لندن: اشارت بعض التيارات السورية المعارضة إلى فراغ يهيمن على مركز صناعة القرار في الدولة السورية، بالتزامن مع فشل النظام والمعارضة في حصد الثقة الشعبية التي تخولهما لقيادة البلاد.

ويأتي هذا الفراغ مع تصاعد الحملة العسكرية على الأرض والاتفاق الروسي الأميركي غير المعلن حول سوريا بعد غض طرف واشنطن عما يحدث في سوريا، فيما يعتبر ضوءا أخضر للنظام وحلفائه بالاستمرار.

وضمن سياسة الأرض المحروقة وتدمير المعارضة، تبدو الأخيرة في ورطة، في حين شنّ اعلام النظام السوري هجوما غير مسبوق على ايران على خلفية تصريحات أطلقها مسؤول في موسكو.

 قيادة الدولة

وقال أحمد عوض أمين سر تيار الغد السوري المعارض في حديث لـ"ايلاف " حول الحلول المقترحة للوضع الحالي وكيفية رؤيته للمستقبل: " لا أرى أي جدوى دون إنتاج فاعل سياسي وطني جديد يملأ الفراغ الحاصل في سوريا اليوم، حيث أن كلا النظام والمعارضة السورية ليس لديها الأطر والإمكانيات والتأييد والثقة الشعبية لقيادة الدولة ومعالجة آثار الحرب".

القنيطرة

وحول ما يجري من تصعيد في القنيطرة أجاب " الوضع بالقنيطرة وبسبب محاذاتها للشريط الحدودي، واتفاق فك الارتباط 1974 هو ملف متروك لإسرائيل حتى الآن "، الا انه وجد أن الموضوع بشكله المتكامل والنهائي "غير واضح بعد لا لإسرائيل، ولا لروسيا، حيث لا زالت المفاوضات بينهما جارية".

ووسعت قوات النظام السوري هجومها في جنوب غرب البلاد يوم الأحد ليشمل محافظة القنيطرة المتاخمة للحدود مع هضبة الجولان والتي تحتلها اسرائيل .
مناطق سيطرة المعارضة

وما زال المعارضون يسيطرون على بعض المناطق في قطاع يمتد في محافظتي درعا والقنيطرة كما يسيطر مسلحون يقال أنهم محسوبون على تنظيم الدولة الإسلامية على جيب في المنطقة الواقعة على الحدود مع الأردن.

من جهته تقدم النظام السوري على محاور محافظة القنيطرة، بعدما قام بترحيل حوالي 1400 من مسلحي المعارضة وعائلاتهم الذين كانوا في أحياء درعا، معلناً سيطرته على المدينة التي انطلقت منها الثورة في سوريا في حين قرر معارضون البقاء في درعا وسط مخاوف من محاولات الانتقام منهم رغم الضمانات الروسية.

غارة اسرائيلية

بدورها قالت وكالة الأنباء السورية إن غارة إسرائيلية استهدفت موقعاً عسكرياً قرب مطار النيرب في حلب، وإن الأضرار اقتصرت على الماديات الا أن مصادر متعددة قالت أن هناك خسائر في الأرواح وأن الموقع المستهدف لإيران .

النظام يهاجم ايران
من جهة ثانية وفي سابقة، شنت صحيفة الوطن السورية الموالية للنظام الْيَوْم هجوما على ايران ردا على ما قاله مسؤول ايراني في فضل طهران في بقاء نظام الأسد في سوريا .

وقالت جريدة الوطن أنه " قبل أمسْ، وفي المحاضرةِ التي ألقاها خلالَ ملتقى "فالداي" للحوار في موسكو، قال علي أكبر ولايتي، مستشار الشؤون الدولية لقائد الثورة في إيران علي الخامنئي: حكومة بشار الأسد كانت ستسقُط خلالَ أسابيع لولا مساعدة إيران، ولو لم تكن إيران موجودة لكانت سورية والعراق تحت سيطرة أبو بكر البغدادي".

واعتبرت الجريدة الموالية للنظام أنها " مبالغةٌ اعتدنا على سماعِها من بعض وسائل الإعلام أو المحللين السياسيين الإيرانيين أو الذين يدورونَ جملةً وتفصيلاً في الفُلك الإيراني، كأن تقتبس صحيفة كيهان بالعربي مثلاً كلاماً لولايتي وتضعهُ مانشيتاً عريضاً يقول:” باقون في سورية والعراق وسنُجبر الأميركي على مغادرة المنطقة "، وكأن الصحيفةَ أرادت من خلال هذا الاقتباس القول بأننا اليوم نحكم العراق وسورية وعلى هذا الأساس سننتصر في الحرب على الأميركي".

إيران تبالغ

وأضافت جريدة الوطن أنه اعتدنا سماعَ هكذا مبالغاتٍ أيضا من شخصياتٍ تمثل التيار الرسمي الإيراني، من رئيسِ الجمهورية وصولاً إلى الوزراء وما دونهم، كتلك التي أطلقها الرئيس الإيراني حسن روحاني في نيسان 2016 خلال ندوة عن البيئة والدين والثقافة في العاصمة طهران حيث قال: "لولا الجمهورية الإسلامية، لسقطت دمشق وبغداد بيد داعش".

وقال الكاتب بالتأكيد لم نكن يوماً من الناكرينَ للجميل، ونعترف أن للأصدقاءِ والحلفاء أدواراً مكمِّلة لدعمِ صمودنا في كل المجالات ولن ننسى يوماً أي قطرةِ دمٍ سالت دفاعاً عن سوريا، لأن هذه الدماء أسقطت الجنسيات ووحدت الإنسانية، لكننا تربينا في مدرسةٍ بناها الراحل حافظ الأسد.

واستطردت الصحيفة أنه "عندما تدافع عن ثوابتك أو تدافع عن أحد انطلاقاً من ثوابتك فأنت تقوم بواجبك ".

وطلب الكاتب " من السوريين على كاملِ تراب الوطن أن يوشحوا صورَ شهدائِنا المنتشرة أمام المنازل بالسواد حتى لا نراها، عندها فقط سنصدق أن هناكَ في هذا العالم من هو صاحب الفضل الوحيد علينا بعدم السقوط".

وقال أخيرا عذراً علي أكبر ولايتي، سوريا آخرَ معاقِل الحق، ما كانت لتسقُط حتى يرثَ الله الأرض ومن عليها.