كشف تقرير خاص اليوم عن تفاصيل مهمات أخطر محطة للمخابرات الإيرانية في أوروبا ومسؤولياتها عن عمليات الارهاب والاغتيال وملاحقة المعارضين ودور وزارة الخارجية الإيرانية وعملاء المخابرات في تنفيذ هذه العمليات والتي ادت مؤخرا الى اعتقال مسؤول المحطة اسد الله اسدي في ألمانيا.

إيلاف من لندن: يشير تقرير للمجلس الوطني للمقاومة الإيرانية ومقره باريس حصلت "إيلاف" على نصه الخميس الى ان محطة المخابرات في سفارة النظام الإيراني في النمسا هي المحطة المركزية لوزارة المخابرات الإيرانية في أوروبا.. موضحًا أنه قبل عام 1999 كانت سفارة النظام الإيراني في بون هي المحطة المركزية لوزارة المخابرات في أوروبا، لكن النظام اضطر إلى وقف نشاطاتها كمقر مركزي لمخابراته بأوروبا لسنوات عديدة ثم اختار النمسا مقرا بديلا في أوروبا. 

مقر محطة المخابرات الإيرانية بفيينا

ويقع مقر محطة الاستخبارات الإيرانية بالنمسا في الطابق الثالث من سفارة النظام في فيينا وهي حاليا المقر المركزي والمنسق بين عناصر وزارة المخابرات في أوروبا. أما عن سبب اختيار النمسا فقد كشف مسؤول سابق في سفارة النظام هناك والذي عاد إلى طهران بعد انتهاء مهمته في تقرير له "إن العلاقة بين الحكومتين النمساوية والإيرانية واسعة جدا ولكنها صامتة. على مستوى الدول الأوروبية، لدينا أكثر العلاقات ودية مع النمسا وهي هي البلد الأوروبي الوحيد الذي زار رئيسها إيران مرتين في عصر الجمهورية الإسلامية". 

ولدى إيران العديد من المكاتب التمثيلية في النمسا اضافة الى السفارة وهي المركز الإسلامي للإمام علي والمكتب التمثيلي للولي الفقيه (خامنئي) والمركز الثقافي، وممثل منظمة الثقافة والعلاقات الإسلامية ومكتب الخطوط الجوية الإيرانية وممثلية المنظمات الدولية وأوبك، وممثلية إيران لدى الوكالة الدولية للطاقة الذرية وكلها اسباب دفعت سلطات طهران لاختيار مركز وزارة مخابراتها في أوروبا في السفارة الإيرانية في النمسا.

 

مقر السفارة الإيرانية في فيينا

 

ويقول أحد مديري شركة إيران للطيران السابقين عن مهمات محطة المخابرات في سفارة النظام بفيينا ان النمسا لديها دور مركزي في مهمات وزارة المخابرات في الدول الأوروبية وليس لدى وكلاء الوزارة مشكلة في السفر إلى النمسا كما توفر شركة إيران للطيران لهم تسهيلات خاصة فيما تلعب السفارة الإيرانية بفيينا دور الإسناد لأنشطتهم.

100 عميل للمخابرات الإيرانية يعملون في النمسا

ويشير التقرير الى ان قضية الوجود الواسع لعناصر مخابرات النظام الإيراني في الدولة النمساوية معروفة على المستوى الدولي وسبق ان اكدت صحيفة "دي برسه" النمساوية عام 2013 أن فيينا أصبحت مليئة بجواسيس الجمهورية الإسلامية وبعض هؤلاء إيرانيون والاخرون مواطنون من دول أخرى. وكانت مكتبة الأبحاث في الكونغرس الأميركي قد أعلنت في وقت سابق ان عدد الجواسيس الإيرانيين في النمسا يبلغ حوالي 100 شخص.

مهمات أسد الله أسدي المعتقل بألمانيا

وفيما يتعلق بالدور المركزي لمحطة المخابرات الإيرانية في فيينا، كان أسد الله أسدي، رئيس محطة المخابرات في العاصمة النمساوية والذي اعتقل مؤخرا لضلوعه بمحاولة الهجوم على المؤتمر السنوي للمعارضة الإيرانية في الخارج بباريس في 30 من الشهر الماضي منسقاً لعناصر وزارة المخابرات في أوروبا. 

وقد ألقي القبض علة أسدي في ألمانيا بتهمة القيام بالاعداد لعملية إرهابية ضد المؤتمر وطلبت الحكومة البلجيكية تسليمه لها، لكن نظام طهران يحاول حاليا نقله أولاً إلى النمسا مقر عمله التجسسي ثم إعادته إلى إيران بحصانة دبلوماسية. 

