نصر المجالي: كتبت وكالة أنباء الأناضول التركية الرسمية تقريرا فضحت فيه نفسها، حين ادعت أن صحيفة (واشنطن بوست) الأميركية نشرت صفحة كاملة في عددها الصادر يوم 15 يوليو الجاري، حذرت فيه قراءها من خطر (منظمة غولن).

واتضح من تفاصيل تقرير (واشنطن بوست) الذي تحاول وسائل الإعلام الحكومية التركية تداوله على نطاق واسع، أنه تقرير إعلامي مدفوع الأجر تقف وراءه منظمات مدنية تعمل في الولايات المتحدة تحمل اسم "اللجنة التوجيهية التركية الأميركية وهي (غير حكومية)، التي تضم نحو 150 منظمة مدنية تحت مظلتها، ويبدو أن حكومة أردوغان تقف وراء هذه اللجنة وتدعمها، وسواء بسواء فإن اللجنة تدعم توجهات الرئيس التركي. 

ويلاحظ أن التقرير لا يحمل اسم كاتب أو محلل أو معلق ينتمي للصحيفة الأميركية أو ينتمي إلى كوادرها، بل أنه خلا من أي اسم مما يدل على كونه إعلانا مدفوع الأجر وخصوصا أنه كما يعرف عن الصحافة الأميركية لا تنحاز في تقاريرها وتغطيتها الإخبارية إلى جهة من جهات أي نزاع محافظة بذلك على "حياديتها".

وروت الصحيفة في التقرير الاعلاني، الذي يؤكد نشره في هذا الوقت بالذات فشل تركيا في مطالبها المتكررة للسلطات الأميركية بتسليم زعيم "منظمة غولن" تفاصيل المحاولة الانقلابية التي وقعت ليلة 15 يوليو 2016. 

وذكر التقرير أن الانقلابيين تلقوا الأوامر من زعيم منظمة غولن "الإرهابية القابع في ولاية بنسيلفانيا الأميركية". وادعت وكالة (الأناضول) الرسمية التركية أن (واشنطن بوست) وجهت نداءً إلى الأميركيين، للضغط على إدارة البلاد، من أجل تسليم غولن إلى السلطات التركية.