لندن: كشفت معلومات من داخل إيران عن شبكة المؤسسات التعليمية والدينية الشيعية الإيرانية العاملة في سوريا باشراف مكتب خامنئي والحرس الثوري التي تقوم بتجنيد سوريين وإيرانيين ومن جنسيات أخرى للقتال الى جانب نظام الرئيس بشار الاسد ضد معارضه. 

وتعد سوريا بالنسبة للنظام الإيراني واحدة من البلدان المهمة لتصدير التطرف والإرهاب إليها وذلك لأسباب استراتيجية عديدة منها محاولة التوازن مع العراق والتآخم الحدودي مع إسرائيل واطلالها على البحر الأبيض المتوسط وحدود مشتركة مع لبنان. وكان وجود نسبة قليلة من الشيعة والعلويين المقرّبين من الشيعة بالإضافة إلى وجود بعض المراقد الشيعية، وسيلة وغطاء للتوغل الإيراني في هذا البلد.

ولهذه الاسباب فقد راهن النظام كثيرا على توسيع رقعة نفوذه في سوريا اجتماعيا بغية تمرير أجندته السياسية هناك.

ويكشف تقرير للمجلس الوطني للمعارضة الإيرانية ومقره باريس استنادا الى معلومات من الداخل الإيراني وحصلت "إيلاف" على نصه الخميس الى ان أهم القطاعات النشطة في توسيع شبكة التطرف والارهاب والأصولية للنظام الإيراني في سوريا هي:

مكتب ممثلية الولي الفقيه في سوريا 

الممثل الحالي لخامنئي في سوريا هو الملا أبو الفضل طباطبايي أشكذري الذي تم تعيينه لهذه المنصب في 2 مايو أيار عام 2016. وكان سلفه ملا آخر باسم سيد مهدي سيبويه يحتل هذا المنصب.

وممثل خامنئي في سوريا له ارتباطات عن كثب مع سفارة النظام الإيراني في سوريا، ومع قائد عمليات الحرس الثوري هناك سيد جواد غفاري وكذلك شبكة رجال الدين الإيرانيين للنظام في سوريا التي تنضوي تحتها ممثلية جامعة المصطفى وغيرها من أجهزة التطرف للنظام وهذه الممثلية تعتبر إحدى جهات اتخاذ القرار.

وممثل خامنئي في سوريا، وبعد كل تقدم عسكري تحرزه قوات الحرس الثوري في سوريا في مختلف المدن، يحضر ميدانيا ويقدم شكره لهم نيابة عن خامنئي فقد حضر مثلا بعد الاستيلاء على مدينتي نبل والزهراء في فبراير شباط2016، يرافقه الملا سيد محمد حسين رئيس زاده ممثل جامعة المصطفى في سوريا وعدد آخرالى الميدان وكذلك بعد الاستيلاء على مدينة أبوكمال في أكتوبر 2017.

وتم نشر مقطع لفيديو للملا طباطبائي لدى حضوره لمقر الميليشيات الأفغانية والإيرانية والباكستانية والعراقية واللبنانية في بادية الشام في ضواحي التنف بتاريخ 8 أغسطس 2017 حيث حفزهم بكلمات شعبوية على مواصلة الحرب في سوريا تحت عنوان حماية المراقد الدينية الشيعية.

ويقع موقع مكتب ممثلية خامنئي في سوريا على بعد كيلومتر من الزينبية في منطقة تسمى الحجيرة وهي تضم ايضا مقر حماية استخبارات الحرس الثوري في سوريا الذي كان يترأسه العميد فلاح بور.

 ممثلية الولي الفقيه في فيلق القدس 

الملا أبو مجتبى خادمي هو المسؤول عن ممثلية الولي الفقيه والمسؤول السياسي العقائدي لفيلق القدس في سوريا وله مكتب في سفارة النظام الإيراني في دمشق وأحد منتسبيه شخص يدعى أبو سعيد ورمز قسم مجتبى خادمي في السفارة الإيرانية في سوريا هو (18000) كما له مكتب أيضا في المبنى الزجاجي، مقر قيادة الحرس الثوري في دمشق.

