تجددت الاحتجاجات الشعبية في محافظة البصرة العراقية الجنوبية بإغلاق الطرق المؤدية لمبنى المحافظة وإطلاق الشرطة للنار لتفريق المتظاهرين الذين تم اعتقال بعضهم وسط تهديدات المحتجين بأقتحام منفذ صفوان مع الكويت برغم إجراءات أعلنها العبادي لتهدئة غضب المحتجين.

وارتفعت وتيرة الاحتجاجات في محافظة البصرة الأحد فيما قطع المحتجون الطريق الواصل الى مبنى مجلس المحافظة وهددوا باقتحامه. 

وقدم وفد من المحتجين مطالب لادارة منفذ سفوان الحدودي مع الكويت حول توفير فرص عمل وإنهاء فساد العاملين فيه مهددين أنه في حال عدم تنفيذ مطالبهم، فسيقومون باقتحامه.

وقد قامت القوات الامنية اليوم باعتقال عدد من المتظاهرين المحتجين ضد البطالة وسوء الخدمات ونقلت وكالة "شفق نيوز" العراقية عن مصدر في المحافظة قوله ان القوات الامنية قامت بهدم خيم الاعتصامات امام مبنى المحافظة فضلا عن اعتقال عدد من الناشطين المحتجين.

واشار المصدر الى ان السلطات قد اخليت العاملين الاجانب في محطة حقن الماء بمدينة كرمة علي في المحافظة وأغلقت المضخة الاولى والثانية وعدم قدرة الكادر العراقي في شركة نفط البصرة من الوصول الى الموقع.

واضاف ان "متظاهرين غاضبين اعتصموا أمام مبنى مجلس محافظة البصرة اليوم احتجاجاً على عدم تلبية مطالبهم بتوفير الخدمات وفرص العمل .. مبينا ان "القوات الامنية اشتبكت مع المحتجين ما أسفر عن اصابة عدد من المتظاهرين فيما انتشرت القوات الامنية امام مقار المصارف، خشية اقتحامها.

واشار الى ان المتظاهرين أطلقوا دعوات لتنظيم تظاهرة كبرى عصر اليوم في البصرة.

وقد اسفرت الاحتجاجات في البصرة عن مقتل شخص وإصابة اربعة آخرين.

حظر التجوال في ثلاث محافظات

وفرضت السلطات الأمنية العراقية مساء السبت حظر التجوال التام في محافظة البصرة والنجف وكربلاء بعد ان رافقت الاحتجاجات أعمال عنف ضد المتظاهرين.

وخرج الالاف من الاشخاص مساء السبت في تظاهرات احتجاجية في محافظات البصرة والديوانية وذي قار وميسان والنجف وكربلاء وواسط، وبابل مجددين مطالبهم بتحسين الواقع الخدمي والمعيشي المتردي وتوفير فرص عمل للعاطلين.

ورافقت التظاهرات المستمرة حاليا اشتباكات مسلحة ومحاولات لاقتحام مقار حزبية وحكومية متفرقة بالنجف وميسان وبابل اضافة الى كربلاء التي نجح المتظاهرون في اقتحام مبنى المحافظة فيها بعد محاصرة لها استمرت لعدة ساعات.

وقتل متظاهران وأصيب ما لا يقل عن ثمانية اخرين عندما فتح حرس جماعة "عصائب اهل الحق" النار صوب المحتجين الذي حاولوا اقتحام مقر الجماعة وسط النجف. وعمدت السلطات المحلية في النجف الى قطع الكهرباء التام عن المحافظة في محاولة منها للسيطرة على الاحتجاجات الشعبية الغاضبة.

واتسعت رقعة الاحتجاجات العراقية بسبب سوء الأوضاع المعيشية وامتدت لمحافظات عدة، بينما رفعت السلطات حالة الاستنفار الأمني وتوعدت بإجراءات رادعة ضد من وصفتهم بالمندسين".

وقد دفعت القيادة العراقية بحوالي 30 الف عسكري الى المحافظات الجنوبية حيث تم نشرهم في مناطقها تحسبا لانهيار الاوضاع الامنية بشكل اكبر.

واعلنت الحكومية العراقية مساء امس اتخاذ إجراءات تنموية لاحتواء الاحتجاجات في جنوب العراق غداة مقتل شخصين بإطلاق نار لم تتضح ظروفه ولإعادة فرض الأمن.

 وأصدر رئيس الوزراء حيدر العبادي بيانًا مساء السبت وجّه فيه بـ"توسيع وتسريع آفاق الاستثمار للبناء في قطاعات السكن والمدارس والخدمات وإطلاق درجات وظيفية لاستيعاب العاطلين عن العمل وإطلاق تخصيصات مالية إلى محافظة البصرة بقيمة 3.5 تريليون دينار فورًا (حوالى ثلاثة مليارات دولار) .كما وجّه العبادي بـ"إطلاق تخصيصات للبصرة لتحلية المياه وفك الاختناقات في شبكات الكهرباء وتوفير الخدمات الصحية اللازمة". كذلك أمر العبادي بحلّ مجلس إدارة مطار النجف وذلك غداة اقتحامه من قبل متظاهرين غاضبين.

يذكر ان اتفاقا سابقا بين وزارة النفط والشركات النفطية يقضي بتشغيل 80 بالمائة من ابناء المحافظة في هذه الشركات لكنه يبدو ان هذا الاتفاق لا ينفذ ما ترك شباب المحافظة التي تعد عاصمة العراق الاقتصادية يعانون البطالة اثر وقف التعيينات في معظم المؤسسات الحكومية منذ ثلاثة أعوام برغم انها تضم أضخم الحقول النفطية في البلاد فضلاً عن خمسة موانئ تجارية نشطة ومنفذ حدودي بري مع إيران وآخر مع الكويت.

وتبلغ نسبة البطالة بين العراقيين رسميا 12 بالمائة حيث تشكل شريحة العمر دون 24 عاما نسبة 60 بالمائة من سكان العراق البالغ 38 مليون نسمة ما يجعل معدلات البطالة أعلى مرتين بين الشباب.