اهتمت صحف عربية بالقمة بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ونظيره الروسي فلاديمير بوتين في العاصمة الفنلندية هلسنكي.

وتفاوتت التوقعات بشأن الأجندة التي يمكن أن يبحثها الزعيمان وما يمكن أن تسفر عنه القمة من نتائج، إلا أن بعضها توقع أن تكون "المقايضات" صيغة توافقية لحل كثير من الملفات العالقة بين البلدين.

سياسة "المقايضة"

تقول "الرياض" السعودية في افتتاحيتها إن هذه القمة اكتسبت صفة "الاستثنائية لانعقادها في ظل غيوم كثيرة أعادت للعالم أجواء الحرب الباردة نتيجة الخلافات الجوهرية بين القوتين العظميين في الكثير من الملفات".

أما عن "قائمة التوقعات" حول القمة، فتقول الصحيفة إن "أبرزها القضية الأوكرانية، والأزمة السورية، والتدخل الروسي في الانتخابات الأمريكية إضافة إلى محاولة إحياء التنسيق بين البلدين في ملفات الطاقة وخفض التسلح".

وترى الصحيفة أن هذه البنود "في مجملها ملفات شائكة يمكن أن تكفل سياسة المقايضة إيجاد صيغ توافقية لها أو تقريب وجهات النظر حولها على أقل تقدير".

وتحت عنوان "لقاء الجبّارَيْن يثير القلق حول العالم"، يقول عبد الوهاب بدرخان في "العرب" القطرية إن كلاً من ترامب وبوتين "يبحث عن وفاق دفاعي في أوروبا؛ ما يعني الأسلحة الاستراتيجية والشبكة الصاروخية في أوروبا التي أصبحت 'في أحضان روسيا' - كما وصفها وزير دفاعها سيرغي شويغو - فضلاً عن مسألتي أوكرانيا وجورجيا والعقوبات المفروضة على روسيا".

ويرى الكاتب أن "أفضل الصفقات بين الدولتين الكبريين تقوم على أفضل المقايضات، ولذلك يسود القلق هذه القمة في عموم أوروبا التي لا تنفك ثقتها بترامب تتضاءل، كما في بكين إذ تراقب المغريات المحتملة التي قد يقدّمها ترامب لاجتذاب بوتين إلى صفه، وأيضاً في طهران التي تراهن على موسكو لتبديد عاصفة العقوبات الجديدة".

ويضيف أن "العديد من العواصم العربية - كل لأسبابها - تخشى أن ينالها نصيب من مقايضات الجبّارَيْن، تحديداً بالنسبة إلى 'صفقة القرن' وفي سوريا".

وفي صحيفة "رأي اليوم" الإلكترونية اللندنية، يقول رئيس التحرير عبد الباري عطوان إن "النغمة السائدة التي يمكن رصد 'ذبذبتها' من خلال متابعة التسريبات الغربية، تقول بوجود 'مقايضة' ربما تحتل حيزاً كبيراً في المفاوضات بين الزعيمين، عنصرها الأساسي انسحاب القوات الأمريكية كلياً من سوريا (2200 جندي) مقابل احتواء روسيا للوجود الإيراني".

ويضيف "لا نتوقع فرص نجاح كبيرة أو صغيرة لهذه المقايضة، لسبب بسيط وهو أن الرئيس بوتين يذهب إلى هذه القمة وهو أكثر قوة من أي وقت مضى، فقد حسم الحرب في سوريا وفق أهدافه ومخططاته، وحسم مسألة ضم شبه جزيرة القرم نهائياً، وعزز وجود حلفائه الانفصاليين في شرق أوكرانيا، وأخيراً تحقيق نجاح باهر وغير مسبوق في تنظيم نهائيات كأس العالم (المونديال) ودون وقوع حادثة واحدة لافتة".

"صفقة لحساب إسرائيل"

وفي عكاظ السعودية يرى عبد الرحمن الطريري أن سوريا وأوكرانيا ستكونان على رأس ملفات القمة.

ويقول إن "الملف السوري متشابك الأطراف، في ظاهره هو الأسهل للحل لأن أمريكا وروسيا وإسرائيل وإيران وتركيا... لا مانع لديهم من بقاء بشار الأسد ولو لبعض الوقت".

ويضيف الكاتب "لكن حلفاء الأسد قبل غيرهم يشككون في قدرته على الحفاظ على الأراضي السورية منفرداً".

أما حسن أبو هنية في جريدة الرأي الأردنية فيرى أن "خلاصة القول إن قمة هلسنكي سوف تعمل على إنجاز صفقة لحساب إسرائيل عبر البوابة السورية".

لكنه يرى أن مثل هذه الصفقة "لا يمكن أن تكون دون موافقة إيران، فقد باتت إيران اليوم تفرض هيمنتها ونفوذها على القوس الممتد من طهران وحتى البحر الأبيض المتوسط، ومن حدود حلف شمال الأطلسي إلى حدود الأراضي الفلسطينية المحتلة، وأيضا على امتداد الطرف الجنوبي من شبه جزيرة العرب".

----------------------------

يمكنكم تسلم إشعارات بأهم الموضوعات بعد تحميل أحدث نسخة من تطبيق بي بي سي عربي على هاتفكم المحمول.