ووفقًا لتقارير من داخل النظام فأن أسدي وفي مايو أيار عام 2016، عندما كان من المقرر أن يسافر الرئيس الإيراني حسن روحاني إلى فيينا قد نفذ مهمة تجميع المعلومات ضد الإيرانيين والاحتجاج ضد اللاجئين السياسيين المتظاهرين في فيينا. ويرتبط أسدي أيضاً بشبكة عناصر فيلق القدس لقوات الحرس في أوروبا. 

وكان رئيس محطة المخابرات السابق، في السفارة الإيرانية في النمسا، مصطفى رودكي قد تم نقله إلى إيران، ثم في عام 2014 تم تعيينه رئيسا لمحطة المخابرات الإيرانية في ألبانيا بسبب وجود أعضاء منظمة مجاهدي خلق الإيرانية في هذا البلد والذين قلوا اليه من العراق بعد تعرضهم لهجومات مسلحة نفذتها مليشيات عراقية مسلحة باشراف إيراني. ووفقا لتقارير رسمية ألبانية فقد تم إحباط مخطط إرهابي كبير ضد مجاهدي خلق في ألبانيا في مارس آذار 2018 تم التخطيط له من قبل عناصر المخابرات الإيرانية.

إدارة المخابرات الخارجية في مقر وزارة الخارجية بطهران

ويشير التقرير الىى ان محطات المخابرات في السفارات الإيرانية في الدول الأجنبية تتبع إلى "منظمة الاستخبارات الخارجية والحركات" في وزارة المخابرات الإيرانية. ويقع فرع هذه المنظمة في وزارة الخارجية بطهران ويشار إليها باسم المديرية العامة المعروفة باسم "الإدارة العامة لدراسة التقارير" و محطات المخابرات في سفارات النظام في الخارج على اتصال مع هذه الإدارة العامة.

ومن مهمات محطات وزارة المخابرات داخل سفارات نظام طهران توفير أكبر الفرص والتسهيلات لأنشطة التجسس والعمليات الإرهابية التابعة لوزارة المخابرات وفيلق القدس في الدول الأوروبية.
ويعرف مكتب التقارير هذا أيضًا باسم الرمز (الكود) 210 ورمز نظام الفجر "نظام اتصالات الكمبيوتر" هو 170 ورمز التراسل هو 210.

ولهذه الإدارة مكتبان وقسم يسمى التحقيق مع الإيرانيين خارج البلاد وكل من هذين المكتبين مسؤول عن عدد من البلدان. ويتم ارسال نسخ من جميع التقارير السياسية التي تعدها وزارة الخارجية إلى الإدارة العامة بوزارة المخابرات حيث تركزهذه المديرية على خطط وزارة المخابرات ضد منظمة مجاهدي خلق بالتعاون مع المديرية العامة المسماة "الالتقاط" في وزارة المخابرات.

 منظمة الاستخبارات الخارجية واستخدام السفارات للارهاب

ويؤكد التقرير أن منظمة الاستخبارات الخارجية والحركات تعد واحدة من أهم أقسام وزارة المخابرات وتدير برامج التجسس والمخططات الإرهابية في خارج إيران. 

وفي 8 فبراير شباط 2017، قامت وزارة المخابرات بتحويل "مديرية الاستخبارات الخارجية والحركات" إلى "منظمة الاستخبارات الخارجية والحركات" وذلك من أجل توسيع ألانشطة الإرهابية والتجسسية لوزارة المخابرات وحيث تم فعلا تفعيل آلة الإرهاب التي تديرها الدولة، بما في ذلك الاغتيالات التي جرت في الأشهر الاخيرة في كل من تركيا، وإقليم كردستان العراق وهولندا وأحدث مثال على ذلك كانت محاولة التفجير ضد مؤتمر المقاومة الإيرانية في باريس من قبل أسد الله أسدي المسؤول الاستخباراتي للنظام الإيراني في أوروبا والذي كان المصمم والعنصر الموجه للعملية.

يشار الى ان وزارة المخابرات الإيرانية كانت قد نفذت بالتعاون مع وزارة الخارجية وسفارات النظام الإيراني في أوروبا، العديد من العمليات الإرهابية في البلدان الأوروبية بالتعاون مع السفارات ودبلوماسييها الإرهابيين .. ومنها اغتيال الدكتور كاظم رجوي في جنيف بسويسرا في عام 1991 واغتيال زهراء رجبي في اسطنبول بتركيا في عام 1995 و كذلك العمليات الإرهابية الأخرى التي نفذها إرهابيون من فيلق القدس التابع لقوات الحرس في أوروبا، مثل تفجير مطعم ميكونوس في برلين في سبتمبر ايلول عام 1992، وتفجير المقر اليهودي في بوينس آيرس بالأرجنتين عام 1994 وحيث كان لسفارات النظام الإيراني ودبلوماسييها دور في تنفيذ هذه العمليات الإرهابية.