والملا مجتبى هو الذي يشرف على توزيع عناصر النظام المرسلين الى سوريا الذين من المقرّر أن يتم إيفادهم من إيران إلى سوريا بعد التيقن منهم وكذلك إرسال الرحلات الشيعية إلى إيران كما إنه يبرمج رحلات سوريين إلى إيران بحجة زيارة مراقدها المقدسة ثم يتم تجنيدهم فيما بعد.

ويدير أبو مجتبى خادمي، التعليمات المسماة "بصيرت" وهي تعليمات سياسية - أمنية خاصة لقوات التعبئة المعروفة بـ (البسيج) في إيران للقوات الموجودة منها في سوريا.

ممثلية جامعة المصطفى في سوريا 

وهي الشبكة الرئيسية للنظام الإيراني في سوريا، يتم إدارتها من قبل ممثلية جامعة المصطفى في سوريا والتي يوجد مقرها المركزي في مدينة قم الإيرانية وهي مؤسسة مهمتها ترويج التطرف من قبل النظام الإيراني ومرتبطة بفيلق القدس.

وفي الوقت الحالي، يتابع الملا "تهراني" رئيس جامعة المصطفى فرع سوريا، الدعايات الدينية ومسائل رجال الدين الإيرانيين وطلاب هذه الجامعة في سوريا. وقبله كان الملا سيد محمد حسين رئيس زاده رئيس المؤسسة وقبله كان يتولى رئاسة هذه المؤسسة في سوريا الملا "بي نياز" حيث نقل بعدها إلى لبنان.

وهذه الشبكة يتم إدارتها من قبل حوالي 20 رجل دين أرسلوا من إيران إلى سوريا، وتغطي حوالي 1000 طالب من جنسيات مختلفة في سوريا ولها فروع في مختلف المدن السورية ومنها في مدينة دمشق. وفرع آخر في مدينة نبل حيث له ما يتراوح بين 100 و 200 طالب ورئيسه ملا باسم الشيخ حسن عموري.

وترسل هذه المؤسسة، داعية ومبلّغ شيعي إلى الوحدات العسكرية مهمته تهييج وتحريض القوات على المشاركة في الحرب والقتال للدفاع عن حرم زعماء الشيعة في سوريا. ومنذ بداية الحرب السورية في عام 2011، لعبت هذه الشبكة دوراً رئيسياً في إثارة الحرب. والأغلبية الساحقة لطلاب هذه المؤسسة تلقوا تدريبات عسكرية وأغلبهم تم إرسالهم إلى مقرات الحرس الثوري في إيران وادخالهم في دورات عسكرية ولكن في الأعوام اللاحقة بدأوا يدخلون دورات عسكرية في مقرات الحرس الثوري في سوريا.

 وتفيد المعلومات الواردة أن جامعة المصطفى في سوريا تدفع في الوقت الحالي رواتب لحوالي 1000 طالب ومدرس تبدأ من 50 دولار وتصل إلى 700 دولار. 

مجمع الرسول الأعظم بمحافظتي اللاذقية وطرطوس 

وتتولى هذه المؤسسة الاشراف على شبكة خاصة لنشر التطرف باسم مجمع الرسول الأعظم مع رجال دين شيعة بسوريا وهناك ملا باسم أيمن الزيتوني هورئيس هذه التشكيلات المسماة وجاء إلى سوريا من إيران قبل 12 عام ودرس حوالي 21 عاما في مدينة قم وتلقى تعاليم خاصة في التطرف.

ويعمل الزيتوني في مكتب الشؤون الدولية لخامنئي ورئيسه ملا باسم محسن قمي ويتلقى التعليمات والتوجيهات منه وهم يعملون في شبكة واسعة من أهالي المنطقة ومعظمهم من العلويين إضافة إلى محافظات اللاذقية وطرطوس وحماة وحمص.

