى كل شيء. لقد انتهينا. إنهم يتخلون عن سوريا".

وتقول الصحيفة إن معاوية سياسنة تعهد بمواصلة القتال حتى الموت أو النصر، ولكن الشاب، الذي أشعل شرارة الثورة السورية برسم غرافيتي على جدار مدرسته عام 2011، يستعد الآن للهزيمة.

وتقول الصحيفة إن المعارضة المسلحة في محافظة درعا جنوب غرب سوريا وافقت في نهاية الأسبوع الماضي على اتفاق استسلام مع الحلفاء الروس للحكومة السورية، وتحاصر قوات الرئيس السوري بشار الأسد مدينة درعا ومن المتوقع أن تسترد سيطرتها عليها قريبا.

وتقول الصحيفة إن سقوط المنطقة التي شهدت مولد الانتفاضة السورية، وآخر معقل مدني للجيش السوري الحر، يعد ضربة قاضية للمعارضة.

ضربة لليرة التركية

برات آلبيراق
Getty Images
برات آلبيراق

وننتقل إلى صحيفة فاينانشال تايمز ومقال للورا باتيل من اسطنبول وآدم سامسون من لندن بعنوان "ضربة للأصول التركية مع توقع خفض إردوغان للفائدة".

وتقول الصحيفة إن الأصول التركية والليرة التركية تعرضا لضربة شديدة بالأمس مع تكهن الرئيس التركي رجب طيب إردوغان بأنه سيخفض الفائدة ومع قلق المستثمرين بشأن مستقبل البلاد.

وتقول الصحيفة إنه عندما سُئل عن انخفاض قيمة الليرة منذ الإعلان عن تشكيل حكومته في بدايى الأسبوع، قال الرئيس التركي رجب طيب إردوغان للصحفيين إن "وزارة مجمعة للخزانة والمالية يتولاها صهره برات آلبيراق ستتخذ الإجراءات اللازمة"، حسبما قالت صحيفة حريت التركية. وأضاف "في الفترة القادمة أتوقع ايضا انخفاض الفائدة".

وتقول الصحيفة إن ارقاما جديدة كشفت أن عجز الموازنة في البلاد ارتفع إلى 5.89 مليار دولار في مايو/أيار من العام الحالي بينما بلغ في إبريل نيسان من العالم الحالي 5.45 مليار دولار، وبلغ في مايو/أيار 2017 5.37 مليار دولار.

وتقول الصحيفة إنه يتوجب على تركيا أن تجد نحو 200 مليار من التمويل الأجنبي كل عام لتمويل عجز الموازنة إضافة إلى سداد ديونها.