يكمل ولي عهد شاه إيران السابق رضا بهلوي الثاني حديثه الذي خص به "إيلاف" باستبعاد أي مستقبل لقوات الحرس الثوري في التحول المرتقب لكونهم إدعوا ذلك قبلًا إلا أنهم خانوا الشعب عبر أعمال قذرة ارتكبوها.

إيلاف من باريس: في الحلقة الثالثة من لقاء "إيلاف" الموسع مع رضا بلهوي الثاني ولي عهد إيران، تتضح أمامنا معالم شخصية لها طبيعتها الخاصة، مما يؤكد أن مجرد القراءة في تاريخ الشخصية، أو جمع معلومات عنها لا يساوي أبدًا التعرف إلى هذه الشخصية عن قرب، فقد اتضح لنا أن بلهوي لديه علاقات قوية، وشغف لا ينتهي بالتواصل مع الشباب الإيراني، وهو يتمتع بشعبية كبيرة بينهم، كما إنه يحترم الجيران في الخليج العربي، ويدرك جيدًا أنهم الوجه الآخر لمعادلة إستقرار الأمور في المنطقة، وأن التعاون معهم في إطار من الإحترام يفتح الأبواب على مصراعيها لتحقيق مصالح الجميع.

بهلوي لا يطرح نفسه ملكًا لإيران، فهو يملك عقلية رجل السياسة، الذي يمسك بخيوطها النظرية بحكم دراسته، كما إنه يعيش تجاربها العملية منذ سنوات بعيدة، مما يجعله يطرح نفسه في إطار إنتخابات تحترم إرادة الشعب، ولكن كل ذلك يظل رهينًا بإزاحة النظام الحالي، الذي يبث الفوضى في محيطة الإقليمي، وفي الوقت عينه يحكم على الشعب الإيراني في الداخل بأن يعيش في دائرة فقدان الأمل، وهو يحترم اختيار الشعب ملكيًا أو جمهوريًا.

ماهي رؤيتكم لكيفية ضبط الأوضاع في فترات التحول في إيران لكي لا تعمّ الفوضى؟

"بالطبع هذا الأمر يتستحق الإهتمام، الذي يرقى إلى مرحلة القلق، وأعتقد أن جيراننا في قمة الحرص على ألا يحدث أي سيناريو فوضوي يهدد الجميع، وأنا شخصيًا سوف أكون على رأس من يحرصون على ألا تعمّ الفوضى، ولكي يتحقق هذا واقعيًا، نحتاج مجموعة من التدابير التي تضمن لنا ذلك، أولًا لا بد من توافر إرادة شعبية داخلية، ثم تتم تهيئة وإعداد رئيس للحكم في الفترة الإنتقالية، على أن تحدث آلية إنتقال سهلة للحكم في ما بعد".

يضيف بهلوي :"في المراحل اللاحقة نحتاج بالطبع إطارًا دستوريًا يحظى باحترام الجميع، وسيكون للعملية الديموقراطية حضورها بالطبع، ولا يمكن تجاهل دور الجيش الإيراني، فالأمل يظل كبيرًا في إنضمامه إلى الشعب، ولا أعتقد أننا سوف ندخل في دوامة الإنتقام، خاصة أن من نعتقد أنهم ارتكبوا جرائم الآن لا يتحملون المسؤولية المباشرة، أي إن العفو الوطني الشامل، والمصالحة تظل من ضمانات عدم وقوع البلاد فريسة للفوضى أو ضحية للفترة الإنتقالية، وعلينا أن نكون في أعلى درجات الحذر من أي قوى إنتهازية".

وماذا عن دور القوى الأجنبية في دعم هذا التحول في إيران؟

خطابي دائمًا إلى الدول الأجنبية أنه ليست لديّ أي توقعات منكم، ولا أعتمد عليكم، ويجب أن نعتمد على أنفسنا كإيرانيين، لكي ننقذ أنفسنا، وإذا كانت لدى الدول الأجنبية الرغبة في مساعدتنا، فسوف يكون ذلك من شأنه تخفيف الثمن الذي كان يتوجب علينا دفعه لتحقيق الأمل المنشود في أسرع وقت ممكن، أعتقد أن أصدقاء إيران في المنطقة لا يشغلهم الأمر كثيرًا، ولكن بعضهم تشغلهم القضية، وبعض الدول في الغرب لديهم رؤية واضحة للأمور، فالشعب الإيراني في ناحية والنظام في ناحية أخرى، وهؤلاء يدركون الفارق، فكيف نستطيع أن نساعد الشعب على الوصول إلى تحقيق أهدافه في الوقت المناسب، غالبية المجتمع المدني الإيراني تلحّ على تقديم العون إليها في الوقت الملائم، وهم سوف يقاومون بطريقة أفضل، إذا علموا كمدنيين وكعسكريين ما الذي سسيحدث إذا سقط النظام.

هل هناك إستراتيجية معيّنة يستخدمها النظام الإيراني لإثارة مخاوف من يسعون إلى التغيير؟

النظام يقول للإيرانيين إذا لم تتمسكوا بنا، فالحرب سوف تندلع، وستصبح إيران سوريا أخرى، في حين أن النظام هو سبب الفوضى في سوريا، ومن هنا على الجيران في الدول العربية أن يطمئنوا الشعب الإيراني إلى أنهم سيكونون جنبًا إلى جنب معهم في مرحلة التحوّل، وسوف يدعمونه في الفترة الإنتقالية، وأنهم سوف يحمونه في حال تعرّضهم لأعمال عدوانية، كما إن عليهم أن يطمئنوا الجيش الإيراني إلى أنه لن يواجه أي أعمال عدائية من الجوار، لذلك لن يواجه الشعب.

ما توقعاتكم للدور الأوروبي تجاه إيران في المرحلة الإنتقالية؟

إن الأوروبيين لديهم مسائل إستراتيجية يجب حلها، لكنني أعتقد أنهم سيكونون إلى جانبنا، وهذا مهم جدًا، فالشعب إذا قال إن الأمور خرجت من سيطرته، فإنه يجب البحث عن البديل، وإلا فإن كل شيئ سوف يصبح في مهب الريح.

وما البديل المضمون؟
في البحث عن البديل يجب إيجاد اللاعب الذي يكون مضمونًا في الطرف الآخر في المعادلة الصحيحة، كل ذلك من أجل الحوار في سبيل معرفة ما يجب القيام به محليًا، وما يجب عمله على الصعيد العالمي، عندئذ يصبح واضحًا أمر الشعب الذي نتحدث عنه، وهؤلاء ليسوا الفئة التي تنتمي إلى النظام، فالشعب لا يثق في العناصر التي خدمت النظام على مدى الـ 40 عامًا الماضية التي أجبرت الكثير من الإيرانيين على أن يعيشوا في الشتات، بينما هؤلاء من بينهم كفاءات عالية يمكنها أن تصبح مفيدة جدًا في إعادة بناء البلد.

هل تتوقع أن تنكشف الأقنعة وينضم الحرس الثوري إلى الشعب؟

لقد حدث ذلك قبل شهور، فقد إنضم أفراد من قوات التعبئة "الباسيج" بعد إحراق بطاقات هوياتهم، ولكنهم ارتكبوا خيانة في حق الشعب، وقاموا بأعمال قذرة، لهذا لن يكون لهم مستقبل في التحول القريب.