إيلاف من نيويورك: منذ سقوط الاتحاد السوفياتي، لم تنخرط الولايات المتحدة في مواجهة عسكرية مباشرة ضد روسيا، ولكن عداوة الحرب الباردة لا تزال موجودة وبقوة بين البلدين رغم محاولات النفي المتكررة.

وصبت تصريحات الرئيس الأميركي، دونالد ترمب في هلسنكي بفنلندا الزيت على نار غضب السياسيين والكتاب في الولايات المتحدة، والذين شعروا ان روسيا اصابت الكبرياء الأميركي في مقتل بعد اتهام موسكو بالتدخل في الانتخابات الرئاسية عام 2016.

 الفارق في ردة الفعل

ونشرت بوليتيكو، مقالة شبهت فيها التدخل الروسي، بما حدث عام 1941 في بيرل هاربر، و2001 في مانهاتن وبنسلفانيا ومقر البنتاغون، مع فارق وحيد يتمثل في قيام البلاد بالرد سريعا على الهجومين الذين حملا بصمات اليابان وتنظيم القاعدة، وبالمقابل لا يزال الرئيس ترمب مترددا حيال توجيه اتهام مباشر الى الروس.

 روزفلت والحرب العالمية الثانية

الجنرال مارك هرتلنغ، ومولي ماكيو، كتاب في بوليتيكو، "في السابع من كانون اول/ديسمبر 1941 ، شنت البحرية الإمبراطورية اليابانية هجومًا مفاجئًا ضد الأسطول الأمريكي من اجل شلّ حركة الولايات المتحدة ومنعنا من التدخل بينما تواصل اليابان العمليات العسكرية في جميع أنحاء جنوب شرق آسيا. قُتل أو جُرح ما يقرب من 3500 أمريكي، وأصيب اكثر من ثلاثمئة طائرة بالتدمير او بالضرر، وتم اغراق وتدمير عدة بوارج، وقام الرئيس فرانكلين روزفلت بالرد في اليوم التالي".

بوش الابن على خطى روزفلت

واستعرض الكاتبان هجوم القاعدة في الحادي عشر من سبتمبر/أيلول والذي استهدف مصالحعسكرية واقتصادية أميركية، وتسبب في قتل حوالي ثلاثة الاف شخص، واصابة اكثر من ستة الاف بجروح"، وعلى خطى روزفلت سار الرئيس جورج بوش الابن.

 الهدف تدمير اميركا

المقالة تربط بين رد الفعل الأميركي على بيرل هاربر والحادي عشر من سبتمبر، بعد تقليل اليابان والقاعدة من قيمة واشنطن، وبين الهجوم الروسي الأخير الذي اتبع تكتيكا مختلفا، "فالهدف يبقى تدمير الوطن الأميركي دون ان تصل اعمدة الدخان الى السماء هذه المرة، ورغم مضي عامين على هذا الهجوم الذي استهدف المؤسسات الأميركية الديمقراطية وثقتنا في القيم التي تقوم عليها البلاد الا ان الرئيس ترمب المستفيد منه لم يبادر الى أي رد فعل، بل وبرأ الرجل (فلاديمير بوتين) الذي امر به."

 عقيدة غيراسيموف

وذكرت المقالة، بحديث سابق لرئيس أركان الجيش الروسي الجنرال فاليري غيراسيموف الذي قال ان "دور الوسائل غير العسكرية لتحقيق الأهداف السياسية والاستراتيجية قد نما، وفي كثير من الحالات تجاوزت قوة الأسلحة في فعاليتها"، وتساءل الكاتبان "عما اذا كان بالإمكان تسمية ما حدث بعقيدة غيراسيموف، ومناقشة أهدافها ان كانت عسكرية وامنية ام لا".