يضمّ حزب المحافظين في بريطانيا اليوم 124 ألف عضو فقط بالمقارنة مع 570 ألف عضو في حزب العمال، لكنّ عضوية المحافظين على صغر حجمها تقوم بدور أكبر في تغيير السياسات نظرا لثقل وتأثير القواعد.

إيلاف من لندن: تؤكد محاولة تيريزا ماي كسب اعضاء حزب المحافظين، أن حزبها وليس حزب العمال مرهون بآراء اعضائه ومواقفهم. وفي اعقاب أداء المحافظين الهزيل في الانتخابات البرلمانية العام الماضي جرت الإشارة الى هبوط عضوية الحزب على انه أحد الأسباب. فحزب المحافظين يضم 124 الف عضو فقط بالمقارنة مع 570 الف عضو في حزب العمال.

دور أكبر

مجلة نيو ستيتسمان لاحظت ان عضوية حزب المحافظين على صغر حجمها تقوم بدور كبير في تغيير اتجاه السياسة الوطنية.

وقالت المجلة في تحليل اخباري ان ماي التي ترأس حكومة اقلية تواجه تحدياً من عشرات المطالب والمصالح الفئوية المتنافسة وان المواقف الرجعية من قضايا اجتماعية اخرى أوسع انتشاراً في حزب المحافظين منه في الأحزاب الأخرى.

ويتبدى هذا بأسطع صوره في الموقف من بريكسيت حيث يستخدم خصوم ماي غضب القواعد لصالحهم. فان رد الفعل على الخطة التي خرج بها اجتماع الحكومة في مقر ماي الريفي في تشيكرز مدفوع بأعضاء في الحزب يحرضون نوابهم عليها. ويعمل فريق ماي جاهداً الآن لوقف هذا المد بترويج الخطة بين الأعضاء مباشرة.

قوة القواعد

لفتت مجلة نيو ستيتسمان الى أن مشاركة نحو 200 منظمة محلية لحزب المحافظين في اجتماعات عُقدت في مقر رئيسة الوزراء و100 آخرين شاركوا بدائرة الفيديو دليل على قوة القواعد وثقلها.

وكشفت صحيفة التايمز ان رئيسة الوزراء ستقوم بجولة خلال الصيف في محاولة لكسب هذه القواعد. 

ولا يُعرف إن كانت محاولتها ستتكلل بالنجاح إزاء الاصطفاف الايديولوجي لعضوية الحزب. ونقلت مجلة نيو ستيتسمان عن احد رؤساء المنظمات المحلية الذي حضروا الاجتماعات ان المشاركين رفعوا مطالب بالكف عن تقديم مزيد من التنازلات الى بروكسل وإلا فتنفيذ بريكسيت من دون اتفاق مع الاتحاد الاوروبي.

وأشارت المجلة الى ما سمته "عجز ماي عن إيجاد توازن بين التزاماتها تجاه المصلحة الوطنية ومصالحها السياسية الداخلية" في الحزب.

وقال عضو المنظمة الحزبية ان نهج ماي بشأن بريكسيت يمزق فروع الحزب المحلية وهو شعور ردده نواب في مجلس العموم. وستكون لانهيار الثقة تداعيات طويلة الأمد. ويخشى بعض المحافظين ان عدم إيجاد حل لتذمر القواعد الحزبية يمكن ان يكلف الحزب مقاعد هامشية في الانتخابات المقبلة.

إرضاء الناخبين أم القواعد؟

ولا يبدو ان رئيسة الوزراء ستكون قادرة على تهدئة اعضاء الحزب المناهضين للاتحاد الاوروبي. ولكي ينجح خلفها في قيادة الحزب فإن عليه ان يحاول تهدئتهم.

ولكن المشكلة أن إرضاء الناخبين واعضاء الحزب في وقت واحد سيكون أصعب لا سيما عندما تصبح آثار بريكسيت الاقتصادية محسوسة.


أعدت "ايلاف" هذا التقرير بتصرف عن "نيو ستيتسمان". الأصل منشور على الرابط التالي:

https://www.newstatesman.com/politics/uk/2018/07/their-numbers-are-dwindling-tory-members-are-now-uk-s-most-influential-political