بيروت: يشهد مطار بيروت الدولي حركة ناشطة مؤخرا لناحية أعداد الركاب الوافدين والمغادرين، الامر الذي يحمل مؤشرات ايجابية سياحية تسهم في تحريك عجلة الاقتصادية في البلاد، الا ان ذلك يشي بتفاقم ازمة مع ازدحام المطار الذي بات لا يستوعب هذا الكم الهائل من الركاب.

وبالتزامن مع هذه الأزمة عاد الحديث عن إمكانية افتتاح مطار القليعات في عكار مع عدم إمكانية الدولة تمويل مشروع توسيع مطار بيروت، فما هي المنافع المتوقعة من افتتاح مطار ثان في لبنان؟.

مطار القليعات ضروري
ويتم الحديث عن إمكانية افتتاح مطار القليعات في عكار، والذي لا يحتاج سوى إلى صيانة ليكون رديفًا لمطار بيروت، وذلك في ظلّ الأزمة في مطار بيروت، وعدم إمكانية الدولة تمويل مشروع توسيع مطار بيروت، الذي يكلف 200 مليون دولار اميركي بانتظار تشكيل الحكومة والحصول على أموال مؤتمر سيدر. 

في هذا الصدد يرى الخبير الاقتصادي لويس حبيقة في حديثه لـ"إيلاف" أن فتح المطار ضروري، فوجود مطار آخر في لبنان يبقى أساسيًا، ومع وجود 3 مطارات أفضل أيضًا وهكذا تتوزع شركات الطيران عليها، وهذا يؤدي إلى تنمية قوية للمناطق، فمع وجود تلك المطارات نجد مواقف السيارات وكذلك تنتعش الحركة السياحيّة، ونخفف الضغط عن بيروت ومطارها، فمع وجود البنايات من حوله لم يعد بالمطار المثالي.

منافع ومساوئ
وعن منافع فتح مطار القليعات أو المساوئ التي تترتب على فتحه يقول حبيقة:" المنافع واضحة إنمائية تنموية وشغل للعمال، وتنمية المناطق، والمشكلة التي تطرح هل نحن نملك القدرة الكافية لتشغيل مطارين في لبنان، الهدف ليس التخفيف من القادمين إلى مطار بيروت، بل الهدف أن يبقى العمل كما هو في مطار الرئيسي، ويزيد في مكان آخر، ولا يصبح مطار القليعات وكأنه البديل عن مطار بيروت، نريد الابقاء على عمله الطبيعي.

والهدف زيادة في العمل وليس توزيعه بين المطارات، وهنا يمكن استعمال مطار القليعات لطائرات الـ"تشارترز" ولشركات طيران جديدة.

الاعباء
وبرأي حبيقة يستطيع لبنان تحمّل أعباء فتح مطار جديد، وهناك تقنيات عدة أيضًا لا تكلف الدولة، ومن يبني المطار يشغله لمدة معينة، كما حصل تمامًا مع إنشاء الخليوي في لبنان.

وفتح المطار يفيد لبنان سياحيًا بقدر كبير، من خلال إضافة العمل ويبقى مطار بيروت مهمًا، كما لا بد من ان نزيد العمل بالمطارات الأخرى.

انعاش المناطق
وعملية إنعاش المناطق المجاورة من خلال فتح مطار القليعات تتم من خلال تشغيل المئات من الناس من المناطق المجاورة، وحتى من خبراء الطيران، وحتى فنادق المناطق تنتعش، ومن خلال أيضًا انتعاش الحركة في المحال التجارية القريبة من المطار، فعندما نفتح مطار نخلق مدينة حوله.

ويضيف حبيقة لكن يجب أن يكون فتح مطار القليعات ليس على حساب استمرارية مطار بيروت، وذلك بطريقتين من خلال جعله مطارًا للتشارترز، وثانيًا نستقبل شركات طيران غير موجودة في بيروت.

نبذة عن مطار القليعات
ليست المرة الأولى التي تطرح فيها فكرة إعادة تشغيل مطار القليعات، فقد طرحت مرارًا مسألة استثمار المدرج الموجود في منطقة القليعات الشمالية، مقدمة لإنشاء فرع ثان لمطار بيروت.

وتقع قاعدة القليعات العسكرية التي يشغلها الجيش راهنًا، في بلدة القليعات الساحلية وسط سهل عكار على بعد 105 كلم من بيروت و25 كلم شمال مدينة طرابلس.

ولجأت الدولة إلى مطار القليعات في أواخر الثمانينات كمطار مدني بعدما تعذّر التواصل بين العاصمة وشمال لبنان، فتم تجهيزه بما يؤهله لاستقبال المسافرين وشهد حركة هبوط وإقلاع ناشطة بافتتاح أول خط جوي داخل الأراضي اللبنانية.

وكانت الطائرة الأولى التي استخدمت في المرحلة الأولى من نوع "بوينغ 720 " تابعة لطيران الشرق الأوسط ناقلة 16 راكبًا من الشمال إلى العاصمة اللبنانية، ثم سيرت شركة "الميدل إيست" ثلاث رحلات أسبوعيًا، وزادتها في ما بعد بمعدل رحلتين يوميًا وحددت سعر التذكرة آنذاك ذهابًا وإيابًا بـ 28 ألف ليرة للدرجة الأولى، و20 ألف ليرة للدرجة السياحيّة، وقدّر حينها أعداد المسافرين الذين استخدموا مطار القليعات بنحو 300 راكب يوميًا.

حقبة الرئيس رينيه معوض
وازدادت أهمية هذا المطار عندما أصبح مسرحًا لانتخاب رينيه معوض رئيسًا للجمهورية في 5 نوفمبر 1989 حيث شهد المطار هبوط طائرة "بوينغ 707 " مما عزّز جدارة هذا المطار في استقبال طائرات ضخمة. 

وبعد مقتل معوض غداة عيد الاستقلال في 22 نوفمبر 1989 قرر مجلس الوزراء تسمية المطار باسمه، وظلت الرحلات الداخلية سارية حتى أواخر العام 1991.