واشنطن: تتوِّج قمة الرئيسين الاميركي دونالد ترمب والروسي فلاديمير بوتين جهودا بذلها قطب العقارات الاميركي لاقامة علاقات على اعلى مستوى مع موسكو الا انها تضعه تحت المجهر في ظل اتهام موسكو بالتدخل لصالحه في الانتخابات. 

وفي واشنطن يحاول المحققون كشف ما اذا كان لترمب او عائلته او مستشاريه علاقات سرية مع روس خلال حملته الانتخابية التي فاز فيها بالرئاسة في 2016.

ووجه المحقق الخاص روبرت مولر، الذي يتولى التحقيق في احتمال حصول تدخل روسي لمصلحة ترمب في الانتخابات التي جرت في 2016، الاتهام الى 31 شخصا، بينهم 12 عميلا روسيا للاستخبارات وجهت اليهم الاتهامات الجمعة، بقرصنة حواسيب الحزب الديموقراطي.

لكن مولر يريد كشف ما اذا حصل تواصل اوسع مع روس او اشخاص مرتبطين بروسيا قد يرقى الى مصاف المؤامرة لتغيير مسار السباق الرئاسي.

وفي ما يلي النقاط الرئيسية التي يتناولها تحقيق مولر:

رابط أوكرانيا

امضى المدير السابق لحملة ترمب بول مانافورت سنوات بالعمل لصالح الرئيس الاوكراني فيكتور يانوكوفيتش الملياردير المدعوم من موسكو.

كذلك عمل مانافورت لصالح الملياردير ديمتري فيرتاش المقرب من الكرملين وقسطنين كيليمنيك السياسي في اوكرانيا الذي يعتقد انه مرتبط بالاستخبارات الروسية. وخلال الحملة الرئاسية الاميركية تواصل مانافورت مع الرجلين.

ويواجه مانافورت مجموعة من التهم الفدرالية.

تواصل في لندن

بدوره تواصل جورج بابادوبولوس، وهو رجل اعمال غير معروف على نطاق واسع عمل مستشارا في حملة ترمب، مع روس في لندن بهدف التحضير لزيارة ترمب الى موسكو او لقائه بوتين.

وابلغ بابادوبولوس الحملة بان موسكو لديها معلومات تضر بالمنافسة الديموقراطية لترمب هيلاري كلينتون. الا ان جهوده التي حظيت بموافقة كبار المسؤولين في الحملة لم تثمر على الاطلاق.

واقر بابادوبولوس بالذنب في تهمة واحدة هي الكذب على مكتب التحقيقات الفدرالي.

الاتصال بجواسيس

وشمل التحقيق مستشارا آخر للسياسة الخارجية هو المصرفي السابق كارتر بايج على خلفية لقاءاته على مدى سنوات ضمنها 2016 مع مسؤولين روس وآخرين يعملون في الاستخبارات الروسية او مرتبطين بها.

الاجتماع في برج ترمب

التقى مانافورت ومعه صهر ترمب جاريد كوشنر وابنه دونالد جونيور في نيويورك في 9 يونيو 2016 المحامية الروسية ناتاليا فيزيلنيتسكايا التي عرضت تزويد حملة ترمب بمعلومات تملكها الحكومة الروسية من شانها الحاق الضرر بكلينتون.

وسهل اللقاء متمول روسي اذربيجاني مقرب من بوتين كان شريكا سابقا لترمب في موسكو.

ويبدو ان فيزيلنيتسكايا وصلت الى الاجتماع خالية الوفاض، وارادت بحث قضايا اخرى. وتحوم شكوك حول مدى علم ترمب بالاجتماع والسبب الذي دفع اعضاء في فريق حملته لابقائه سريا.

تسريب وثائق مقرصنة للحزب الديموقراطي

والجمعة الماضي وجه مولر الى 12 عنصرا في الاستخبارات الروسية تهمة قرصنة حواسيب الحزب الديموقراطي خلال حملة الانتخابات الرئاسية، في قرار يشكل مؤشرا واضحا بان المحقق الخاص ينظر في احتمال ان يكون التسريب حصل نتيجة تواطؤ بين فريق حملة ترمب وحلفائه.

وحصل تواصل بين مستشار ترمب روجر ستون وابنه دونالد جونيور وغيرهما وقناتي التسريب "ويكيليكس" و"غوتشيفر 2.0" اللتين يقول القرار الاتهامي ان جواسيس روسا استخدموهما لنشر الوثائق.

التواصل مع كيسلياك

وتواصل السفير الروسي حينها سيرغي كيسلياك قبل الانتخابات وبعدها مع مسؤولين في حملة ترمب واجرى عدة اتصالات بكوشنر ومستشار الامن القومي مايكل فلين.

وقبل الحملة، تلقى فلين، ضابط الاستخبارات السابق في البنتاغون، عشرات آلاف الدولارات للمشاركة في مناسبات لشركات روسية، جلس في احداها الى جانب بوتين.

وفي ديسمبر 2017، اقر فلين بالكذب على مكتب التحقيقات الفدرالي بشان تواصله مع مسؤولين روس في فترة انتقال الرئاسة لترمب.

شركة روسية للتلاعب بالانترنت

وجه مولر الاتهام الى 13 شخصا لعلاقتهم بشركة روسية للابحاث على الانترنت مسؤولة عن عملية تلاعب بوسائل التواصل الاجتماعي رجحت كفة حملة ترمب.

وتوصلت التحقيقات الى حصول تواصل بين افراد في حملة ترمب والمجموعة التي يحتمل انهم لم يدركوا انها روسية.

علاقات عمل

تفيد تقارير بان مولر ينظر في الاعمال التي يجريها ترمب مع روس. وسعى الملياردير الروسي على مدى عقود لدخول قطاع العقارات في موسكو. وفي 2013 اجرى حفل انتخاب ملكة جمال الكون في العاصمة الروسية حيث باءت محاولته لقاء بوتين بالفشل.

وتفيد تقارير بان مستشارين لترمب بينهم مايكل كوهين واصلوا خلال الحملة في 2016 السعي للتوصل الى صفقة عقارية كبرى في موسكو.

ومنذ مطلع الالفية الثانية اجرت مجموعة ترمب عدة عمليات بيع عقارية لروس ما اثار تساؤلات حول ما اذا كانت تلك الصفقات عبارة عن تبييض اموال.

ومن ضمن تلك الصفقات بيع ترمب عقار "ميزون دو لاميتيه" (بيت الصداقة) في بالم بيتش بولاية فلوريدا للملياردير الروسي ديمتري ريبولوفليف بمبلغ قياسي بلغ 95 مليون دولار عام 2008 بعد ان كان الملياردير الاميركي اشتراه قبل اربع سنوات لقاء 41 مليون دولار.