إيلاف من نيويورك: شكل تراجع الرئيس الأميركي، دونالد ترمب، عن التصريحات التي ادلى بها في المؤتمر الصحفي المشترك مع الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، الحدث الأبرز في الولايات المتحدة الأميركية امس الثلاثاء.

وبعد 24 ساعة من التصريح الصادم لترمب في العاصمة الفنلندية هلسنكي، والذي انتقد خلاله وكالات الاستخبارات في بلاده، مروجا وبشكل غير مباشر لنفي موسكو تدخلها في الانتخابات الرئاسية عام 2016، عاد الرئيس الأميركي ليوضح النقاط ويتراجع عن بعض ما ورد عنه واضعا الموضوع في خانة التعبير الخاطئ.

أخطاء في التعبير

وأشار ترمب، "إلى أنه كان يقصد القول إنه لا يرى أي مبرر للتفكير بأن موسكو لم تتدخل"، بعدما كان قد اعلن في المؤتمر الصحفي، "إنه لا يرى أي مبرر لتدخل روسي في الانتخابات"، كما اكد، "انه يثق بشكل كامل بعمل وكالات المخابرات الأمريكية ويدعمها ويقبل ما توصلت إليه من تدخل روسيا في الانتخابات."

أسباب التراجع

تراجع ترمب عن تصريحاته، لم يخفف من وتيرة الانتقادات التي لا يزال يتعرض لها على خلفية يوم الاثنين، ولكن بالمقابل طرح تساؤلات كبيرة حول الأسباب التي أدت الى اتخاذ الرئيس الأميركي هذه الخطوة، ومن جعله يقبل بإصدار توضيح، فترمب وكما هو معروف عنه لا يحبذ التراجع عن المواقف التي اطلقها.

لقاء ثلاثي

شبكة ان بي سي، كشفت عن لقاء حصل في البيت الأبيض قبل وقت قصير من تراجع ترمب عن تصريحاته، وبحسب مصادر مطلعة، فإن الرئيس التقى بنائبه، مايك بينس، ووزير الخارجية، مايك بومبيو. الرجلان حثا ترمب على الخروج وتوضيح تصريحاته، والتأكيد على دعم عمل الاستخبارات الأميركية، والنتائج التي توصلت لها حيال التحقيقات المتعلقة بالتدخل الروسي.

ورفض متحدث باسم الخارجية الأميركية، التعليق على ما نشرته شبكة (ان بي سي)، ولم يصدر أي توضيح عن المتحدث الإعلامي باسم مايك بينس.

اشادة يتيمة

وحصدت إيضاحات الرئيس، اشادة تكاد تكون يتيمة من قبل حليفه نيوت غينغريتش، رئيس مجلس النواب السابق، الذي قال، " فعل الرئيس ترمب الشيء الصحيح اليوم في توضيح تعليقاته في هلسنكي، وكرر احترامه ودعمه لمدير الاستخبارات الوطنية دان كوتس، ومجمع الاستخبارات"، مضيفا، "استجاب الرئيس بسرعة وبشكل واضح عندما أدرك أنه استخدم لغة خاطئة"، وكان لافتا أيضا دفاع السناتور الجمهوري راند بول عن بعض مواقف ترمب رغم كونه غير محسوب بشكل كامل على الرئيس.

اقترع لصالح الشيوعيين

بول وجه انتقادات عينفة الى جون برينان مدير وكالة الاستخبارات المركزية (سي آي إيه) الذي كان قد وصف كلام ترمب بعد لقاء بوتين بالخيانة، وقال سناتاور كنتاكي، انظروا من يتكلم، الرجل الذي صوت في انتخابات العام 1976 لمرشح الحزب الشيوعي الأميركي.

الرئيس ترمب لم يغفل عن اتهام مدير (سي آي إيه) له بالخيانة، وقال في مقابلة مع فوكس نيوز، "أعتقد أن برينان رجل سيء للغاية وإذا نظرت إلى الأمر تجد أن كثيرا من الأشياء حدثت في عهده .. أعتقد أنه شخص سيء للغاية".