تدريبات الطلاب وعددهم 

مجمل عدد التلاميذ والطلاب في هذا المجمع حوالي ألفي طالب وله ايضا في كلية العلوم حوالي 450 طالب وهؤلاء وبعد التخرج من دورات دينية مختلفة للتطرف الشيعي، يصبحون أدعياء ومبلغين للمساجد في مناطق مختلفة في سوريا.

وعدد طلاب دورة الثانويات لهذا المجمع يبلغ ألفا ضمن 7 ثانويات دينية في محافظة اللاذقية بمبنى في منطقة كرسانه. وفي اللاذقية هناك حوالي 750 مسجد تحت سيطرتهم إضافة الى حلقات دروس لتعليم قراءة القرآن باسم دار القرآن تغطي 50 منطقة ويشارك فيها سنويا حوالي 5 آلاف شخص.

يوفر مجمع الرسول الأعظم، نفقاته عبر مكتب خامنئي وجامعة المصطفى ويقوم الملا عبدالله نظام ممثل مؤسسة الشهيد في دمشق بتأمين نفقات ذلك.

الارتباط بفيلق القدس والحرس الثوري 

ويرتبط الملا أيمن الزيتوني مع الملا مجتبى خادمي ممثل الشؤون السياسية العقائدية لفيلق القدس في سوريا ويسافر مجتبى خادمي إلى مجمع الرسول الأعظم في اللاذقية حين يتواجد فيها قادة الحرس الثوري في سوريا من أمثال اللواء سيد جواد غفاري واللواء مجيد علوي ولهم ارتباط بالملا أيمن الزيتوني الذي كان تولى ارسال حوالي 300 طالب لمساعد قوات الحرس الثوري في الاستيلاء على مدينة حلب شمال سوريا أواخر عام 2016.

وللحرس الثوري مركز ومستودعات لوجستية في مطار اللاذقية ويتم من خلالها ارسال المساعدات إلى الملا أيمن الزيتوني.

معهد (مجمع) السيدة رقية 

يعتبر مجمع السيدة رقية مركزا تعليميا دينيا مثل الحوزة العلمية ورئيسه هو ملا باسم عبدالله نظام من اهالي‌ سوریا وهو ايضا ممثل مؤسسة الشهيد في دمشق. 

وهذا المجمع يعد من المؤسسات التابعة لدائرة الأوقاف السورية ولكنه يتبع مؤسسات النظام الإيراني وله أربعة فروع في مدن دمشق ونبل وحمص واللاذقية. وهذه الحوزة تعمل في ثلاث مراحل الليسانس والماجستير والدكتوراه. ورئيس الكلية التابعة لهذا المجمع في مدينة نبل هو ملا باسم محيي الدين وهو على ارتباط مستمر مع الحرس الثوري وسائر أجهزة النظام الإيراني. 

الملا عبدالله نظام

وهو رجل دين شيعي سوري موالي للنظام الإیرانی فی سوریا وهو یعتبرممثل مؤسسة‌ الشهید للنظام الإيراني فی سوریا ویتلقی اجوره من نظام ظام طهران وهو نظام طهران وهو ايضا زعیم الشیعه فی سوریا ومدير حرم السیدة رقیة‌ وکذلك رئیس مؤسسة علماء أهل البیت.

يشار الى ان المجلس الوطني للمعارضة الإيرانية كان قد کشف في‌ وقت سابق أن النظام الإيراني کان قد نشر 70 ألفا من عناصره في سوريا وأكد ان طهران إستنزفت 100 ملياردولار في الحرب الأهلية السورية خلال السنوات الماضية كما دفعت ملياردولار رواتب لعملائها وعناصر مليشياتها العراقية والافغانية واللبنانية التابعة لقوات الحرس ممن استخدمتهم في سوريا.