استبعد العبادي اليوم إمكانية تحقيق جميع مطالب المتظاهرين الذين يحتجون في جنوب ووسط العراق منذ عشرة أيام فيما تم الإعلان عن مقتل 8 متظاهرين واصابة 56 آخرين وفي المقابل اصيب 262 من عناصر الأمن بجروح خطرة اصابات 6 منهم خطيرة.

وقال رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي خلال مؤتمره الصحافي الاسبوعي عقب اجتماع حكومته في بغداد اليوم وتابعته "إيلاف" ان الحكومة تتابع مطالب المتظاهرين باهتمام منوها الى انه قد وجه بتلبية ما يمكن تلبيته منها في الوقت الحاضر في اشارة الى عدم امكانية تحقيقها كلها والمتعلقة بتوفير فرص عمل والخدمات الاساسية مثل الكهرباء والماء ومواجهة الفساد بحزم.

وطالب المتظاهرين بالتعاون مع الحكومة في كشف المندسين بين صفوفهم وشدد على أهمية حماية المتظاهرين وحفظ الامن في عموم العراق منوها الى ان هذا الامن تحقق بعد تضحيات كبيرة ولا يمكن التفريط به . واكد انه تم توجيه القوات الامنية بالحفاظ على سلامة المواطنين ومنع اي اعتداء على الممتلكات العامة والخاصة.

 واضاف "نحن مع التظاهرات المطالبة بالحقوق المشروعة شرط ان لا تتحول لممارسة العنف .. مشددا على ضرورة حماية المتظاهرين وحفظ الامن في عموم البلاد". واكد ان الذين يعتدون على مؤسسات الدولة في التظاهر السلمي قلائل وهدفهم الإساءة إلى البلاد.

وخلال اجتماعها الاسبوعي فقد بحثت الحكومة اليوم ملف الخدمات حيث صوتت على اطلاق التخصيصات لمحافظة البصرة من البترودولار لتنفيذ اعمال الخدمات وصرف حصتها من ايرادات المنافذ الحدودية. وفي محور الماء تم التصويت على زيادة اطلاق المياه عبر ناظم قلعة صالح بمستوى 75 مترا مكعبا في الثانية وزيادة اطلاق المياه في قناة البدعة الى 7.5 متر مكعب في الثانية وتشغيل مشروع ماء البصرة الكبير نهاية الشهر المقبل تشغيلا تجريبيا تمهيدا للتشغيل الكامل وتأهيل المشاريع العاملة واكمال مشاريع ام قصر ومحطة تحلية الفاو وسيحان.

وعلى المدى المتوسط قررت الحكومة تنفيذ مشاريع وتوسيع مشاريع قائمة توفر 580 الف متر مكعب في اليوم من الماء الصالح للشرب واستمرار الجهد في التخطيط والتنفيذ للمشاريع الستراتيجية الكبرى بالاستفادة من القروض بالإضافة الى التخصيصات والموازنة. كما تقرر منح محافظة البصرة صلاحية نقل العمل في المشاريع المتوقفة بسبب المشاكل المرتبطة بنقص التمويل او بوجود اشكالات مرفوعة للقضاء بحجب العمل او فسخ العقد الى شركات وزارة الكهرباء مع استمرار اية اجراءات قانونية او ادارية سابقة.

وايضا قررت تفويض محافظي المحافظات الاخرى بالإجراء ذاته لمعالجة اي حالات مماثلة في محافظاتهم كما ناقشت توفير فرص عمل لابناء محافظة البصرة وباقي المحافظات.

معصوم يدعو القادة لإجتماع عاجل

ودعا الرئيس العراقي فؤاد معصوم اليوم القادة السياسيين الى أجتماع عاجل مساء غد الاربعاء في مقر الرئاسة. 

واوضح مصدر رئاسي ان الاجتماع سيبحث التطورات السياسية والامنية التي يمر بها العراق على ضوء استمرار الاحتجاجات الشعبية في عدد من المحافظات بجنوب البلاد ووسطها.

الخسائر البشرية بين المتظاهرين وعناصر الامن

وحول الخسائر البشرية التي سببتها الاحتجاجات لحد الان فقد اشارت وزارة الصحة الى مقتل ثمانية أشخاص وإصابة 56 آخرين وقال المتحدث باسم الوزارة سيف البدر خلال مؤتمر صحافي في بغداد إن الاحتجاجات خلفت منذ بدايتها في الثامن من الشهر الحالي ثماني وفيات منها قتيلان في البصرة ومثلهما في النجف وثلاثة في السماوة وواحد في كربلاء..

واوضح أن أكثر من 90 % من المصابين إصاباتهم طفيفة وهناك 56 مصابا في المستشفيات حالة 7 منهم خطرة ويتلقون العلاج اللازم.

ومن جهتها أعلنت قيادة العمليات المشتركة أن أكثر من 260 شرطيا أصيبوا جراء الصدامات مع المتظاهرين وقال المتحدث باسم القيادة العميد يحيى رسول خلال مؤتمر صحفي إن هناك توجيهات الى القوات الأمنية بالتعامل بكل حكمة مع المتظاهرين وعدم
استخدام الرصاص الحي ضد المتظاهرين.

واشار الى ان عدد الإصابات بين صفوف القوات الأمنية في التظاهرات بلغت 262 إصابة بين ضباط ومنتسبين ومراتب بينهم 6 في حالة حرجة و30 ما زالوا يتلقون العلاج في المستشفيات".

وشنّت القوات الأمنية اليوم حملة اعتقالات واسعة طالت العديد من الشباب في المحافظات المحتجة وقال ناشطون محليون إن الاعتقالات شملت عدداً كبيراً من الشبان الذين حاولوا تنظيم تجمعات احتجاجية في بعض بمناطق المحافظات.

وتشهد محافظات ومدن عراقية في الجنوب والوسط هي البصرة وميسان والمثنى وذي قار والقادسية والنجف وكربلاء وواسط قبل ان تلتحق بها محافظات بغداد وبابل وديالى تظاهرات احتجاج منذ عشرة ايام تطالب بتحسين الخدمات العامة وتوفير المياه والكهرباء والقضاء على البطالة ومكافحة الفساد في مؤسسات الدولة الدولة وشهد بعضها أعمال عنف واعتداءات أدت إلى سقوط قتلى مجرحى وإلحاق أضرار بممتلكات الدولة.