توصلت دراسة جديدة إلى علاقة بين إجمالي الناتج المحلي لبعض البلدان والقيم السائدة فيها المرتبطة بالأديان على وجه الخصوص، وأشار باحثون إلى أن غياب التدين خلال القرن العشرين مهد للنمو الاقتصادي في تلك الفترة.

لندن: وجدت الدراسة أن البلدان غير المتدينة تحقق نمواً اقتصادياً أكبر وإن الابتعاد عن الدين يجعلها أكثر ازدهاراً.

علاقة الاقتصاد بالقيم

وباستخدام بيانات عن بلدان من البانيا الى زمبابوي درس باحثون في جامعة بريستول البريطانية العلاقة بين القيم السائدة في البلدان المختلفة وإجمالي ناتجها المحلي.

اكتشف الباحثون ان غياب التدين كان يمهد للنمو الاقتصادي خلال القرن العشرين، وهو اكتشاف يرتبط بالسؤال القديم عن تأثير العلمنة على الاقتصاد، كما افادت صحيفة الاندبندنت في تقرير عن نتائج الدراسة. 

التكنلوجيا

وكان سوسيولوجيون انقسموا الى معسكرين في هذا الشأن، معسكر يذهب الى ان الانجازات المتحققة في التكنولوجيا والمجتمع أدت الى الاستغناء عن الكثير من وظائف الدين فيما يقول المعسكر الآخر ان ما يُسمى "أخلاق العمل البروتستانتية" أسهمت في تطور الرأسمالية.

ويأتي هذا الجدل في إطار العلاقة المعروفة منذ عقود بين الدين والثروة حيث لاحظ باحثون ان البلدان الأشد فقراً تميل الى أن تكون متدينة بقوة.

ونقلت صحيفة الاندبندنت عن داميان راك رئيس فريق الباحثين في جامعة بريستول قوله "ان نتائج دراستنا تبين ان العلمنة تسبق التنمية الاقتصادية وليس العكس، ولكننا نعتقد ان العلاقة ليست علاقة سببية بصورة مباشرة ولاحظنا ان العلمنة لا تفضي الى التنمية الاقتصادية إلا حين تقترن بقدر أكبر من الاحترام لحقوق الفرد".

القيم العالمية

واستخدم الباحثون بيانات من "رابطة مسح القيم الاوروبية" و"رابطة مسح القيم العالمية" تغطي الفترة الممتدة من عام 1990 مع قائمة طويلة من الأسئلة عن كل شيء من القيم العائلية الى الموقف من المثلية.

وقال الدكتور اليكس بينتلي الذي شارك في الدراسة من جامعة تنيسي الاميركية "ان التغيرات التي حدثت في الممارسات الدينية خلال القرن العشرين مهدت على ما يبدو لحدوث تغيرات في إجمالي الناتج المحلي في أنحاء العالم بصفة عامة".

المحرك الرئيسي للنجاح 

وتبين التحليلات الاحصائية التي اجراها الباحثون ان احترام حقوق الانسان كان يسهم في النمو الاقتصادي مساهمة أفضل من العلمنة. ويشير هذا الى ان التسامح هو المحرك الرئيسي للنجاح في المجتمع. وعلى سبيل المثال ان تمكين المرأة أدى الى زيادة مشاركتها في القوى العاملة على مر السنين.

ولكن الباحثين اعترفوا بأن المطلوب مزيد من العمل. وقال راك ان العلمنة تقترن فعلا بمزيد من التسامح في قضايا مثل حق الاجهاض والطلاق "ولكن هذا لا يعني ان البلدان المتدينة لا تستطيع ان تصبح مزدهرة، ومن الضروري ان تجد المؤسسات الدينية طريقها الخاص للتحديث واحترام حقوق الأفراد". 

اعدت "ايلاف" هذا التقرير بتصرف عن "الاندبندنت". الأصل منشور على الرابط التالي:
https://www.independent.co.uk/news/science/religion-economic-development-wealth-gdp-bristol-university-a8453386.html